هل تنجح رؤية 2020 في تحقيق الحلم المغربي المتمثل في استقطاب 20 مليون سائح؟.. سؤال ما زال يؤرّق بال الكثيرين في المملكة، حيث تتضارب التوقعات حول مدى إمكانية تحقيق هذا الهدف، رغم الصعوبات الاقتصادية، واستمرار تداعيات الأزمة المالية في أوروبا.ويراهن المغرب على مدينة مراكش لقيادة قاطرة السياحة الوطنية التي تهدف إلى إستحداث 200 ألف سرير، ومضاعفة عدد المسافرين الدوليين ثلاث مرات، والحصول على حوالي 140 مليار من المداخيل. الدكتور رضوان زهرو، أستاذ الاقتصاد في كلية الحقوق في المحمدية، رأى أنه "لا شك أن القطاع السياحي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاقتصاد، وأي تراجع في معدل النمو داخل السوق التقليدية والأساسية بالنسبة إلى المغرب، ألا وهي أوروبا، خاصة فرنسا، وألمانيا، وأسبانيا، سينعكس سلبًا على أهمية السياحة وعدد السياح في بلادنا. وهذا ما وقع بالفعل مباشرة بعد الأزمة المالية العالمية، ابتداء من سنة 2008".وذكر الخبير الاقتصادي، في تصريح ل "إيلاف"، أن "أوروبا تشهد اليوم، وخاصة الزبائن التقليديين للمغرب، حالة من التقشف، إذ إن هناك تراجعًا في القدرة الشرائية، وفي الطلب العام داخل هذه الدول، وأيضًا الطلب على المنتوج السياحي الوطني". ويعتقد زهرو أن المغرب "أصبح يسير في الاتجاه الصحيح، إذ أضحى على الأقل في بلادنا برنامج واضحًا. فهناك خارطة طريق واضحة المعالم، كما إن هناك عملاً كبيرًا منجزًا، إلى جانب تسجيل استقرار اقتصادي وسياسي وأمني، وامتياز المملكة بتقارب أنماط العيش والكرم وحسن الضيافة والمعاملة". وأوضح رضوان زهرو أن "المغرب، بعد الأزمة المالية والانعكاسات السلبية، وفي أفق الرفع من عدد السياح، لاشك أنه في طريق إنجاز عدد من القرى السياحية في إطار ما سمي بالمخطط الأزرق، كما يسعى إلى الرفع من عدد الفنادق لإيواء السياح، لكن يبقى هناك عمل يجب أن يسير في الاتجاه نفسه، يتعلق أساسًا بالتعريف بتراثنا، وما تزخر به بلادنا من جمال، وطبيعة، ومن إمكانات قل ما نجدها في دول أخرى. كما إن هناك عملاً يجب القيام به، يتمثل في تحسين جودة الخدمات، والبنيات التحتية، ثم التكوين"، مبرزًا أنه "حان الوقت لتنويع الزبائن من السياح. إذ لا يجب أن نقتصر فقط على الزبون الأوروبي، بل نتجه أيضًا نحو العالم العربي، ولم لا أميركا اللاتينية، وأستراليا؟". كما يجب، يضيف الخبير الاقتصادي، أن نهتم بالسياحة الداخلية، لأنها الملاذ، عندما تكون الأزمة والتأثير الخارجي"، مشيرًا إلى أنه "كانت هناك بادرة كنوز بلاد، إلا أنه يجب تنويع والإكثار من البدائل، عبر تحسين الخدمات، وتخفيض التكلفة بالنسبة إلى الزبون المغربي". غير أن لحسن الداودي، أستاذ الاقتصاد في جامعة محمد الخامس الرباط، كان له رأي مخالف، إذ اعتبر أن "الرؤية طموحة أكثر من القانون". ولفت الخبير الاقتصادي، في تصريح ل "إيلاف"، إلى أن "الرؤية لا توضع من أجل أن تتحقق، بل بهدف تحريك الموارد". وبالنسبة له فإنه يعتبر رؤية 2020 طموحة أكثر من القانون، لأن وتيرة تطور المغرب ليست سريعة إلى هذه الدرجة". وقال لحسن الداودي، الذي يشغل أيضًا منصب نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (المعارضة)، "نحن وصلنا إلى 9 ملايين سائح، بعدما قمنا باحتساب أفراد الجالية المغربية المقيمين في الخارج، الذين يعودون إلى بلدهم من أجل قضاء العطلة وسط ذويهم، ما يعني أنه يجب علينا أن نستقطب، في السنوات المقبلة، 12 مليون سائح صافية"، مرجحًا إمكانية تحقق ذلك "إذا ما فتحت الحدود مع الجزائر، لكن إذا انطلقنا من الوضع الحالي فلا يمكننا ذلك". وأشار إلى أنه "ليس هناك انسجام بين القطاعات، فكل وزير يحلم وحده، وليست هناك رؤية أفقية بين القطاعات. وكل من يقوم بالحساب لوحده كيشيط ليه (يبقى له)".