يحيي الشاعر العربي أحمد فؤاد نجم يومه الثلاثاء, أمسية شعرية بالمكتبة الوطنية بالرباط, بدعوة من بيت الشعر في المغرب ووزارة الثقافة.وكان ضيف الدورة 15 للمعرض الدولي للكتاب والنشر, الذي اختتم فعالياته أخيرا, أحيى أمسية شعرية، في إطار أنشطة المعرض, والتي حضرتها وزيرة الثقافة ثريا جران اقريتيف, ألهب خلالها مشاعر الحاضرين, الذين تجاوبوا بشكل كبير مع قصائد شاعر الفقراء.وألقى نجم, مجموعة من قصائده الشهيرة, من بينها "زيارة لضريح عبد الناصر", و"يا مداحين العرب", و"دعاء الكروان", وغيرها, كما, غنت ابنته زينب,على نغمات أوتار عود الفنان المغربي محمد الأشراقي, من شعر أبيها "يا أحبابي يا الغزاوية" و"دول مين دول مين". وليست هذه هي الزيارة الأولى لنجم, التي يلتقي فيها الجمهور المغربي, بل سبقتها زيارة أخرى عام 1986, بدعوة من اتحاد كتاب المغرب، أجرى معه خلالها حسن نجمي وعبد الكريم الأمراني حوارا مطولا جمع في كتاب "الكلام المباح", الذي صدر سنة 1988.وكان نجم أثنى في حوار سابق, على مستوى المرأة المغربية المبدعة, إذ قال "في سوريا ولبنان مبدعات كثيرات والمرأة هناك مثلها في مصر ليست ممتهنة، المرأة في المغرب لديها ثقافة واطلاع، هناك وجدت البرافدا والتايمز وكتبي وكتب الشيخ شعراوي كلها جنبا الى جنب".ويعتبر فؤاد نجم, من مواليد 1929, من أهم شعراء العامية في مصر, وأحد ثوار الكلمة الملتزمة بقضايا الشعب, وارتبط اسم نجم بشكل كبير بالشيخ إمام, منذ 1962, حيث بدأت رحلتهما مع الأغنية الملتزمة، فكان نجم يكتب وإمام يغني.ويشكل فؤاد نجم ظاهرة زمانه, ويحظى باهتمام النقاد, إذ أفرد له الناقد صلاح عيسى كتابا عنونه ب "شاعر تكدير الأمن العام", استعرض فيه قصة نجم غير العادية بتفاصيلها الممتعة، وما تعرض له هذا الشاعر المعارض من مضايقات وحملات من السلطة, أدت إلى التحقيق معه في ما عرف بقضية "نيكسون بابا" عام 1974، بسبب قصيدة كتبها أثناء زيارة الرئيس الأميركي نيكسون إلى مصر بعد حرب أكتوبر, وحوكم ساعتها بسبب هذه القصيدة, التي غناها الشيخ إمام، ثم حكم عليه بالسجن لمدة سنة كاملة عام 1977 بسبب قصيدة "الفول واللحمة", التي تنتمي إلى ما عرف ب "قصائد المناهضة". وقال الشاعر الفرنسي لويس أراجون عن نجم: إن فيه قوة تسقط الأسوار، وأسماه الباحث علي الراعي "الشاعر البندقية".يؤمن فؤاد نجم بقوة الشعر في حياته, إذ يقول إنه "هو الذي حرسني طول الفترة التي مضت ولغاية اليوم, وخاصة في فترة الاضطهاد والسجون وهو يبقى أنيسي ورفيقي في الزنزانة".اشتهر نجم بأشعاره السياسية الثورية، إذ سجن بسبب ذلك في عهدي الرئيسين المصريين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات إبان ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. واختير الشاعر, العام الماضي, سفيرا للفقراء من قبل صندوق مكافحة الفقر, التابع للأمم المتحدة.ولد أحمد فؤاد نجم في الزقازيق مثل عبد الحليم حافظ الذي ربطته به علاقة صداقة. وبدأ حياته العملية عاملاً في سكك الحديد عام 1956، ثم قربه عمله اللاحق كساعي بريد من الفئات الشعبية، ليتلمّس حجم القهر الواقع على الفلاحين. في عام 1959، انتقل إلى النقل الميكانيكي في حي العباسية، وخلال تلك الفترة دخل السجن بتهمة تزوير استمارات حكومية. وعند خروجه عام 1962 التقى الشيخ إمام, و تلازم مصيرهما في الفن والنضال والحياة، وأمضيا معظم فترة حكم الرئيس السادات في المعتقلات، بعدما أطلقا عليه أكبر حملة سخرية ضد حاكم مصري في الأزمنة الحديثة. لقد طبعت أغنية نجم والشيخ إمام مرحلة السبعينيات من القرن الماضي, وبعد انفصالهما، ورحيل الشيخ إمام، لم يتوقف شاعر الفقراء عن نقده السياسي اللاذع, و"غنائه للبسطاء وأحلامهم المؤجلة, وللأرض ولفلسطين". 'يا أحبابي يا الغزاوية' شي لله يا لغزاويةيا وجع الأمة العربيةانتوا حماس ولا عباسفلسطين هي القضيةشي لله يا لغزاويةشي لله وعلى دلعونةحكمونا ولاد الملعونةوالآخر خان وباعوناللسمسار والصهيونيةشي لله يا لغزاويةشي لله وانتوا لوحديكواالله ينصركوا ويهديكواويدمر دولة أعاديكواوالأيام أهي رايحة وجايةشي لله يا لغزاويةشي لله ولا عادش رجوعويّا الخاين والجربوعالأطفال ماتت م الجوعوالعطشان مش لاقي الميةشي لله يا لغزاويةشي لله على أحلى كلامناس تصحى والأمة تناميعني قفاك يصبح قداميا لعربي وتركب عربيةشي لله يا لغزاوية