لقد أُصيبت آذان المغاربة بالوقر من كثرة سماعهم للأُسطوانة المخدوشة " سيستقبل المغرب 10 ملايين سائح في أُفق سنة 2010 " . ما فتئ مسئولونا يرددون هذه الجملة دون السعي إلى العمل لتوفير الأسباب التي قد تُمكٌنُ من الوصول إلى ذلك العدد . فيوم الخميس 17 دجنبر 2009, بعد رجوعي رفقة أحد الأصدقاء من مليلية المحتلة , و وصولنا إلى شرطة الحدود لختم جوازات السفر و جدنا هناك كذلك عددا كبيرا من الأجانب خُصوصا الأسبان الذين يعشقون زيارة المدن المغربية . لقد شعرنا جميعا بالتذمر و الغضب لما أحالنا رجال الأمن المكلٌفون بختم جوازات السفر إلى قسم المراقبة الصحية بالحدود قصد الكشف عن خلو إصابتنا بالحرارة الناتجة عن فيروس إيتش 1 و 1 . لما وصلنا إلى القسم الطبي المذكور وجدنا هناك ما يزيد عن عشرين شخصا, بينهم عدة أجانب, ينتظرون وصول الطبيب المكلف بالكشف المرتقب. لقد سمعت أحد الأسبان يقول بلهجة غاضبة بأنه بقي أكثر من ساعة ينتظر وصول الطبيب دون جدوى.و تتوالى الدقائق, و تنضاف أعداد أخرى من الراغبين في الدخول إلى بني نصار, و لا ظهور لأي موظف من وزارة الصحة. و لمٌا كثر الصخب الناتج عن احتجاجات المصطفٌين, جاء أحد رجال الأمن ليُبشٌرنا بأنهم اتٌصلوا هاتفيا بطبيب الميناء "ليفُكٌ الجُرٌة". و بعد ربع ساعة وصل طبيب أنيق في عمله و حُسن مُعاملته للناس. و ما هي إلاٌ هنيهة حتٌى كانت عملية الكشف قد تمٌت.و إنصافا للحق أقول أنٌ المكلفين بختم الجوازات أدٌوا واجبهم دون أي تلكٌؤ. و لكم أن تتصوروا الانطباعات التي سوف تكون عند الزوار الأجانب عندما يشاهدون هذا الجانب السلبي من عملية العبور. لا يظن أي عاقل بأن هذه الممارسات في حدودنا ستُروٌج لأُسطوانة "10 مليون " , فالهمسات التي إسترقتُها من الأسبان الذين كانوا بجانبي لا تنمٌ أبدا عن ذلك . الأدهى من ذلك هو أنٌنا كُنٌا نطمح في تنظيم المونديال . فهل بهذه المعاملة في مناطق حدودنا سنكسبُ ثقة الفيفا ؟