حمّل المغرب الجزائر مسؤولية ما وصفه بالخرق الخطير لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الرباط وجبهة البوليساريو عام 1991، وذلك بعد تسلل مئات من مؤيدي الجبهة إلى المنطقة العسكرية العازلة بالصحراء. وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان إن نحو 1400 من مؤيدي البوليساريو تسللوا عبر الحدود من الجزائر إلى منطقة عسكرية مغلقة واقتلعوا الأسلاك الشائكة وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء. واتهم البيان الجزائر وجبهة البوليساريو بمحاولة تدمير جهود التوصل لحل سلمي للصراع قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن النزاع في وقت لاحق هذا الشهر. كما أشار إلى أن "هذا العمل الذي تم مباشرة من التراب الجزائري يؤكد المسؤولية المباشرة لهذا البلد في إعداده وتنفيذه".ودعت الخارجية المغربية الأممالمتحدة إلى "تحمل المسؤولية واتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل فرض سلطتها على المنطقة الموجودة بين خط الدفاع والأراضي الجزائرية والموريتانية". كما أفادت الخارجية أن أعضاء من جبهة البوليساريو ومؤيديهم أصيبوا عندما دخلوا حقل ألغام وتسببوا في تفجير لغم. وكانت صحيفة "الخبر" الجزائرية قد أفادت يوم السبت أن ثلاثة أشخاص على الأقل أصيبوا وأن نحو مائتي أجنبي شاركوا في الاحتجاج لدعم مطالب البوليساريو بدولة مستقلة. وقالت مصادر سياسية بالرباط إن أحد الجرحى عضو بالبوليساريو وتسبب الانفجار في بتر إحدى ساقيه بالقرب من منطقة المحبس وهي إحدى ميادين المعارك التي اشتبك فيها مقاتلو الجبهة والقوات المغربية في الثمانينيات. وأدى النزاع بشأن الصحراء الغنية بالفوسفات ومصائد الأسماك وربما النفط إلى تأزم العلاقات بين المغرب والجزائر. وفشلت جهود الوساطة التي تقوم بها الأممالمتحدة حتى الآن في الوصول إلى حل سلمي يحسم الخلاف حول احتمالَيْ أن تكون أراضي الصحراء إقليمًا مغربيا يتمتع بالحكم الذاتي كما تطالب به الرباط، أو أن يُجرى فيها استفتاء على الاستقلال كما تدعو إليه الجبهة. (الخيمة)