أصبح المغرب، من خلال انتخابه في الاسبوع الماضي لتولي الرئاسة المشتركة للجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية (أرليم)، في صميم التعاون اللا ممركز في المنطقة الأورومتوسطية. فقد قرر أعضاء هذه الهيئة الدائمة الجديدة، ومن بينهم ممثلون عن المغرب، توحيد جهودهم لاعطاء دينامية جديدة للشراكة الأورومتوسطية، ومنحها بعدا ترابيا بالإضافة إلى البعد البرلماني القائم بالفعل في إطار مسلسل برشلونة. وأعرب أعضاء الجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية عن عزمهم على السير قدما، بعيدا عن العلاقات الدبلوماسية التقليدية من أجل إطلاق برامج محددة للتعاون في العديد من المجالات، من بينها على الخصوص الهجرة والتغيرات المناخية والتنمية الحضرية والتبادل الثقافي. وسيركز هذا التعاون، الذي سيعمل على تدعيم الاطار المؤسساتي للاتحاد من أجل المتوسط، في المقام الأول على القرب من المواطنين والتدبير الفعال لإدارة المشاريع، بالاضافة إلى القضايا التي تهم الحياة اليومية. وكان قد تم الاسبوع الماضي بمدينة برشلونة انتخاب المغرب لتولي الرئاسة المشتركة للجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية، في شخص السيد محمد بودرا رئيس مجلس جهة تازةالحسيمة تاونات، بجانب السيد لوك فان دين براند (بلجيكا) رئيس لجنة الاقاليم بالاتحاد الاوروبي. وتتوخى الجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية، التي انعقد اجتماعها التأسيسي بالعاصمة الكاطالانية في إطار الرئاسة الدورية لاسبانيا للاتحاد الاوروبي بمشاركة المغرب، أن تشكل إطارا مؤسساتيا جديدا داخل الاتحاد من أجل المتوسط، كهيئة مشتركة ودائمة تضم أعضاء اللجنة الدائمة للمناطق المحلية بالاتحاد الأوروبي ومنتخبين محليين ببلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وفي تصريح لوكالة المغربي العربي للانباء، أكد السيد محمد بودرا أن هذه الجمعية الاورومتوسطية مدعوة إلى العمل على إشراك المواطنين والفاعلين المحليين والإقليميين في مسلسل اتخاذ القرارات على المستوى الأورومتوسطي. وفي معرض حديثه عن انتخاب المغرب لتولي الرئاسة المشتركة للجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية، أبرز السيد محمد بودرا أن هذه المهمة ستكون مصدر إغناء بالنسبة للمملكة، التي ستغني بدورها هذه الهيئة الاورومتوسطية من خلال تجاربها وخبراتها في مختلف المجالات. وأكد السيد بودرا أن انتخاب المغرب لتولي الرئاسة المشتركة لهذه الهيئة الدائمة "اعتراف بالجهود التي ما فتئت تبذلها المملكة في مجال اللامركزية واللاتمركز والجهوية المتقدمة، الورش الكبير الذي أطلقه المغرب تحت التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس". وفي هذا الاطار أبرز السيد محمد بودرا أن مشروع الجهوية المتقدمة يأتي لينضاف إلى التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في مختلف المجالات خلال العشر سنوات الماضية. ومن جهته أكد عمدة مدينة فاس السيد حميد شباط، أن انتخاب المغرب لتولي الرئاسة المشتركة للجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية، يشكل أيضا اعترافا بدينامية دبلوماسيته المحلية، والدور الذي يمكن أن تضطلع به في مختلف المحافل الدولية. وحسب السيد شباط، وهو عضو بهذه الهيئة الاورومتوسطية، فإن انتخاب المغرب لتولي الرئاسة المشتركة للجمعية، التي تضم 84 من ممثلي الجماعات المحلية والإقليمية بالاتحاد الأوروبي وشركائه بحوض البحر الابيض المتوسط، يشكل مصدر فخر واعتزاز بالنسبة للمغرب. وأشار في هذا الاطار إلى أن المشاركين في الاجتماع التأسيسي للجمعية، أشادوا بالتقدم الذي أحرزه المغرب، خاصة في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان والنهوض بوضعية المرأة والتنمية البشرية. وكان قد تم اقتراح فكرة إنشاء الجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية، التي تعتبر خطوة نحو تعزيز الاتحاد من أجل المتوسط، من قبل لجنة الاقاليم التابعة للاتحاد الأوروبي، خلال قمة إنشاء الاتحاد من أجل المتوسط، التي انعقدت في باريس في يوليوز 2008. وستعمل الجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية على تسهيل عقد اجتماعات بين الجماعات الترابية بالبلدان المتوسطية، وخلق شبكات مستديمة لتبادل التجارب وتمكين ممثلي الجماعات المحلية والاقليمية في إطار الشراكة الاورومتوسطية من فتح حوار مباشر مع مؤسسات الاتحاد من أجل المتوسط والهيئات الأوروبية. وتتوخى هذه الجمعية أن تكون رافعة للحوار الاورومتوسطي، وأداة لتعزيز الديمقراطية المحلية في المنطقة، فضلا عن متابعة مشاريع التعاون بين الاتحاد الأوروبي وشركائه في جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط على أرض الواقع. وتعتبر الجماعات المحلية والإقليمية فاعلا أساسيا لتنفيذ المشاريع التي سيطلقها الاتحاد من أجل المتوسط ، لا سيما في مجالات التنمية الحضرية والتدبير المستدام للموارد الطبيعية والخدمات الصحية والتعليم.