انطلقت اليوم الاثنين بلندن، أشغال المؤتمر السنوي الأول حول لاستثمارات في المغرب، بمشاركة وفد وزاري مغربي هام. ويتدارس المؤتمر، المنظم من طرف كل من سفارة المغرب في بريطانيا ومكتب اللورد عمدة الحي المالي في لندن، العديد من القضايا المتعلقة، على الخصوص، بالنمو الاقتصادي بالمغرب في ظل ظرفية دولية صعبة وتطوير القطاعات الصناعية المغربية والفرص التي توفرها المملكة في مجال الطاقة. ويضم الوفد المغربي المشارك في هذا اللقاء، بالإضافة إلى سفيرة المغرب بالمملكة المتحدة للا جمالة العلوي، الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون وصلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية وأحمد رضا الشامي وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة وأمينة بنخضرة وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة وسيرج بيرديغو السفير المتجول لجلالة الملك. وأكد الطيب الفاسي الفهري، في بلاغ نشرته سفارة المغرب في لندن، أن "المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، يواصل تحديث أسسه الاقتصادية وتشجيع الشركات الجديدة، وتوطيد علاقاته الاقتصادية وإغناء روابط الصداقة التي تجمعنا بالقوى الكبرى، كالمملكة المتحدة". من جانبه، أبرز وزير الاقتصاد والمالية أن المغرب تمكن، بفضل تدبير اقتصادي سليم وتنظيم حذر للقطاع المالي، من تجنب الآثار الأكثر سوأ للأزمة الاقتصادية العالمية. وأضاف مزوار أنه "من المتوقع أن نسجل في سنة 2009 نموا للناتج الداخلي الخام الحقيقي بنسبة 5 في المائة، وهو نمو يساهم فيه تعزيز متواصل لإنتاج قطاع الصناعة التحويلية والصادرات". أما وزير التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة، فاعتبر أن الموقع الاستراتيجي الفريد للمغرب واتفاقات التبادل الحر التي أبرمتها المملكة، خاصة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، توفر امتيازات تنافسية هامة. وقال الشامي إن "عددا متزايدا من الشركات تحبذ الفرص التي توفرها السوق المغربية التي تضم حوالي 30 مليون نسمة"، مذكرا بأنه تم اختيار المغرب كثالث أفضل وجهة للاستثمارات الأجنبية المباشرة في إفريقيا من قبل (إف دي أي إنتيليجنس). وكان (إف دي أي إنتيليجنس)، القسم المتخصص التابع للمجموعة الإعلامية البريطانية (فاينانشل تايمز إل تي دي)، قد صنف المغرب كثالث أفضل وجهة للاستثمارات الأجنبية المباشرة في إفريقيا برسم 2009 -2010 بعد جنوب إفريقيا ومصر. وأكدت الدراسة، التي نشرت في غشت الماضي تحت عنوان " دول المستقبل الإفريقية 2009 -2010 "، أن المغرب حقق نتائج جيدة في العديد من القطاعات، من بينها البنيات التحتية والاستراتيجية المتعلقة بالاستثمارات الأجنبية المباشرة والمؤهلات الاقتصادية. وأضافت الدراسة، التي أعدها فريق من الخبراء المستقلين بناء على معطيات تشمل 59 بلدا إفريقيا، أن المغرب تمكن بفضل هذه النتائج من احتلال المرتبة الثالثة في الترتيب العام. من جهة أخرى، أبرزت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة الاهتمام المتزايد الذي يحظى به المغرب على مستوى التنقيب عن البترول والغاز ومصادر أخرى للطاقة غير تقليدية. من جانبه، أشار كاتب الدولة البريطاني المكلف بالتجارة والاستثمار والمقاولات الصغرى اللورد دايفيس أوف أبيرسوتش إلى أن " المغرب، البلد الذي يتميز بديناميته من خلال ساكنته الشابة، يدل على الطريق اللازم اتباعها في إفريقيا الشمالية بفضل برنامجه الطموح للتحرير". وأعرب اللورد دايفيس عن ارتياحه إزاء مبادرة تنظيم هذا المؤتمر، مذكرا بأن الصادرات البريطانية إلى المغرب قد ارتفعت بأزيد من50 في المائة خلال السنة الماضية. وقال إن شركات بريطانية ترغب في الانخراط في شراكة مع المغرب في القطاعات الأساسية للخدمات المالية والتربية والطاقات المتجددة والبنيات التحتية. ويتميز المؤتمر، الذي ينعقد بمقر عمدة الحي المالي بلندن، بمشاركة وفد هام من المسؤولين الرسميين ورجال الأعمال البريطانيين، من بينهم كاتب الدولة البريطاني المكلف بالتجارة والاستثمار والمقاولات الصغرى اللورد دايفيس أوف أبيرسوتش والرئيس التنفيذي للوكالة المكلفة بالإشراف على الحي المالي بلندن (إنترناشونال فاينانشل سيرفيس لندن) ستيفن رايت والبارونة إليزابيث سيمونس أوف فيرنهام دين الوزيرة السابقة بوزارة الخارجية المكلفة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.