أكد السيد محمد بودرة الذي يتولى الرئاسة المشتركة للجمعية الجهوية والإقليمية الأورومتوسطية اليوم الأربعاء في قرطبة (جنوبإسبانيا) أن ورش الجهوية المتقدمة الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس يشكل جزءا أساسيا من الدور الاساسي الذي تضطلع به الجماعات المحلية في مسلسل التنمية. وأبرز السيد بودرة في كلمة ألقيت بالنيابة عنه أمام المنتدى الاول للسلطات المحلية الاتحاد الأوروبي - المغرب أن الجهوية تعد خيارا حاسما لتجديد وتحديث هياكل الدولة وتعزيز التنمية المتكاملة. وشدد على أن المملكة تسهر على أن تكون هذه الجهوية أساسا ديمقراطيا وتحولا كبيرا في طريق الحكامة الترابية مضيفا أن هذه المبادرة تشكل حجر الزاوية في الصرح المؤسساتي للدولة المغربية الحديثة الذي يعتمد على سيادة القانون والحكامة الرشيدة. وأكد السيد محمد بودرة، وهو أيضا رئيس مجلس جهة تازةالحسيمة تاونات، أن الجمعية الجهوية والاقليمية الاورومتوسطية، كفضاء للحوار المؤسساتي بين السلطات المحلية في البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط، تساهم في تقديم "بعد جديد وهام" في الشراكة الأورومتوسطية. وأشار إلى أن الجمعية الجهوية والإقليمية الأورومتوسطية تتوخى أيضا مساعدة الاتحاد من أجل المتوسط على مواجهة التحديات المشتركة من خلال توفير إطار "متميز" للجماعات المحلية لتوحيد جهودها لخلق شراكات بين مختلف جهات حوض البحر الأبيض المتوسط.وشدد على أن إشراك الجماعات المحلية في المشاريع التي تم تحديدها في إطار الاتحاد من أجل المتوسط يوفر إطارا سليما من التضامن الفعال لانجاح مشاريع واقعية لصالح شعوب المنطقة مشيرا إلى أن هذه الجماعات المحلية التي تتوفر على موارد مالية ومؤسساتية قادرة على توطيد الشراكة الأورومتوسطية وتعزيز التقارب بين ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط في إطار مسلسل مستمر على المدى البعيد.وفي هذا الاطار، أكد السيد محمد بودرة على أهمية تعزيز الاندماج الجهوي والتعاون اللامركزي بين الجهات مشيرا إلى أن مراجعة استراتيجيات التنمية ومسلسلات اللامركزية أصبحت مكونات رئيسية في كل عمل لتحديث الدولة بالنظر إلى الوضعية الدولية الحالية في إطار العولمة. وأشار إلى أن الجماعات المحلية تشكل أداة فعالة لتعزيز المشاركة المواطنة بهدف المساهمة في التنمية المستدامة والمتوازنة في أفق الرفع من مستوى معيشة السكان.وأضاف أن الجمعية الجهوية والاقليمية الاورومتوسطية تظل أداة فاعلة للنهوض بالحوار السياسي والمبادلات الانسانية والاستثمارات والاستقرار والرخاء والتفاهم موضحا أن الأمر يتعلق أيضا بخلق فضاء مشترك لضمان احترام كرامة الانسان الذي يشكل نقطة هامة في الوضع المتقدم الممنوح للمغرب من قبل الاتحاد الأوروبي. وقد تناول المنتدى الاول للسلطات المحلية الاتحاد الأوروبي - المغرب الذي حضره ممثلون عن السلطات المحلية بالبلدان الاوروبية والمغرب عددا من المواضيع من بينها علاقات حسن الجوار بين الاتحاد الاوروبي والمغرب والتنمية المحلية والاندماج الاجتماعي ومخططات التنمية الجهوية والحكامة والدعم المؤسساتي للإدارة المحلية بالاضافة إلى الثقافة والتجديد في مجال الإدارة المحلية.ومن بين الأهداف التي يسعى المنتدى الاول للسلطات المحلية الاتحاد الأوروبي - المغرب إلى تحقيقها التنمية المتوازنة في المجال الترابي والنهوض بالحكامة على جميع المستويات وإحداث مشاريع نموذجية من أجل التنمية بجنوب حوض البحر الأبيض المتوسط وتعزيز أداة حسن الجوار الاوروبية فضلا عن تعزيز أواصر التعاون اللامركزي في أفق وضع جدول أعمال مشترك بين الجهات المحلية في الاتحاد الأوروبي والمغرب وذلك اعتمادا على مبادئ التنسيق والانسجام في مجال التعاون الدولي.