نظمت مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين يوم الجمعة الماضي وقفة احتجاجية، بعد سنة من الاحتلال الأمريكي العراق، للتنديد باستمرار هذا الاحتلال وسط سكوت عربي ودولي عن حقيقة المعاناة التي يتعرض لها الشعب العراقي، وخاصة في الأيام الأخيرة، حيث صعدت القوات الأمريكية من هجماتها على المواطنين العراقيين في العديد من مدن العراق، على قائمتها مدينة الفلوجة. ويأتي تنظيم الوقفة الاحتجاجية أمام مقر الأممالمتحدة، وهي الوقفة الثانية في المكان نفسه، بعد الوقفة التنديدية بحادث اغتيال الكيان الصهيوني للشيخ المجاهد أحمد ياسين في يوم استشهاده، استجابة لجعل تاسع أبريل يوما عربيا ضد الاحتلال، وللمطالبة بجلاء القوات الأجنبية عن الأراضي العربية. وجاء في بيان أصدرته السكرتارية الوطنية للمجموعة أن القوات الأمريكية الغازية أعلنت حربا حقيقية ضد الشعب العراقي الأعزل، مستعملة كل أسلحة الدمار التي تملكها، وشنت الغارات على المساجد والمدارس والمستشفيات، وتعمدت اغتيال الأطفال والشيوخ والنساء، أمام عجزها عن مواجهة المقاومة العراقية الباسلة. وأشار البيان من جهة أخرى إلى أنه في تزامن مع حرب إبادة الشعب العراقي، يستمر قادة الإجرام الصهيوني في حربهم القذرة ضد أرض وشعب ومقدسات فلسطين، وفي تجاوز لكل الخطوط الحمراء بالتهديد بتصفية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المحاصر منذ أكثر من سنتين، وبتصفية كل قيادات الشعب الفلسطيني، بعد أن طالت يده شهيد الأمة العربية والإسلامية الشيخ أحمد ياسين. وردد المحتجون، الذين فاق عددهم المائة، ممثلين لمختلف الحساسيات الحزبية والنقابية والثقافية والجمعوية والحقوقية بالمغرب، شعارات تستنكر الصمت العربي والدولي عما يجري من تقتيل وتشريد وتجويع للشعب العراقي، داعين إلى تفعيل حقيقي لمقاطعة كل المنتوجات الأمريكية، والتصدي لكل محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني. وفي وصف لطبيعة التفاعل والتعامل مع المقاومة العراقية، اعتبر البيان الصادر عن السكرتارية أن >النظام العربي الرسمي أثبت مرة أخرى أنه عاجز عن أن يرتقي إلى مستوى الدفاع عن نفسه، قبل الدفاع عن الأمة، ومواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية والإسلامية<. وكانت الوقفة الاحتجاجية ليوم الجمعة الماضي مناسبة طالبت من خلالها مجموعة العمل الوطنية لدعم العراق وفلسطين القادة العرب والمسلمين بتحمل مسؤولياتهم التاريخية في هذا الظرف العصيب، الذي تمر منه الأمة العربية والإسلامية، وبالإسراع إلى عقد قمة عربية تنبثق عنها استراتيجية متكاملة لمواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني ومخططات الامبريالية الجديدة، كما ناشدت كلا من جماهير الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم تصعيد مواجهة المخطط الأمريكي الصهيوني، الذي يستهدف استعباد الإنسانية جمعاء، والمجتمع الدولي التدخل العاجل لإيقاف المجازر الأمريكية والصهيونية في العراق. ودعت المجتمع المغربي إلى الرفع من وتيرة تقديم كل أشكال الدعم للمقاومة في العراق وفلسطين. وقد استقت التجديد تصريحات العديد من الفعاليات السياسية والحقوقية والجمعوية المشاركة في الوقفة، أكدت كلها أن الولاياتالمتحدةالأمريكية والكيان الصهيوني أصبحا وجهين لعملة واحدة، يستحيل الفصل بينهما، وأن كلا من بوش، نظرا لما يرتكبه من جرائم في حق الشعب العراقي، وشارون، نظرا لما يرتكبه من تقتيل يومي في حق الشعب الفلسطيني، أصبحا مجرمي حرب ينبغي ألا يفلتا من المعاقبة، قياسا على طغاة سابقين. وأجمع المشاركون في الوقفة، التي حضرتها القناتان الأولى والثانية، على أن هذه المبادرة إنما هي إشارة رمزية وتعبيرية مضمونها اللهم إن هذا منكر، قصد استنهاض همم المسؤولين وتفعيل خيار مقاطعة كل المنتوجات الأمريكية، كما أكدوا جميعا أن هذه الوقفة، وإن كانت رمزية، فهي رسالة تضامن ومساندة من الشعب المغربي لنظيره العراقي، هذا الأخير الذي يحيي ذكرى سنته الأولى من الاحتلال باستمرار المقاومة وتوسعها وتجذرها بين كل فئاته، وتراصها وتوحدها على هدف واحد هو القضاء على الاحتلال الأمريكي للعراق، مستبشرا خيرا بما أصبحت المقاومة تكبده المحتل الأمريكي من خسائر مادية وبشرية. وأشار المشاركون في الوقفة إلى أن ما يقع الآن من مجازر في مدينة الفلوجة المقاومة، وغيرها من المدن العراقية والفلسطينية، شبيه بمجزرة جنين وصبرا وشاتيلا سنة ,1982 لأن الأطراف نفسها التي كانت وراء تلك المجازر هي نفسها التي وراء مجزرة الفلوجة، وهي الاتجاهات الصهيونية المتطرفة الحاكمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تمارس الإرهاب الحقيقي. عبد الرحمان الخالدي