بعد سنتين ونصف من الخدمة كسفير جمهورية تركيا لدى المغرب، قال "تونتش أودول" أنه عاد لتركيا لتقلد مهاما جديدة في وزارة الشؤون الخارجية. وأضاف السفير في رسالة وداع بعثها للتجديد "أترك هذا البلد الجميل بنكهة فرحة اللحظات المتميزة التي عشتها بين أحضانه في حياتي المهنية والخاصة على حد سواء." وأضاف تونتش في رسالته " لقد كنت سعيدا بالتعرف على الشعب المغربي، شعب مشهود له بالترحيب بالضيف والحرارة في الاستقبال، صديق الشعب التركي." وأضاف "أراني محظوظا لكوني عرفت كذلك المغرب، ليس فقط كبلد ذي تاريخ عظيم وثقافة غنية، ولكن أيضا كبلد ذي مجتمع منفتح يعرف عملية إصلاح رائعة تهم شؤونه السياسية والاقتصادية والاجتماعية". خلال فترة تواجده بالمغرب يقول السفير "لقد كنت شاهدا على فترة تاريخية اتسمت بالتغيير والاضطرابات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. أما المغرب، بفضل نبض مجتمعه المدني ونشاطه، ومؤسساته، وخاصة رؤية ملكه، محمد السادس، يمشي مشيا حثيثا في طريقه إلى الدمقرطة والتحديث". وأرجع السفير ذلك إلى اعتماد الدستور الجديد، وتنظيم انتخابات ديمقراطية وتشكيل حكومة تمثيلية، هكذا يسترسل السفير يقدم المغرب نفسه نموذجا للتطور والنمو في ظل الاستقرار للمنطقة بأسرها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وعن واقع العلاقات الالمغربية التركية قال السفير "خلال تواجدي في المغرب، واصلت العلاقات التركية المغربية نموها بإيقاع أكبر. وقد ساعدت المواقع الجيوستراتيجي لبلدينا على التوالي، المقرونة بأهمية متزايدة في إطار التطورات التي تشهدها المنطقة، هذا الاتجاه للتعاون الثنائي." وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية، يتابع ممثل تركيا بالمغرب فقد ازداد حجم التجارة في عام 2011 بنسبة 30 بالمائة مقارنة بالعام السابق لتصل إلى ما مجموعه 1.34 مليار دولار. متوقعا ارتفاع التجارة بين البلدين خلال الأشهر الأولى من هذا العام 2012، بمعدل متوسط 35 بالمائة. وأضاف أن عدد الشركات التركية العاملة في المغرب قد استمر في الارتفاع، كما تواصل شركات البناء التركية انجاز المشاريع المهيبة. تتمتع الشركات التركية بموضع تقدير دائم بفضل ما تتسم به من جودة الخدمة والأسعار المعقولة والاحترام الصارم لآجال التسليم. في هذا الصدد قال السفير التركي المنتهية مهامه بالمغرب "إنه بعد مواصلة تطوير علاقاتنا الاقتصادية قررنا فتح مكتب للخدمات التجارية في الدارالبيضاء تابعا لسفارتنا. كما دشنا هذه السنة ثلاث قنصليات فخرية جديدة في المغرب، تنضاف إلى القنصليتين القائمتين. بالموازاة مع ذلك نقوم بالرفع من عدد موظفينا بالسفارة حتى تتسنى استجابة أحسن للمتطلبات المتزايدة للتعاون. كما نحن راضون جدا بأن نرى مجلس الأعمال التركية المغربية، مجددا وذا دينامية وحاملا لمشاريع جديدة". وفي موضوع التعليموالثقافة أشار السفير إلى أن السنتين الأخيرتين استمر عدد الشباب التركي والمغربي الذين يدرسون في جامعات كلا البلدين في الزيادة، وتحظى جودة المدارس التركية بالمغرب موضع تقدير وتثمين دائمين، على المستوى السياحي جلبت رحلات الخطوط الجوية التركية، والخطوط الملكية المغربية، والعربية للطيران بين الدارالبيضاء واسطنبول إلى الجانبين الآلاف من السياح الأتراك والمغاربة الذين يزورون كل سنة بلدينا بدون تأشيرة، كما أعلن عن قرب افتتاح المركز الثقافي التركي "إمري يونس" في المستقبل القريب وقسم الدراسات التركية (Turcologie) بجامعة محمد الخامس في الرباط. وختم السفير رسالته بالقول إن الهدف المشترك لتركيا والمغرب في تطوير العلاقات بينهما وتعزيزها في كافة المجالات من خلال إقامة المؤسسات اللازمة. يجعل الطرفان يدركان إدراكا جيدا الفوائد المتبادلة لزيادة التعاون بينهما. مذكرا بالاتفاق الذي أعقب زيارة سعد الدين العثماني وزير الخارجية والتعاون مع نظيره التركي بإقامة شراكة استراتيجية وهي التي سيتم عرضها رسميا خلال الزيارة المرتقبة لرئيس حكومة المغربية، عبد الإله ابن كيران لتركيا. "ونرتقب العديد من الزيارات رفيعة المستوى خلال عام 2013 والتي ستنتقل بتعاوننا إلى مستويات أعلى".