للحقيقة وجان، والثلج أسود فوق مدينتنا لم نعد قادرين على اليأس أكثر مما يئسنا، والنهاية تمشى الى السور واثقة من خطاها فوق هذا البلاط المبلل بالدمع، واثقة من خطاها ...من سينزل أعلامنا: نحن أم هم؟ ومن سوف يتلو علينا "معاهدة الصلح" يا ملك الإحتضار؟ كل شىء معد سلفا، من سينزع أسماءنا عن هويتنا: أنتم أم هم؟ ومن سوف يزرع فينا خطبة التيه: لم تستطع أن تفك الحصار فلنسلم مفاتيح فردوسنا لوزير السلام، وننجو.. للحقيقة وجان، كان الشعار المقدس سيفا لنا وعلينا ، فماذا فعلت بقلعتنا قبل هذا النهار لم تقاتل لأنك تخشى الشهادة ، لكن.. عرشك نعشك فاحمل النعش كى تحفظ العرش يا ملك الانتظار إن هذا السلام سيتركنا حفنة من غبار.. من سيدفن أيامنا بعدنا: أنت .. أم هم؟ ومن سوف يرفع راياتهم فوق أسوارنا: أنت.. أم فارس يائس ؟ من يعلق لأجراسهم فوق رحلتنا أنت.. أم حارس بائس؟ كل شىء معد لنا فلماذا تطيل التفاوض، يا ملك الاحتضار ؟ وأنا واحد من ملوك النهاية.. أقفز عن فرسى فى الشتاء الأخير، أنا زفرة العربى الأخيرة لا أطل على الآس فوق سطوح البيوت، ولا أتطلع حولي لئلا يراني هنا أحد كان يعرفني كان يعرف أني صقلت رخام الكلام لتعبر إمرأتى بقع الضوء، حافية، لا أطل على الظل كى لا أرى أحدا يحمل إسمي ويركض خلفي: خذ إسمك عنى واعطنى فضة الحور لا أتلفت خلفى لئلا أتذكر أنى مررت على الأرض لا أرض فى هذه الأرض منذ تكسر حولى الزمان شظايا شظايا لم أكن عاشقا كى أصدق ان المياه مرايا مثلما قلت للأصدقاء القدامى، ولا حب يشفع لي مذ قبلت "معاهدة الصلح"، لم يبق لي حاضر كى أمر غدا قرب أمسي سترفع قشتالة تاجها فوق مئذنة الله أسمع خشخشة للمفاتيح فى باب تاريخنا الذهبي وداعا لتاريخنا هل أنا من سيغلق باب السماء الأخيرَ؟ أنا زفرة العربى الأخيرة !! __________________