أُعلن خلال الوقفة التي نظمتها يوم الثلاثاء المنصرم مجموعة السكرتارية الوطنية لمساندة العراق وفلسطين بالقرب من سفارة الولاياتالمتحدة عن الشروع في تنظيم حملة لجمع الأدوية والمعدات الطبية لإرسالها إلى المدن العراقية كالنجف والفلوجة، حيث تعاني المستشفيات والمراكز الصحية من خصاص في مواد التطبيب الضرورية لمواجهة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الأمريكي من الجرحى، وهو ما جعل العراقيين يستنجدون بالسكرتارية طالبين العون. وأوضح عضو السكرتارية خالد السفياني ل التجديد أن اللجنة الطبية المغربية العراقية قد اجتمعت مساء يوم الوقفة للنظر في تفاصيل تفعيل الحملة، ووجهت بالمناسبة نداء إلى القوى الحية بالمغرب للمساهمة في هذا المجهود التضامني مع شعب انتهكت أرضه ومحرماته. وشهدت الوقفة الاحتجاجية، التي شارك فيها عشرات المواطنين، حصارا أمنيا فرض على المشاركين البقاء بعيدين بنحو 200 متر عن سفارة الولاياتالمتحدة، وقد رفعوا خلالها شعارات ولافتات مناهضة للاحتلال الأمريكي للعراق، ولعملائه في الداخل، الذين يزكون جرائمه ضد العراقيين، ومُساندة لمقاومة الشعب العراقي وصموده في محنته. وعرفت الوقفة، التي تميزت بحضور نوعي لشخصيات بارزة في العمل السياسي والحقوقي والنقابي، احتكاكا مع أفراد الأمن الذين طوقوا المشاركين، مانعينهم من التقدم، ولو لبضعة أمتار في اتجاه السفارة، وهو ما أثار استياءهم واستغرابهم، وجعلهم يرددون شعارا يندد بهذه الممارسة، وليست هذه المرة الأولى، ففي كل مرة يعلن فيها عن تنظيم وقفة أمام سفارة الولاياتالمتحدة إلا وتستنفر القوات الأمنية أفرادها، وتتعامل مع الموضوع بحساسية كبيرة. وقد سألت التجديد خالد السفياني عما إذا كان هذا المنع سيدفع السكرتارية إلى اختيار مكان آخر للتظاهر، فنفى ذلك، مؤكدا تمسك الهيأة بحقها في الاحتجاج أمام السفارة، ومستنكرا هذا المنع في وقت يضيف لا يُمنع فيه الأمريكيون أنفسهم من التظاهر أمام سكنى الرئيس الأمريكي (البيت الأبيض)، حاملين عبارات تتضمن انتقادا شديد اللهجة له، ومع ذلك فإن الرسالة المراد تبليغها وصلت، لأن السفير الأمريكي علم بها وبأنها موجهة إلى إدارة بلده". وقال الناشط الحقوقي وعضو السكرتارية، عبد الرحمن بنعمرو في تصريح لالتجديد عقب انتهاء الوقفة إنه "إذا كانت هناك مأساة في العراق، فإلى جانبها فرح بوجود مقاومة صامدة مصممة على الانتصار، وتكبد العدو خسائر مادية وفي الأرواح". وكان للقضية الفلسطينية والسجناء الذين ما يزالوا مضربين عن الطعام داخل سجون الصهاينة نصيب من شعارات ولافتات وكلمة الوقفة، إذ صرح عضو السكرتارية نفسه بأن الهيأة ستناضل بكل ما لديها للإفراج عنهم وتمكينهم من حقوقهم، مشيرا بأن مبادرة لتأسيس الهيأة المغربية لدعم الأسرى في سجون الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي تأخذ طريقها للتنفيذ، وسيعلن عنها في وقت لاحق، وفي الاتجاه نفسه أهابت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني بالمغاربة إلى صيام يومه الاثنين (23 غشت) إيمانا واحتسابا، إلى جانب أزيد من 7 آلاف سجين فلسطيني، وستنظم الجمعية في اليوم نفسه وقفة واعتصاما في سفارة دولة فلسطين بالرباط من الزوال إلى الثانية ظهرا. محمد بنكاسم