عقد المجلس الجماعي لطنجة بحضور نواب ومستشاري الجهة، اجتماعا استثنائيا خصص للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقد ترأس هذه الجلسة السيد سمير عبد المولى، رئيس المجلس الجماعي لطنجة بحضور السيد الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون والشريف رفيق الحسيني، مستشار ديوان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، والسيد محمد حصاد، والي جهة طنجة-تطوان عامل عمالة طنجة أصيلة، والسيد رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان، والسيد عبد الحميد أبرشان، رئيس مجلس عمالة طنجة-أصيلة، وسفير دولة فلسطين بالرباط ومستشارو ونواب الجهة في الغرفتين.خلال هذه الجلسة، ألقى وزير الشوون الخارجية والتعاون كلمة، شكر في بدايتها أعضاء المجلس والنواب والمنتخبين بالجهة على قرارهم إعطاء الفرصة للتعبير عن تضامنهم المطلق مع القضية الفلسطينية، مشيرا كون هذه المبادرة تبين أهمية وقدسية القضية الفلسطينية.وباسم حكومة صاحب الجلالة، عبر السيد الطيب الفاسي الفهري عن دعم المغرب ملكا وحكومة وشعبا للقضية الفلسطينية وللفلسطينيين، وخاصة الشرفاء في القدس، مبرزا موقف المغرب الواضح، معلنا عن مواصلة النضال رغم الصعوبات والمراوغات السياسية للسلطات الإسرائيلية الصهيونية. ويضيف وزير الخارجية «فإننا سنناضل مع الفلسطينيين حتى تكون لهم دولة مستقلة تماما وقابلة للعيش على جميع المستويات كباقي الدول، وعاصمتها بطبيعة الحال القدس الشريف، إذ لا مجال للمغامرات لعرقلة هذا الحق التاريخي والسياسي، فموقف جلالة الملك، رئيس لجنة القدس واضح، ويعمل يوميا من أجل التوصل إلى هذا الهدف باتصالاته مع الفاعلين وبدعم متواصل فوق الأرض، بإمكانية تحسين ظروف عيش المواطنين الفلسطينيين من خلال وكالة بيت مال القدس، وعن طريق إمكانيات أخرى على المستوى الحكومي والشعبي، وأن المغرب سيواصل الكفاح إلى أن يتم تحقيق الهدف المنشود».وأبرز وزير الخارجية والتعاون أن المغرب يقدر جهود السلطة الفلسطينية التي عبرت عن انفتاحها من أجل التفاوض، بالمقابل توجد حكومة إسرائيلية تعمل كما تشاء بشكل انفرادي، الشيء الذي لا يمكن قبوله. ويضيف وزير الخارجية بأن إسرائيل لها حلان، إما أن تنخرط في مفاوضاتها جادة أو أن تنسحب من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، فإذا حاولت اتخاذ قرارات منفردة، فإنها ستجد خيار المقاومة، من خلال الإمكانيات المتوفرة على المستوى السياسي، وكذلك على مستوى المقاومة. وما حضور الوفد الفلسطيني برئاسة الشريف رفيق الحسيني، إلا دليل على مواصلة الكفاح بأساليب سياسية ودبلوماسية، فإذا لم يتم التوصل إلى حل، فالكفاح متواصل. ورحب وزير الخارجية بمستشار ديوان الرئيس الفلسطيني طالبا إياه إبلاغ الأشقاء في فلسطين بأنهم وراءهم شعب يناضل من أجل الحرية والكرامة الفلسطينية.بعدها، ذكر الطيب الفاسي الفهري بما تمثله القدس في نفوس وقلوب المغاربة، معبرا عن افتخاره بوجود حي المغاربة وباب المغاربة وعبرها تصل إلى ساحة المسجد الأقصى المبارك. وقد رفض جلالة الملك أي مسٍّ بهذه الباب حتى تلعب دورها التاريخي.عمدة مدينة طنجة خلال كلمته بالمناسبة، رحب باسم سكان المدينة بالوفد الفلسطيني في طنجة التي تعايشت فيها مجموعات من الأجناس، لحرص المغاربة على السلم في المتوسط، وعبر باسم أهالي طنجة عن المكانة التي تحتلها فلسطين والفلسطينيون في قلوبهم وكفاحهم الأسطوري، كما يتتبعون بقلق بالغ ما تقدم عليه السلطات الصهيونية من طمس للهوية الفلسطينية بإقامة المستوطنات، وعبر عن تأييده لإعلان السلطة الفلسطينية إنشاء الدولة الفلسطينية من جانب واحد، وشجب في نفس الوقت عملية الاستيطان والتهويد، الذي تتعرض له مدينة القدس، موجها التحية إلى القيادة الفلسطينية ومنددا بالمزايدات السياسية والسلوكات المغامرة، وحيى صمود الشعب الفلسطيني وتضحيات الشهداء وعلى رأسهم ياسر عرفات.مستشار ديوان الرئيس الفلسطيني، رفيق الحسيني خلال كلمته بالمناسبة، أبلغ تحيات الشعب الفلسطيني للشعب المغربي، مؤكدا أن الفلسطينيين مرابضون صامدون على الجمر في بيت المقدس ولن يتزحزحوا، وإذا فاوضوا لن يتنازلوا ولن يقبلوا أن تنتهك حرمتهم الإسلامية والمسيحية.وأبرز أن المغرب قدم ومايزال الدعم الكامل وبدون شروط أو قيود للشعب الفلسطيني، وهذا ليس بغريب على المغاربة، يضيف الشريف الحسيني، فالقدس الشريف نصف سكانه من أصل مغربي، وحي كامل ملاصق بالحرم والذي دمره الاحتلال سنة 1967 يسمى بحي المغاربة، وأكد أن الفلسطينيين يعتزون بهذه العلاقة المميزة لأن شعب المغرب والشعب الفلسطيني شعب واحد لا شعبان، وباسم الشعب الفلسطيني أكد مستشار ديوان الرئيس الفلسطيني أن الشعب الفلسطيني لا يبيع وطنه، وبيت المقدس ملك للأمة العربية والإسلامية.وفي معرض حديثه عن السياسة الممارسة من طرف إسرائيل في القدس الشريف، استعرض ما تقوم به من ممارسات لطمس معالمه، وأكد باسم الأمة الإسلامية عن مرابضتهم ومقاومتهم لكل أشكال التهويد، ومواجهة كل من حاول المس بالمقدسات، رغم أن الجمر يضيف الشريف الحسيني ليس سهلا، لكن الفلسطينيين يعرفون ذلك وسيظلون أوفياء حتى يأتي اليوم الذي سيتم تحريرها والصلاة في بيتها العتيق، وكل المحبين للسلام في كنائسها.رئيس جهة طنجة-تطوان في بداية كلمته، عبر باسم سكان جهة طنجة-تطوان عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني المكافح والمناضل، وعن افتخار المغاربة بما أنجزه أطفال الحجارة الذين استطاعوا بنضالهم المستميت فضح الممارسات القمعية للصهاينة، ودخلوا التاريخ من بابه الواسع كشعب أعزل يقاوم الترسانة الحربية لأقوى جيش في الشرق الأوسط، وندد رئيس المجلس الجهوي بقوة بكل ما يقع في القدس الشريف من تهويد وتدنيس، مؤكدا أن القضية الفلسطينية قضية المغاربة كلهم وأن عودة السلم والحوار لن يتما إلا بإيقاف الاستيطان، وأن السلم لم يجد مكانة مادام المشكل الفلسطيني قائما، فإقامة دولة فلسطين هو الحل الأمثل، لأن النزاعات راجعة بالأساس لإشكالية فلسطين. وعبر عن موقف المغاربة المتشبث بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وهو مبدأ وعقيدة والتزام وقيم من القيم لا يمكن التخلي عنها.أما رئيس مجلس عمالة طنجة-أصيلة، فقد رحب بالوفد الفلسطيني برئاسة مستشار ديوان الرئيس محمود عباس، وعبر عن عمق وشائج المحبة التي يكنها الشعب المغربي للشعب الفلسطيني، حيث يعتبر القضية الفلسطينية قضيته الأولى، مستنكرا ما تقدم عليه إسرائيل من عدوان على الشعب الفلسطيني، وجدد تضامن ساكنة طنجة / أصيلة مع الشعب الفلسطيني المناضل في كفاحه المستميث من أجل دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.هذا وقد اختتم اللقاء التضامني بتوديع الوفد الفلسطيني بأناشيد وشعارات حماسية رددتها القاعة كلها، من بينها : «فلسطين.. فلسطين في عروقي، لن أنساها ولو أعدموني». «المغرب وفلسطين شعب واحد لا شعبين». «غزة غزة أرض العزّة». «المقاومة أبداً والتطبيع خيانة - مقاومة أبداً لا للتطبيع والهرولة». «دعوى مشؤومة وليفني مجرمة».