اتصلت "التجديد" بالسيد الماحي الفاطمي، الذي تحمل مسؤولية رئاسة جمعية الإخلاص للتكافل الاجتماعي بقلعة السراغنة لفترتين من أجل معرفة كيفية تأسيسها، أهدافها، إنجازاتها، العراقيل التي تقف أمامها، ودور الزكاة في تفعيل أمثال هذه الجمعية فكان الحوار التالي: في البداية نود من السيد الماحي الفاطمي أن يعطي لقراء التجديد نبذة عن الكيفية التي تم بها تكوين جمعية الإخلاص للتكافل الاجتماعي. بسم الله الرحمان الرحيم، أولا أشكر جريدة التجديد التي تبذل في شخص مراسليها قصارى جهدها من أجل تنوير الرأي العام الوطني والمحلي بما يجري في الساحة المحلية. وفيما يخص جمعية الإخلاص للتكافل الاجتماعي فقد بدأ التفكير في الكيفية التي نجعل بها العمل الاجتماعي ذا صبغة قانونية واستمر هذا الأمر حوالي عشرة أشهر تمت خلالها ثمانية اجتماعات واتصالات بأشخاص يحملون هم العمل الاجتماعي. ولقد تم تأسيسها في أكتوبر1998، وهي أول جمعية اجتماعية مستقلة بإقليم قلعة السراغنة. ما هي الدوافع والمنطلقات التي أدت إلى تأسيسكم هذه الجمعية الاجتماعية؟ إن أهم الدوافع التي دفعتنا إلى تأسيس الجمعية هو مواساة الفقراء ماديا ومعنويا، وتقديم يد المساعدة لهم في جميع المناسبات كالأعياد، الدخول المدرسي، تنظيم عمليات الختان لأبناء الفقراء، تنظيم حملات التبرع بالدم، زيارة المستشفى وتقديم المساعدة لنزلائه المعوزين وكل ما يمت إلى العمل الاجتماعي بصلة. ما هي العلاقة التي تربطكم مع الجهات المسؤولة بالإقليم؟ وهل هناك منح تستلمونها؟ لا نتلقى منحا رسمية من الدولة، ولكن كلما بادرنا للقيام بعمل اجتماعي ما إلا ووجدنا الدعم المعنوي التام، ولا بد من التنويه بالدور الريادي الذي تلعبه مندوبية الصحة التي ننسق معها في جميع عمليات الختان والتبرع بالدم، وكذلك معهد التكنولوجيا التطبيقية. ما هي أهم إنجازات جمعية الإخلاص؟ قامت الجمعية بعمليات الختان، ففي سنة 1999 استفاد منها 123 طفلا من القلعة، وأخرى بالجوالة استفاد منها 17 طفلا. وفي سنة 2000 كانت عملية استفاد منها 172 طفلا من القلعة وأخرى بجماعة الوناسدة استفاد منها 129 طفلا، وفي سنة 2001 كانت عملية ختان استفاد منها 153 طفلا من مدينة القلعة وفي سنة 2002 كانت عملية ختان استفاد منها 161 طفلا من أبناء الفقراء. وهذا يعني أن الختان أصبح مرة على الأقل في السنة في البرنامج السنوي للجمعية. وهكذا، فمنذ تكوين هذه الجمعية تم إعذار حوالي 755 طفلا كما اعتادت الجمعية أن تقدم سنويا وفي الأعياد الدينية ألبسة لأبناء المعوزين. كما قامت مرة واحدة بحملة للتبرع بالدم تصدق خلالها 81 شخصا بدمه. وتقوم في كل رمضان بمعرض للكتاب ترجع أرباحه إلى المعوزين. هل فكرتم في تفعيل دور الزكاة؟ وما الدور الذي يمكن أن تلعبه في مشروعكم الإنساني؟ نفكر دائما في تفعيل دور الزكاة، لكن المشكلة تكمن في الأشخاص التي يخرجونها، إذ القليل جدا هو الذي يسأل هل يجوز شرعا إعطاء الزكاة لجمعية اجتماعية. كما أن العقلية السائدة لدى أصحاب الأموال هو أن يكون هناك صف أمام منازلهم لكي يعطوا عشرة دراهم لكل واحد! إننا نعرف مجموعة من الأسر الفقيرة التي لا تتسول: "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف"، وذلك بفضل لجنة التقصي التي تم تكوينها. ونتوصل أسبوعيا بطلبات إعانة ومساعدة لبعض الأسر عديمة الدخل. وهؤلاء الأغنياء لا يمكن لهم أن يعرفوا هذه العائلات الفقيرة إلا بواسطة هذه الجمعية كما أن عفة هؤلاء المعوزين لا تسمح لهم بالذهاب للتسول في منازل هؤلاء الأغنياء. فإذا توفرت أموال زكاة الأغنياء لدينا، فإننا سنعمل على توزيعها على الأسر الفقيرة، كما يمكننا كذلك خلق مشاريع لأبناء هذه الأسر من أجل تجاوز حالة العسرة التي يعيشونها. ما هي المعوقات التي تقف أمام جمعيتكم وتحول بينها وبين أداء رسالتها؟ إن المعوقات دائما مادية، نتوصل دائما بطلبات إعانة ونتمنى أن يأتينا مرة شخص يرغب في إعطاء بعض أمواله في سبيل الله. ماذا عن الآفاق المستقبلية؟ أتمنى أن يتفهم المواطنون دور العمل الجمعوي الاجتماعي ويفرقون بين العمل الجمعوي والعمل السياسي. وبالتالي سيكون لها مستقبل زاهر في ميدان عملها، وذلك نتيجة الثقة التي ستحصل عليها من طرف المواطنين. إننا نفكر في إقامة مشاريع، وننتظر دعم مشاريع مطروحة الآن لدى وزارة التشغيل. أجرى الحوار : بلعيد اعلولال