دعا السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحريريوم السبت الماضي بجماعة سيدي بوزينب التابعة لتراب الحسيمة بمناسبة تخليد الذكرى ال54 لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المملكة جميع الشركاء والمعنيين بالإقليم للانخراط في إنجاز الفضاء المتحفي للحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير لما له من دور كبير في إبراز فصول مجيدة من الذاكرة النضالية والتعريف بها .وأكد السيد الكثيري خلال مهرجان خطابي نظمته المندوبية السامية بجماعة سيدي بوزينب بهذه المناسبة على وجوب صيانة الذاكرة الوطنية والاعتزاز بمضامينها والتعريف بأحداثها وأطوارها وإبراز أمجاد رموزها وأقطابها واستلهام ما تطفح به من الدروس والعبر والتشبع بها في مسيرات الحاضر والمستقبل . وأشار إلى أن من بين اهتمامات المندوبية تنظيم الندوات العلمية والأيام الدراسية وطبع النشرات والكتب ذات الصلة بتاريخ المقاومة الوطنية ، وتدوين الرواية الشفوية وحفظ الشهادات الحية وإنجاز موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالمغرب وتشجيع الطلبة والباحثين على إنجاز بحوثهم في موضوعات ترتبط بتاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتنظيم الفضاءات التربوية والانفتاح على المؤسسات التعليمية.واستحضر السيد الكثيري بهذه المناسبة القيم الوطنية الخالصة وقوة الالتحام وروح التضحية والتضامن والتآزر الاجتماعي والتماسك بين مكونات الأمة وتغذية وجدان الناشئة بالمعاني السامية والدلالات العميقة التي من شأنها إذكاء مشاعر المواطنة الإيجابية في نفوسهم وتقوية انخراطهم في مسيرات العزة والمكارم ، وكذا في الأوراش الكبرى التي يشهدها المغرب الجديد بقيادة رائد الأمة جلالة الملك محمد السادس .وقال السيد الكثيري إن أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير يخلدون اليوم الذكرى ال54 لاندلاع معارك سيدي بوزينب البطولية التي تعد معلمة بارزة في تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والتي ستظل شاهدة على الشجاعة وقوة الإيمان والروح الوطنية العالية معتبرا هذه الذكرى مناسبة لاستحضار أمجاد أبناء جوهرة البحر الأبيض المتوسط حاضرة الحسيمة وقلعة الشموخ التي يفخر بها وبأدوارها الريف وسائر أرجاء الوطن.وأكد أن أبناء هذه الربوع كانوا دائما سباقين للدفاع عن حوزة الوطن وحمايته من الأخطار المحدقة ، كما استحضر معارك الريف الشرقي بقيادة البطل الشريف امحمد أمزيان ما بين 1906 و1913 وبعد ذلك المعارك التي قادها المجاهد الخطابي الأب ثم حرب التحرير الكبرى التي قادها البطل محمد عبد الكريم الخطابي ما بين 1921و1926 ، وأبرز معاركها أنوال الشهيرة .وأكد على مواصلة الاحتفاء بهذه الذكرى باعتبارها ذكرى للأمة ا تحتم على جميع المغاربة استحضار على الدوام أرواح جميع المقاومين للتزود من جهادهم المتفاني والتذكير بما بذلوه من تضحيات كبيرة في شتى الأقاليم ومختلف المواقع مع إشادة خاصة بالعلماء ورجال الفكر والسياسة وطبقة العمال والفلاحين .من جهته أخرى أكد السيد نور الدين مضيان رئيس جماعة بني عمارت ونائب برلماني عن جهة الحسيمة في كلمةإرتجالية على ضرورة استخلاص الدروس والعبر من هذه الملاحم البطولية والانخراط في الجهاد الأكبر بتحقيق تنمية مستدامة في ظل قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، مطالبا بالمناسبة من الجهات المعنية بفك العزلة عن باقي دواوير الجماعة التي مازالت تعرف غياب المسالك الطرقية ، وكذا كهربة بعض الدواوير ، وتوفير وسائل النقل للتلاميذ في بعض الدواوير النائية من أجل المساهمة في القضاء على ظاهرة الهدر المدرسي .ومن جانبه أ عتبر السيد محمد أعزوز رئيس جماعة سيدي بوزينب أن هذه الذكرى هي إستحضارا للبطولات الخالدة والمعارك الطاحنة التي إنطلقت شراراتها الأولى من فوق هذه الأرض في مثل هذه اليوم أي يوم 3 أكتوبر لتشمل سائر التراب الوطني من شماله إلى جنوبه ومن جنوبه ومن شرقه إلى غربه وأنخرط فيها الشباب والشيوخ والكهول والنساء دون إستثناء مما أربك المستعمر وجعله يتخبط خبط عشواء حيث إختلت حساباته رغم حذاثة ترسانة العسكرية البرية منها الجوية والبحرية لم تستطيع هذه الترسانة الحديثة الصمود وأمام إصرار المغاربة لتحرير وطنهم والعمل على عودة ملكهم الهمام زنيل حريتهم وإستقلالهم وتشبتهم بأهداب العرش العلوي المجيدوطالب السيد أعزوز بالمناسبة تزويد الجماعة بسيارة الإسعاف لنقل المرضى الحوامل إلى المركو الصحي بدل إستعمال الدواب وأليات أخرى كوسيلة للنقلكما طالب من المندوبية السامية لقدماء جيش التحرير التدخل كل من المكتب الوطني للكهرباء والمكتب الوطني للماء لتزويد الدواوير بالماء وذلك في إطار تكريم أبناء الجماعة الذين ضحوا في سبيل الحرية والإستقلال وبالتالي المساهمة في الحد من الهجرة القروية إلى المدنوقد ألقيت بهذه المناسبة كلمات حول الأهمية والدلالات والدروس والعبر المستخلصة منها وتعريف الأجيال الصاعدة والناشئة بأهمية تخليد الذكريات الوطنية صيانة للذاكرة الوطنية والحفاظ على الموروث التاريخي،كما تم توزيع شهادات تقديرية على الفائزين في مسابقة البحوث الجامعية . كما جددت أسرة المقاومة وجيش التحرير موقفها الثابت وتعبئتها الشاملة صيانة لوحدتها الترابية مشيدة بالمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية المسترجعة تحت السيادة الوطنية .وقد تم تكريم صفوة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير اعترافا لهم بسابغ تضحياتهم وأياديهم البيضاء لصون كرامة البلاد والدفاع عن مقدساتها الدينية والوطنية ، كما وزعت بالمناسبة شهادة تقديرية على أحد الطلبة بعد فوزه في مسابقة البحوث الجامعي.كما قام السيد المندوب السامي وممثل والي صاحب الجلالة على جهة تازةالحسيمة تاونات في شخص رئيس قسم الشؤون العامة بعمالة الحسيمة السيد عبد السلام فريندو والوفد المرافق لهما بزيارة مقبرة المجاهدين ببلدية أجدير للترحم على أرواح الشهداء وفي طليعتهم الأرواح الزكية الطاهرة لجلالة المغفور له محمد الخامس و جلالة المغفور له الحسن الثاني .وقد حضر هذا الحفل عدد من رؤساء المصالح الخارجية وعدد من رجال السلطة وشخصيات مدنية وعسكرية