رد الفاتيكان على مضمون الوثائق التي سربها موقع "ويكيليكس،" والتي أشار بعضها إلى وقوف البابا بنديكتس السادس عشر بقوة خلف الموقف الأوروبي المعارض لدخول تركيا المسلمة إلى الاتحاد الأوروبي، وتناول بعضها الآخر قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال، فاعتبر أنها "تعكس أفكار من قام بإعدادها" وأكد التزامه "الحوار بين الديانات." وقال مدير دار الصحافة الفاتيكانية، الأب فدريكو لومباردي "بدون خوض تقييم بشأن خطورة نشر مثل هذا العدد من الوثائق السرية ونتائجها المحتملة فإن دار الصحافة الفاتيكانية ترى أن جزءا من الوثائق التي نشرها مؤخرا موقع ويكيليكس تتعلق بتقارير أرسلتها السفارة الأميركية لدى الكرسي الرسولي إلى وزارة الخارجية الأميركية." وتابع لومباردي "ما من شك أن هذه التقارير تعكس آراء وأفكار الذين قاموا بإعدادها وبالتالي لا يمكن اعتبارها انعكاسا لمواقف ووجهة نظر الكرسي الرسولي أو تصريحات لمسؤولين فيه. لا بد من إعادة تقييم صحتها بتحفظ وحذر بالغَين مع اعتبار هذا الظرف." بدورها أصدرت السفارة الأميركية في الفاتيكان بياناً نقلت فيه "الالتزام بجهود تحويل الحوار بين الديانات إلى أفعال عملية في مناطق كثيرة لما فيه الخير المشترك." وكانت وسائل الإعلام العالمية قد تناولت الوثائق التي سربها "ويكيليكس" ضمن المراسلات الصادرة عن السفارة الأميركية في الفاتيكان، والتي أشار بعضها إلى أن البابا "مسؤول عن الموقف المتشدد بصورة متزايدة حيال رفض دخول تركيا للاتحاد الأوروبي." وبحسب إحدى الوثائق، فإن البابا، وقبل توليه منصبه، تحدث علناً عام 2004 عن وجوب رفض دخول تركيا للاتحاد الأوروبي، مخالفاً الموقف الرسمي للفاتيكان الذي كان محايداً حيال القضية. ونسبت الوثيقة إلى البابا الحالي أنه المدافع الأول عن الحملة (غير الناجحة) التي طالبت بإضافة ما يشير إلى "الجذور المسيحية" لأوروبا في مشروع الدستور الأوروبي، وقالت إن الدبلوماسيين الأميركيين في الفاتيكان فهموا من البابا آنذاك أن دخول تركيا المسلمة "يهدد أسس أوروبا المسيحية." وتظهر الوثائق أيضاً قلق بنديكتس السادس عشر من تراجع قيم العائلة والتقاليد المسيحية في أوروبا، وسعيه الدائم للعمل على ترسيخها في الاجتماعات التي تعقدها دول الاتحاد. كما تناولت وثائق أخرى قضية الانتهاكات الجنسية التي تعرض لها أطفال على يد رهبان في كنائس ومؤسسات مسيحية، فأشارت إلى أن العلاقات بين الفاتيكان وأيرلندا "تدهورت بشكل جدي" بعدما تجاهل البابا دعوات أيرلندا في فترات سابقة لتشكيل لجان تحقيق في هذه المزاعم. (سي أن أن)