عقدت الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي اجتماعها الدوري يوم السبت 20 دجنبر 2008، وبعد تدارسها لأهم مستجدات الوضع، أصدرت البيان التالي : على الصعيد الدولي : لقد ظهر الأن بكل وضوح أن العالم يعيش أزمة الرأسمالية كنمط إنتاج وليس كأزمة مالية فقط. وستكون الطبقات العاملة في العالم،والشعوب المضطهدة هي الأكثر تضررا من هذه الأزمة حيث التسريحات في القطاعات الصناعية وغيرها وليس المالية وحدها وانسداد آفاق التشغيل بالنسبة للشباب والتدهور المريع لأوضاع الشعوب المضطهدة. ويؤدي ذلك إلى بداية نهوض نضالي تتجلى شرارته الأولى في الانتفاضة الشبابية والإضراب العام الوطني الذي عرفته اليونان وفي الحركات النضالية التي تشهدها فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية... إن الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي، إذ تحيي بحرارة هذه النضالات، تعبر عن تضامنها معها وتعتبر أن الوقت قد حان لتطوير وإبداع أشكال التضامن الأممي بين عمال العالم وشعوبه المضطهدة تفعيلا لشعار لينين الخالد : "ياعمال العالم وياشعوبه المضطهدة اتحدوا ! " على صعيد العالم العربي : يستمر الكيان الصهيوني في فرض حصار إجرامي على قطاع غزة بهدف إركاع الشعب الفلسطيني عبر تجويعه وتقتيله والتنكيل به وتصفية مقاومته. بل إن الكيان الصهيوني يسرع من إستعدادته لشن هجوم على القطاع سيؤدي إلى ارتكاب المزيد من المجازر الرهيبة، وذلك في ظل صمت بل تواطؤ جل الأنظمة وضعف التضامن الشعبي في العالم العربي . وفي هذا الظرف بالذات يروج في المغرب لاتصالات قصد ترتيب استقبال وزيرة خارجية الكيان الصهيوني بالمغرب والتي عوض استقبالها، يجب المطالبة بمحاكمتها ومحاكمة كبار المسؤولين الصهاينة كمجربي حرب ومجرمي ضد الإنسانية لما اقترفوه من مجازر ضد الشعب الفلسطيني. إن الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي : - تدين بشدة الحصار الإجرامي ضد قطاع غزة وصمت وتواطؤ جل أنظمة العالم العربي إزاء الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بل محاولة العديد منها فرض التطبيع معه. - تندد بقوة بالإتصالات مع الكيان الصهيوني و محاولة التطبيع معه من طرف النظام في المغرب، وتدعو كل القوى المناضلة للتصدي بقوة لهذه الزيارة المحتملة ولكل المحاولات التطبيعية وتوفير كل إمكانيات الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني ، وخاصة في قطاع غزة المحاصر والمهدد باجتياح صهيوني جديد. أما في تونس ، فلا زال النظام الدكتاتوري لزين العابدين بن علي متماديا في البطش بالمناضلين وبكل الحركات النضالية . وما وقع في الحوض المنجمي بقفصة مؤخرا خير مثال على ذلك ، حيث وجهت الطبقة العاملة بقمع شرس تمثل في اعتقال عشرات المناضلين وتعذيبهم وإقامة محاكمات صورية لهم وإصدار أحكام مباشرة وقاسية ضدهم وصلت إلى عشر سنوات سجنا نافدة. إن الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي تعبر عن إدانتها لنظام بن علي الدكتاتوري وعن تضامنها اللامشروط مع نضالات الشعب التونسي، وخاصة معتقلي الحوض المنجمي بقفصة ، وتطالب بإطلاق سراحهم وكل المعتقلين السياسيين والنقابيين والجمعويين . على المستوى الوطني : يتعرض النهج الديمقراطي لهجومات مغرضة وحقودة من طرف المخزن والقوى الموالية له وبعض المرتزقة، وقد كان أخر هده الهجومات ما راج في ما يسمى ببرنامج"حوار" الذي لا يمت للحوار بصلة، بل كان هدفه الإساءة للنهج الديمقراطي بسبب مواقفه المبدئية والجريئة ونضاله ودفاعه المستميت على مصالح الكادحين وفضحه للفساد والنهب والقهر والاستغلال الذي يتعرض له الشعب المغربي على يد الكتلة الطبقية السائدة والمخزن. إن الكتابة الوطنية، إذ تشجب بشدة هذه الحملات المغرضة وهذه الممارسات المشينة، وإذ تحتفظ بحقها في الرد عليها بالوسائل التي تراها ملائمة، تعتبر أن هذه الحملات تعبر عن تضايق المخزن والكتلة الطبقية السائدة من القوى التي تصدح بالحق والحقيقة وتناضل فعلا وقولا من أجل مغرب ديمقراطي ينعم فيه كل أبناء الشعب بالعيش الكريم وتؤكد أن ذلك لن يزيد النهج الديمقراطي إلا إصرارا على المضي قدما في نفس الطريق مهما كانت الصعوبات ومهما تطلب ذلك من تضحيات. • وإذا كان ما سبق قد وقع في إطار الاحتفال بالذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مما يعري المنظور المخزني لحقوق الإنسان، فإن الدولة قد أعلنت بالمناسبة عن رفع تحفظاتها على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. والكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي إذ تعتبر ذلك مكسبا تحقق بفضل نضال الحركة الديمقراطية بشكل عام، والحركة الحقوقية والنسائية بشكل خاص، تؤكد أنه لن يكتمل ويتحول إلى مكسب حقيقي إلا إذا عملت الدولة على ملائمة القوانين المحلية، بما في ذلك الدستور، مع القانون الدولي في هذا المجال، الشيء الذي عبر عن رفضه العديد من كبار المسؤولين بالمغرب. • وفي الميدان الاجتماعي، رفضت الدولة المطالب النقابية في الحوار الاجتماعي بينما قاطعته الباطرونا مطالبة بالمزيد من الامتيازات التي تضمنها كتابها "الأبيض" بالنسبة لها والأسود بالنسبة للطبقة العاملة. مما يؤكد أن هذا الحوار كان الهدف منه زرع الانتظارية ومحاولة إجهاض أي نهوض نضالي. لذلك تدعو الكتابة الوطنية كل القوى السياسية والنقابية الديمقراطية المناضلة إلى تكثيف الجهود من أجل توحيد النضالات الاجتماعية وتصعيدها من أجل ضع حد للهجوم على أوضاع الطبقة العاملة والشغيلة الذي سيتعمق مع احتداد أزمة النظام الرأسمالي التبعي في بلادنا والسعي إلى انتزاع أكبر قدر من المكتسبات. الكتابة الوطنية في 20/12/2008