أكد السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أمس الأحد بجماعة سيدي بوزينب بإقليمالحسيمة على ضرورة صيانة الذاكرة الوطنية والاعتزاز بمضامينها. ودعا السيد الكثيري خلال مهرجان خطابي نظمته المندوبية السامية بمناسبة تخليد الذكرى ال55 لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المملكة إلى التعريف بمراحل المقاومة الوطنية وإبراز أمجاد رموزها وأقطابها واستلهام ما تطفح به من الدروس والعبر والتشبع بها في مسيرات الحاضر والمستقبل. وأشار إلى أن المندوبية تواصل إحداث الفضاءات المتحفية وبناء المعالم التذكارية المخلدة للأحداث الوطنية وتنظيم الندوات العلمية والأيام الدراسية وطبع النشرات والكتب ذات الصلة بتاريخ المقاومة الوطنية، وتدوين الرواية الشفوية وحفظ الشهادات الحية وإنجاز موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالمغرب. وأضاف أن المندوبية السامية تحرص أيضا على تشجيع الطلبة والباحثين على إنجاز بحوثهم في موضوعات ترتبط بتاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، وتنظيم الفضاءات التربوية، والانفتاح على المؤسسات التعليمية، وإطلاق التسميات على الشوارع والمرافق العمومية، وإقامة المعارض، وتقوية شبكة متاحف جهوية وإقليمية ومحلية. واستحضر السيد الكثيري بهذه المناسبة القيم الوطنية الخالصة وقوة الالتحام وروح التضحية والتضامن والتآزر الاجتماعي والتماسك بين مكونات الأمة وتغذية وجدان الناشئة بالمعاني السامية والدلالات العميقة التي من شأنها إذكاء مشاعر المواطنة الإيجابية في نفوسهم وتقوية انخراطهم في مسيرات العزة والمكارم وفي الأوراش الكبرى التي يشهدها المغرب. وبعدما ذكر بالدلالات العميقة لتخليد أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير للذكرى ال55 لاندلاع معارك سيدي بوزينب البطولية التي تعد معلمة بارزة في تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، اعتبر السيد الكثيري أن هذه الذكرى "مناسبة لاستحضار أمجاد أبناء إقليمالحسيمة قلعة الشموخ التي يفخر بها وبأدوارها الريف وسائر أرجاء الوطن". وأكد أن أبناء هذه الربوع كانوا دائما سباقين للدفاع عن حوزة الوطن وحمايته من الأخطار المحدقة، مستحضرا معارك الريف الشرقي بقيادة البطل الشريف امحمد أمزيان ما بين 1906 و1913 وبعد ذلك المعارك التي قادها المجاهد الخطابي الأب، ثم حرب التحرير الكبرى التي قادها البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي ما بين 1921 و1926، وأبرز معاركها معركة أنوال الشهيرة. وألقيت بهذه المناسبة كلمات حول الأهمية والدلالات والدروس والعبر المستخلصة من هذه الذكرى، مشددة على أهمية تعريف الأجيال الصاعدة بهذه الذكرى من أجل تخليد الذكريات الوطنية صيانة للذاكرة الوطنية والحفاظ على الموروث التاريخي. وجدد المتدخلون التأكيد على موقف أسرة المقاومة وجيش التحرير الثابت وتعبئتها الشاملة وصيانة الوحدة الترابية، مشددين على أهمية المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية تحت السيادة الوطنية. وتم بهذه المناسبة تكريم صفوة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير اعترافا لهم بتضحياتهم من أجل صون كرامة البلاد والدفاع عن مقدساتها الدينية والوطنية، كما تم بالمناسبة توزيع بعض المساعدات المالية. وقد قام المندوب السامي ووالي جهة تازةالحسيمة تاونات، عامل إقليمالحسيمة السيد محمد الحافي ورئيس مجلس الجهة السيد محمد بودرا ورئيس المجلس الإقليمي للحسيمة السيد عمر الزراد والوفد المرافق لهم بزيارة مقبرة المجاهدين بأجدير (جماعة أيت يوسف وعلي) للترحم على أرواح الشهداء.