عندما كان المرحوم المقرئ الحاج عبد الرحمن بنموسي يشنف أسماع المغاربة عبر الإذاعة وهو يرتل آيات القرآن الكريم تجويدا وقراءة ..لم يكن يدري أن سيأتي يوم تجتاح فيه اتصالات المغرب سطح إحدى العمارات بالرباط لوضع هوائي الإلتقاط ..وأن أعمدة ضخمة للاقط الهوائي ستخترق سقف شقة إحدى بنات عائلة بنموسى في الطابق الرابع من العمارة لتوفير التغطية اللازمة لمكالمات الهاتف النقال في زمن الكلام الذي لا يشنف سمع أحد. بدأت فصول القضية حين صعد عمال المصالح التقنية لشركة كلفتها اتصالات المغرب بوضع لواقط هوائية وأجهزة تقنية ..إلى سطح عمارة الوفاق وتقع بزنقة كوناكري تحت رقم 10 بحي المحيط بالرباط ..وذلك باتفاق مع ودادية ساكني العمارة ..ولأن شقة المتضررة حجية بنموسى تقع في الطابق الرابع الأخير تحت رقم 25 فإنها عانت الأمرين وما تزال وستبقى كذلك ما لم يتدخل من ينقذها من سطوة اتصالات المغرب ,هذه الأمبراطورية التي سارت بذكرها الركبان على أكثر من صعيد .فقد كلفت الأمبراطورية الأحزونية شركة أشغال لوضع وتثبيت هوائيات ولواقط ضخمة على سطح العمارة وجاءت حسابات مهندسي وعمال الشركة بحثا عن التغطية اللازمة متطابقة مع المكان الذي أريد وضع الأجهزة عليه ,,ألا وهو سطح الشقة 25 مباشرة ...ولأن الأشغال شبه كبرى فقد تطلب الأمر إحداث حفر وثقوب كبيرة في إسمنت السطح وصولا إلى الخرسانة لتثبيت أعمدة ضخمة ,وتبدأ معاناة المتضررة مع التسربات المائية التي اجتاحت الشقة ومع الشقوق التي زخرفت الجدران..والأخطر من هذا وذاك وقوع تماسات كهربائية متتالية حين يلامس الماء الأسلاك الكهربائية ...لم تقف المتضررة مكتوفة الأيدي ,فلجأت إلى كل من له يد في الأمر دون جدوى,,وكانت في كل مرة تقابل بالوعود والتسويفات قرابة العشر سنوات ..وهو عمر مأساتها في شقتها جراء الإجتياح الإتصالاتي لسطح الشقة دون الأخذ بعين الاعتبار ساكنتها الوحيدة ولا ظروف حمايتها في عقر دارها.من المسؤول عما تعانيه مواطنة في زمن الحديث عن الحقوق الأساسية للمواطن ؟..هل هي الودادية السكنية في عمارة الوفاق ,,والتي أدارت ظهرها للمتضررة؟أم هي شركة اتصالات المغرب المتبجحة بإشهاراتها واحتضاناتها للعديد من التظاهرات؟ أم هي شركة الأشغال التي باشرت عملها دون أن تضع في الإعتبار راحة وسلامة سكان العمارة وصاحبة الشقة 25 تحديدا؟