المشاركون انتقدوا تعامل الدولة مع الإعلام الجهوي ودعوا إلى رفع الوصاية عنه دعا المشاركون في ندوة نظمتها لجنة الطلبة الريفيين بالرباط بعنوان"الإعلام الريفي" إلى رفع الوصاية عن الإعلام الجهوي ومده بالإمكانيات المادية الكافية الكفيلة بتأهيله وجعله آداة حقيقية لمواكبة المتغيرات الوطنية والإقليمية الحاصلة. وقال المحجوب بنسعلي مدير جريدة"أصداء الريف الالكترونية" إن الحاجة أصبحت الآن ملحة أكثر من أي وقت مضى لإعادة النظر في العقد البرنامج الذي يربط الدولة بفيدرالية الناشرين ولن يتأتى ذلك، بحسب بنسعلي دائما، إلا بإلغاء بعض البنود التي تعد تعجيزية بالنسبة للمنابر الجهوية والمحلية. وفي هذا الصدد، قام بنسعلي بتأصيل كرونولوجي لبعض العناوين التي كانت تصدر بالريف والتي حالت ندرة الموارد المادية وقلة الطاقم البشري إلى اندثار معظمها. وأبرز الصحافي بالقناة الأمازيغية أن الإعلام في ظرفيتنا الراهنة تجاوز أدواره التقليدية المتمثلة في نقل الخبر بقدر ما بات يساهم بصورة كبيرة في صنع التغيير بل وإسقاط الأنظمة، ومن ثم-يضيف- لا مناص من التعامل مع هذا المعطى الجديد والتكيف معه. واعتبارا لكل هذه المثبطات، ألمح بنسعلي إلى أن الدور قد حان ليضطلع الإعلام الالكتروني بأدواره لتقريب المواطن من منابع الخبر وتأطير الرأي العام عبر التحري في نقل المعلومة والابتعاد عن قيم السب والقذف والتشهير لأنها تسيء إلى هذا "الإعلام البديل". ليؤكد في ختام مداخلته على ثقل المسؤولية الملقاة على الإعلام الالكتروني تفرض عليه الارتقاء بجودة حرفيته ومهنيته، داعيا كل الفاعلين إلى الإسهام في إنجاح مسار المواقع الالكترونية. من جانبه انتقد الصحفي عادل أربعي بشدة تعامل الإعلام المغربي مع مظاهرات 20 فبراير الأخيرة خاصة في منطقة الريف، حيث عمدت في تقديره إلى تشويه الكثير من المعطيات والترويج للعديد من المغالطات. وفي ذات السياق، وجه سهام النقد إلى الدولة ممثلة في وزارة الاتصال لأنها لم تعمد إلى رفع الوصاية عن الإعلام الجهوي، بع عملت على إجهاضه وإفساح المجال أمام"الإعلام الرسمي المخزني" مما يؤكد، بتعبير أربعي، أن الدولة ليست مستعدة في هذه الظرفية لتدعيم الإعلام الجهوية. وفي هذا الإطار، دعا أربعي إلى اقتسام الفضاء الإعلامي العمومي بين كل الجهات لا الاقتصار على مناطق وعلى وجوه بعينها تحتكر الإعلام. ومن هذا المنطلق، يصبح خيار"الإعلام الديمقراطي" حلا مطروحا يجب أن تتبناه الدولة إذا ما أرادت فعلا أن تنمي إعلامها وأن لا يتحول إلى بوق مبتذل يروج للأطروحة الرسمية المليئة بالأكاذيب. وعلى غرار المتدخل الأول، ثمن أربعي دور"الإعلام الالكتروني" الذي اعتبره متنفسا جديدا للقارئ المغربي لمعرفة المستجدات التي تلحق بلده على جميع المستويات.