عرفت مدينة طنجة خلال الأيام القليلة السابقة للعيد، وبعده أحداثا متفرقة المكان عنوانها استمرار مسلسل النهب والتفقير والقمع لساكنة المدينة.فقد نظمت السلطات حملة قمعية ضد الباعة المتجولين في مختلف أحياء وأسواق المدينة، تم خلالها مصادرة سلعهم ومطاردتهم بالضرب والسب والشتم شمل المواطنين الذين عبروا عن استنكارهم لهذه الممارسات. وفي هذا الإطار تم اعتقال الرفيق "محمد" مناضل جمعية أطاك المغرب بعد تدخله لحماية امرأة من اعتداء أحد "المقدمين" بسوق "كاسبراطا" يوم السبت 6 دجنبر بأمر من "القايد"، اقتيد بعدها لكوميسارية "عين قطيوط" ولم يفرج عنه إلا ساعات بعد ذلك، كما تم اعتقال الرفيق "حمزة" في اليوم الموالي بنفس المكان في تجمع احتجاجي للمواطنين المتضامنين مع الباعة الذين تعرضوا للصفع والضرب بالهراوات لحد إغماء احدهم. واقتيد إلى الدائرة الخامسة حيث لحقت به عشرات النساء إلى مقر الدائرة مطالبات بإطلاق سراحه وهو ما تحقق في الحين.نفس الممارسات شملت منطقة "حومة الشوك" و"بلاصا طورو"، استعمل فيها بعض المقدمين السلاح الأبيض لإرهاب "الباعة" وفي مقدمتهم المقدم "احسيسن" سيء الذكر المعروف بابتزازه لساكنة الحي وللباعة، كما يعتبر بارونا للوبي تجار المخدرات أثناء الانتخابات وهو من قاد عملية بيع "بونات" تعويضات الفيضانات ب 100 درهم للبون الواحد.. إلى غير ذلك من الممارسات الانتهازية والوقحة.طيلة الأسبوع السابق ليوم العيد تحولت المحطة الطرقية إلى وكر للسماسرة واللصوص، مؤامرات محبوكة بين مسؤولي شبابك التذاكر وأصحاب الحافلات والغريسونات والمفتشية هدفها نهب أكبر ما يمكن من جيوب المواطنين. زيادات في أثمنة التذاكر فاقت 20 درهم في بعضها تسبقها 10 دراهم للسمسار الذي يعرفك بالبائع في الشارع العام خارج المحطة لأن مسؤول شباك التذاكر يدعي نفاذها ويحيلك على السمسار، فيما بلغ ثمن حمل الحقائب 20 درهم للحقيبة الواحدة(!)وعندما قام بعض المواطنين بإخبار المفتش تجاهلهم وطالبهم باللجوء إلى الشرطة (!!) التي داهمت المحطة عند اندلاع احتجاجات المواطنين لترهيبهم.شركات الخوصصة والنهب كانت حاضرة بقوة في هواجس ساكنة مدينة طنجة أيام العيد ففواتير شهر شتنبر الخاصة بالماء والكهرباء والتطهير الذي لا تشرف على تدبيره شركة "أمانديس فيوليا" الاستعمارية، التي وزعت في الأسبوع السابق للعيد كانت بمثابة صدمة حيث تضاعفت الأسعار في كل أحياء المدينة، وهو ما خلف استنكارا شعبيا واسع النطاق.كما تم قطع إمداد الماء عن أحياء المدينة القديمة يوم 9 دجنبر فيما قام شبان بعض الأحياء الشعبية بطرد ممثلي الشركة ورجم سيارتها أثناء توزيعهم للأكياس البلاستيكية ليلة العيد.أما شركة أوطاسا المستفيدة من احتكار تدبير النقل بالحافلات بالمدينة، فقد قلصت من عدد الحافلات وأغلبها في حالة مهترئة وحولت مكان الوقوف بمنطقة اجزناية لمكان يبعد عن المنطقة بحوالي 300 متر بدعوى اكتظاظ السكان ووعورة الطريق، وهو الأمر الذي أدى بالراكبين للاعتصام بالحافلة ورفض النزول إلا في المكان المخصص له سابقا، استمر الاعتصام لما يزيد عن الساعة حضر خلاله بعض مراقبي الشركة الذين فشلوا في إقناع الراكبين بالنزول رغم التهديد والوعيد. مما فرض عليهم إيصالهم إلى داخل اجزناية.هذا فيض من غيض لأن يوميات قهر وقمع واستغلال الكادحين بمدينة طنجة طويلة جدا، إلا أن ساكنة المدينة شرعت في إبداء مقاومتها بالاحتجاج العفوي والمنظم.لنواصل النضال من اجل حقوقنا في التعليم والصحة والشغل والنقل.. لنشارك بكثافة في الوقفة الاحتجاجية التي تنظمها التنسيقية المحلية لمناهضة غلاء الأسعار وتدهور الخدمات العمومية ليوم 14 دجنبر على الساعة السادسة مساء بساحة الأمم.