ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي جاك شيراك صباح يوم الجمعة 20 دجنبر الجاري بباريس حفل تدشين ساحة محمد الخامس الواقعة بالقرب من معهد العالم العربي في الدائرة السابعة. وفي معرض استعراضه لمختلف المراحل التي طبعت العلاقات المغربية الفرنسية وظروف عودة جلالة المغفور له محمد الخامس من منفاه قال الرئيس شيراك إن السلطات الفرنسية قدرت حجم الخسائر السياسية والبشرية التي تسببت فيها سلبية آثمة وخطأ قاتل مما عجل بعودة محمد الخامس إلى عرشه. وذكر بأن جلالة المغفور له محمد الخامس أب الأمة المغربية الذي أصبح قائدها السياسي عن جدارة واستحقاق دعا شعبه في أول خطاب له إلى طي صفحة الجهاد الأصغر من أجل الاستقلال، وفتح صفحة الجهاد الأكبر من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة، مبرزا أن شخصية الملك الراحل طبعت بحلمها ونبذها للعنف وحرصها على الكرامة العلاقة الجديدة للمملكة مع فرنسا. وفي هذا الصدد قال شيراك شيراك"وفي 20 غشت 1953 سمحت الحكومة الفرنسية المخدوعة والمنقسمة على نفسها بعزل الملك الشرعي لبلد صديق وقد ارتفعت أصوات عديدة ضد هذا الاستعراض للقوة كان ضمنها، صوت أحد أعضاء الحكومة ، الذي هو سلفي الرئيس الراحل فرانسوا ميتران . وفي مدغشقر أرض المنفى الذي تقاسمته معه صاحبات السمو الملكي الحاضرات معنا هنا تبوأ جدكم مكانة عظيمة معنويا وسياسيا في الآن نفسه . وبالرغم من بعد بلدكم فقد ظل حاضرا في قلوب كل المغاربة وأصبح رمزا لأمة . وما لبثت السلطات الفرنسية أن قدرت حجم الخسائر السياسية والبشرية التي تسببت فيها سلبية آثمة وخطأ قاتل وكان أن جعلت الظرفية الناجمة عن ذلك عودة السلطان أمرا لا مفر منه. وفي "لاسيل سان كلو" سيضع محمد الخامس و"إدغار فور" و"أنطوان بيني" حدا للازمة لما فيه مصلحة أمتينا وفي ثاني مارس 1956 تم طي صفحة الحماية واستعاد المغرب حقه في التحكم التام بمصيره." و شدد جلالة الملك محمد السادس في كلمته على ضرورة التشبث بالطابع المتميز للروابط التي تجمع المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية .وذكر جلالة الملك بالدعم الذي قدمه المغرب لفرنسا وباستجابة آلاف المغاربة بشكل تلقائي لنداء التعبئة من أجل الحرية وضدا على الوحشية الذي وجهه جلالة المغفور له محمد الخامس للوقوف الى جانب الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية مشيرا إلى أنه باسم هذه القيم نفسها انفرد محمد الخامس أمام المجموعة الدولية بسلوكه الذي رفض أن تسلط على اليهود المغاربة قوانين حكومة فيشي العنصرية والمعادية للسامية . وقال صاحب الجلالة إن جلالة المغفور له محمد الخامس محرر الأمة المغربية ورائد الحركات التحريرية الإفريقية وباني المغرب الموحد الحر والديمقراطي قد أطلق مسار معركة لم تبلغ بعد أقصى ما نتوخاه منها موءكدا في هذا السياق أن محاولات الإقصاء الديني والثقافي وانحرافات التعصب وأشكال التطرف ما تزال تحتل مجالا واسعا في الإهتمامات الدولية بمآسيها الدامية وما يرافقها من زحوف ظلام الجهل والأفكار المقيتة والجاهزة. يذكر أن العلاقات المغربية الفرنسي ازدادت قوة ومتانة منذ إحراز المغرب على استقلاله. عبد الغني بوضرة