شهدت منطقة بوكيدارن إقليمالحسيمة يوم الخميس واقعة فريدة من نوعها هزت كل مشاعر الساكنة التي أبت إلا أن تشارك المغلوب عليهم في وقفتهم الاحتجاجية أمام الهيئات المسئولة والقلوب الرحيمة. ابتداء من الساعة 8.30 صباحا من هذا يوم الخميس خرجت عائلة شوقي حسن المكونة من 6 أفراد من بينهم رضيع وثلاث أطفال صغار احتجاجا على الاعتداء المصاحب بالضرب والجرح والتهديد بالسلاح الناري من قبل خاله القاطن بالديار البلجيكية وصاحبه الأجنبي،في حين تم هدم منزلهم الصغير المكون من بعض الغرف وأفرغوا البنزين على أغراضهم ليحولوا كل شيء في خبر كان ويلقوا بالعائلة في العراء متأثرة بجروح الضرب والاعتداء بالسلاح. وفي حوار مع رب الأسرة والضحية المصدومة أفاد لنا أن الأرض التي بنا فيه غرفه هي حق أمه بل وهناك إخواني الآخرون بنوا بنفس الطريقة لكن معاملتهم هذه كانت معي فقط كون القطعة الأرضية التي بنيت فيها يود أن يحولها إلى حديقة منزل ابنته. أضاف الضحية: لقد اعتدوا علينا بكل أنواع الاعتداء، هدموا غرفنا بالمعاول والفأس...كسروا كل الأغراض الصلبة.. أفرغوا البنزين في أرجاء البيت وفي الخيمة التي كنا نأوي فيها أحيانا وأحرقوا كل ما أملك، كما أنهم القوا بزوجتي في الأرض ليصدموا عليها بأرجلهم على رأسها فقد بينت شهادة طبية مدة عجزها 25 يوما أضاف: لقد سبق وأن تعرضت للهجوم والاعتداء كما أني رفعت الدعوى أمام السلطة المحلية التي لم تحرك ساكنا أمام وضعيتي الفقيرة. كما طردني رجال الدرك الملكي من مقرهم لما أبلغت عن الهجمات المتتالية التي أتعرض لها يوما بعد يوم والحالة النفسية التي أعيش بها رفقة زوجتي وأبنائي وقد ضمت ساكنة بوكيدارن والنسيج المدني بصفة عامة صوتها إلى صوت العائلة واستنكرت الوضع الذي تعرضت له في زمن دولة الحق والقانون. أن الجمعية فور توصلها بالخبر وفي بيان صادر عن جمعية حقوق الإنسان فرع الحسيمة حصلت أسيف على نسخة منه أن الجمعية فور توصلها بالخبر انتقل رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالحسيمة مرفوقا ببعض أعضاء المكتب المسير ليعبروا أولا عن تضامنهم الإنساني مع هذه العائلة وإخبارها ثانيا بتبني الجمعية لقضيتهم ذات الطابع الحقوقي كما عاين نفس الأعضاء الحالة المأساوية لأفراد العائلة التي تتشكل من الأب والأم وأربعة أطفال يوجد ضمنهم طفل رضيع وقد أبى عم الأب الكفيف إلا أن يظل رابطا معهم في ذات الاعتصام معبرا عن تضامنه المطلق معهم . وخلال استماعنا للمعني بالأمر ومجموعة من الشهود الذين عاينوا تفاصيل الوقائع التي صنعت هذا الاعتداء ، أكد الجميع نفس الرواية التي تتحدث عن مسلسل ممنهج لاعتداء خطير مس السلامة الجسدية لأفراد عائلة فقيرة وصل إلى حد التهديد بالقتل عبر" تفجير" مسكن متواضع كانت تتخذه هذه العائلة كمأوى لها في مكان تستحقه كميراث لها من أم الزوج المتوفية كما يدعي هذا الأخير، والقضية موضع نزاع قضائي لم يبت فيه بعد بشكل نهائي . وتصاعدت حدة هذا الاعتداء بعد عودة أفراد من هذه العائلة المعتدية مرفوقة بشخص أجنبي خلال العيد الكبير وهي مصممة على ترحيل هذه العائلة بالقوة من المكان التنازع حوله، وبأي ثمن ، وهو ما حدث خلال اليومين الأخيرين عندما هاجمتها العائلة المعتدية بمشاركة شخص أجنبي مقيم معها نتج عنه عاهات جسدية كانت بادية على أفراد هذه العائلة ولا سيما الزوجة التي بدت في حالة مأساوية خطيرة. إن فرع الجمعية ، وهو مصمم على متابعة هذه القضية حتى نهايتها إحقاقا للعدالة ، تريد أن تعرف ما هو السبب الذي جعل رجال الدرك يتقاعسون عن التدخل بشكل حازم لحماية هذه العائلة من الرعب الذي ظلت تعيش في كنفه منذ شهور ، رغم جسامة وخطورة الأفعال المرتكبة أمام مرأى ومسمع العديد من المواطنين والمواطنات ، ولماذا سدت الأبواب المطروقة في وجه هذه العائلة المغلوب على أمرها من سلطة محلية ومنتخبة ورجال الدرك .. وعليه فإن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالحسيمة تخامره شكوك قوية أن تكون الجهة المعتدية محصنة من قبل بعض الأطراف مما جعلها تتمادى في غطرستها وبشاعة الممارسات التي ارتكبتها في حق هذه العائلة ، لا يسعنا إلا أن نطالب بإجراء تحقيق نزيه لكشف كل الملابسات التي جعلت التصرفات تصل إلى هذا المستوى من الطغيان دون أن يطالها العقاب ، مما يكون معه مشروعا التجاء الضحايا إلى كل الأساليب الكفيلة بإشاعة حالة التهديد والتعذيب الذي يتعرضون لها . وفي انتظار أن تتحرك الجهات المعنية لحماية السلامة الجسدية لهذه العائلة والعمل بالسرعة اللازمة، و إيجاد الحلول الإنسانية المنصفة لإنقاذها من التشرد والضياع. وستكون المسيرة المرتقبة التي سينظمها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالحسيمة بتنسيق مع منتدى الحقيقة والإنصاف يوم الأحد 12 دجنبر 2010 ابتداء من الساعة 11 صباحا مناسبة لإدانة هذا الاعتداء الشنيع الذي تعرضت له هذه العائلة .