بات السير هاورد ديفيس، مدير كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية LSE، آخر ضحايا الاضطرابات في ليبيا على المستوى الدولي، فقد أعلنت الكلية أنه استقال من منصبه بسبب الجدل حول قبوله لتبرعات من سيف الإسلام، نجل العقيد معمر القذافي، الذي نال لاحقاً شهادة دكتوراة من الجامعة في الاقتصاد.وفي رسالة الاستقالة، أعرب ديفيس عن ندمه لقبول مبلغ 1.5 مليون جنيه استرليني من القذافي، كما اعتذر عن الزيارات التي كان يقوم بها إلى طرابلس لتوجيه "نصائح" اقتصادية للنظام الليبي، معتبراً أنها كانت "خطأ شخصي في تقرير الحكم السليم." وقال مجلس إدارة الكلية على موقعها الإلكتروني إنه بصدد تشكيل لجنة تقوم بعملية تدقيق في علاقات الكلية بالنظام الليبي.وأكد ديفيس في رسالة الاستقالة أن وجد نفسه مضطراً للاستقالة مضيفاً: "باختصار، أنا مسؤول عن سمعة الكلية التي تضررت." ولم يعف ديفيس مجلس الكلية من المسؤولية عمّا جرى، وقال إنه أخطأ في دعوة المجلس لقبول الأموال والتبرعات من ليبيا، ولكنه أشار إلى أن أعضاء المجلس "كان عليهم النظر أكثر في القضية." وأشار مجلس الكلية إلى مجموعة من التقديمات التي قبلها ديفيس من ليبيا، وبينها التبرع بقيمة 1.5 مليون جنيه، ومن ثم مبلغ 50 ألف دولار للكلية نظير النصائح التي وجهها لصندوق ليبيا السيادي الاستثماري، ورتبة الدكتوراة التي منحها لسيف الإسلام القذافي عام 2008.وذلك إلى جانب 2.2 مليون جنيه تلقتها الكلية لقاء التعاقد لأجل تدريب موظفين ليبيين، وتبرع بقيمة 22 ألف جنيه لتغطية تكاليف سفر محاضرين من الكلية إلى ليبيا. ولفتت بيان مجلس الكلية أيضاً إلى التحقيقات الجارية حول قضية اعتداء تعرض له أحد الأشخاص في 25 مايو/أيار 2010 من قبل أحد حراس سيف الإسلام القذافي، خلال مظاهرة نظمها ناشطون للاحتجاج على زيارة نجل الزعيم الليبي إلى الكلية. يذكر أن المغنية بيونسيه كانت قد أشارت منذ يومين إلى أنها كانت قد تلقت مبالغ مالية من معمر القذافي وعائلته لقاء إحياء حفلة خاصة، ولكنها تبرعت بها لضحايا زلزال هايتي، بعد أن عرفت مصدرها.