الدريوش يتلقى استدعاء لتمثيل هولندا    عدد وفيات مغاربة فالنسيا بسبب الفيضانات بلغ 5 ضحايا و10 مفقودين    دهس عمدي يوقف 7 أشخاص بالبيضاء    بواسطة برلمانية.. وهبي يلتقي جمعية هيئات المحامين بالمغرب غدا السبت    فعاليات الملتقى الجهوي الثالث للتحسيس بمرض الهيموفيليا المنعقد بتطوان    سانت لوسيا تشيد بالمبادرات الملكية بشأن الساحل والمحيط الأطلسي    منظمات أمازيغية تراسل رئيس الجمهورية الفرنسية حول استثناء تعليم اللغة الأمازيغية    مدافع الوداد جمال حركاس: تمثيل "أسود الأطلس" حلم تحقق        الوسيط يعلن نجاح الوساطة في حل أزمة طلبة الطب والصيدلة    قيود الاتحاد الأوروبي على تحويلات الأموال.. هل تُعرقل تحويلات المغاربة في الخارج؟    توقعات أحوال الطقس ليوم السبت    أكديطال تتجه لتشييد مصحة حديثة بالحسيمة لتقريب الرعاية الصحية    حجوي: 2024 عرفت المصادقة على 216 نصا قانونيا    ابنة أردوغان: تمنيت أن أكون مغربية لأشارك من أسود الأطلس الدفاع عن فلسطين    مواطنون يشتكون من "نقطة سوداء" أمام كلية العلوم بطنجة دون استجابة من السلطات    افتتاح الدورة 25 لمهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير بإفران    التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا لكرة السلة 2025.. المنتخب المغربي يدخل معسكرا تحضيريا    أسعار الغذاء العالمية ترتفع لأعلى مستوى في 18 شهرا    دوري الأمم الأوروبية.. دي لا فوينتي يكشف عن قائمة المنتخب الإسباني لكرة القدم    من مراكش.. انطلاق أشغال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول تقنية المساعدة الطبية على الإنجاب    بيع أول لوحة فنية من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار في مزاد    الحجوي: ارتفاع التمويلات الأجنبية للجمعيات بقيمة 800 مليون درهم في 2024    ظاهرة "السليت والعْصِير" أمام المدارس والكلام الساقط.. تترجم حال واقع التعليم بالمغرب! (فيديو)    مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش    "أيا" تطلق مصنع كبير لمعالجة 2000 طن من الفضة يوميا في زكوندر        كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة    الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"    بعد 11 شهرا من الاحتقان.. مؤسسة الوسيط تعلن نهاية أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة    هزة أرضية خفيفة نواحي إقليم الحوز    بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار    الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف            تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها    طوفان الأقصى ومأزق العمل السياسي..    ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة    إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط    متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان    كيف ضاع الحلم يا شعوب المغرب الكبير!؟    حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء    خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان    المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح    طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة    إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"    "المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة    وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤسسة الفكر العربي والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ومركز دراسات الخليج يطلقون تقرير التنمية الثقافية العربي الأول من القاهرةالتقرير أول خطوة على طريق إنتاج المعرفة العربية ويرصد بموضوعية
نشر في أسيف يوم 14 - 11 - 2008

أطلق عصر أمس الأول الخميس الموافق 13 نوفمبر الجاري، بالعاصمة المصرية القاهرة، تقرير التنمية الثقافية الأول، الذي أصدرته مؤسسة الفكر العربي بالتعاون مع المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ومركز دراسات الخليج. وبهذه المناسبة عقد مؤتمر صحفي لإطلاق التقرير على هامش مؤتمر "فكر 7" حول "التنمية الثقافية" خلال الفترة من 13 – 17 نوفمبر 2008. في هذا السياق، قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، مؤسس ورئيس مؤسسة الفكر
العربي أن هذا التقرير يعد أول تقرير يصدر في المنطقة العربية، وبشكل سنوي، عن مؤسسة أهلية عربية وبتمويل عربي، لرصد واقع التنمية الثقافية في 22 دولة عربية. مشيرا إلى أن التقرير يغطي 5 ملفات أساسية هي: التعليم (تنوع مؤسسات التعليم العالي، الفرص الدراسية، أزمة جودة التعليم والإنسانيات العلوم الإجتماعية في صلب التنمية، المرأة في التعليم العالي، وآفاق التطوير)، والإعلام (بتجلياته المقروءة والمرئية والرقمية)، وحركة التأليف والنشر، والإبداع (بتجلياته في الأدب، والسينما، والمسرح، والموسيقى، والغناء)، بالإضافة إلي جزء خاص عن الحصاد الثقافي السنوي في العالم العربي خلال عام 2007. وقدم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بين عبد العزيز كل الشكر والتقدير إلى فخامة الرئيس محمد حسني مبارك، رئيس جمهورية مصر العربية على رعاية هذا المؤتمر السابع للفكر العربي. موضحا أن القاهرة كذلك شهدت نشأة مؤسسة الفكر عام 2001. وأضاف سمو الأمير خالد الفيصل أن حركة التأليف والنشر تم فيها إعداد قائمة بيانات بإجمالي ما نشر من كتب في العالم العربي خلال عام 2007، وبلغ الرقم نحو 27 ألفا و809 كتب. وتضمن التقرير تحليلا لمضمون هذه الكتب، ونسبة ما نشر في مجالات المعرفة المختلفة. واشترك حوالي 40 باحثا ومتخصصا في إعداده من مختلف الدول العربية. هذا وقد اهتم التقرير بإفساح المجال للانتقال من مرحلة الوصف والتشخيص إلى مرحلة النقد والاستشراف بوصفها الركيزة الأساسية لأى نهوض عربي مستقبلي. أكد سمو الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أن التقدير اتسم بدرجة عالية من الموضوعية والحياد، ليرصد كل من المؤشرات السلبية والإيجابية الخاصة بكل المحاور، ومنها واقع التعليم العالي والبحث العلمي، حيث ارتفع عدد الطلبة من 895 ألف طالب عام 1975، ليصل إلى 7 ملايين و164 ألفا عام 2006، بزيادة نسبتها 800%. وارتفع عدد الجامعات العربية من 230 جامعة عام 2003، ليصل إلى 395 جامعة عام 2008، وارتفعت نسبة الإناث في التعليم العالي من 28.4% من مجموع الطلاب المسجلين لتصل إلى 47.8% عام 2006، وارتفعت نسبة مشاركة المرأة في التعليم الجامعي من 13%-18% من إجمالي هيئات التدريس عام 1975 لتصل إلى 28% عام 2006 بزيادة نسبتها 56%. من جانبه، قال الفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصري أن هذا التقرير يجعلنا جميعنا كعرب نشعر بالفخر والامتنان لهذا الجهد العظيم. مؤكدا ترحيب القاهرة ودعم الرئيس مبارك لجهود مؤسسة الفكر العربي البناءة، خاصة وأن تقرير التنمية الثقافية يعد خطوة على طريق إنتاج المعرفة. وساهم في انجاز هذا العمل الضخم علماء عرب من مختلف البلاد العرب. اهتموا بتركيز الضوء على المبدعين والمبتكرين العرب، في مختلف المخالات، خاصة وأن التنمية الثقافية تعني حركة الإنتاج الإبداعي والإبتكاري للمثقفين العرب في مختلف المجالات، وهي حركة كثيفة تعرب عن نهضة جديدة تعيشها الدول العربية، وتستحق الرصد والتسجيل. تكامل الإبداع الأدبي مع الإبتكار العلميفي سياق متصل، قال الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، والجهة المشاركة مع مركز دراسات الخليج لمؤسسة الفكر العربي في إصدار هذا التقرير الثري، أنه من الضروري تحقيق التكامل بين مختلف قطاعات المجتمع العربي فيما يتعلق بالإبداع الأدبي والإبتكار العلمي والتكنولوجي، دون أن نترك أفعال عقلنا الباطن تتحكم فينا، حتى ننجح في صياغة رؤى ونظريات تعبر عن واقعنا للحياة والمستقبل الذي نتمناه. ونحن كمجتمع عربي نحتاج إلى تغيير ثقافي يقودنا إلى المزيد من التطور والإيجابية، فالهدف على سبيل المثال من زيادة حركة النشر والتأليف العلمي التوثيق والتسجيل لتطورنا الإبداعي والإبتكاري، وبراءات الاختراع التي يمكن أن يصل إليها العلماء العرب. موضحا أنه من المهم تناول حركة التطور العلمي والتكنولوجي في الدول العربي بجانب التنمية الثقافية كتنمية فكرية، على اعتبار أن الإنتاج العلمي والتكنولوجي خاصة في صورة براءات الاختراع، إنما هو تعبير عن حركة الإبداع والإبتكار، التي تعد جزءا أصيلا ومكملا لحركة التنمية الثقافية، بمعني إنتاج الإبداع الأدبي. هذا وتعمل المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا على دعم العلماء والمبدعين العرب داخل وخارج الوطن العربي، وتمتلك قاعدة بيانات تضم 13 ألف عالما ومخترعا عربيا. في هذا السياق تدير المؤسسة عددا من الأنشطة والبرامج الخاصة بدعم المجتمع العلمي العراقي للمشاركة في إعادة إعمار بلاده. وتدير المؤسسة مشروع منحة عبد اللطيف جميل لدعم الباحثين والمبدعين العرب، علاوة على تنظيم التجمعات العلمية الخاصة بالبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في الدول العربي، والتي يشارك فيها 1500 عالم وباحث في المتوسط، كما تنظيم ملتقيات الاستثمار في التكنولوجيا التي تجمع كل من الباحثين والمخترعين وممثلي رأس المال من الشركات، وأطلقت المؤسسة منذ أيام أول وكالة أخبار علمية عربية على الإنترنت، كما أنها تنفذ مشروعا كبيرا لنقل التكنولوجيا من الأكاديميات العربية إلى القطاعات الصناعية والاستثمارية، وتنظم كذلك عدد من المسابقات الخاصة بأفضل خطة أعمال تكنولوجية وصنع في الوطن العربي. وتدير المؤسسة عدد من الشبكات العلمية يأتي في منها المهندسين العرب والنانوتكنولوجي والبيوتكنولوجي وبالطبع رابطة الإعلاميين العلميين العرب والالكترونيات العربية. وفي فاس بالمغرب أعلنت المؤسسة عن شبكة جديدة للطاقة الجديدة والمتجددة. هذا وتعمل المؤسسة مشروع المرصد العربي للعلوم والتكنولوجيا والإبداع، ومشروع إنشاء صندوق رأس المال المخاطر للإستثمار في التكنولوجيا. ويستفيد من برامج وأنشطة المؤسسة كل الباحثين والعلماء العرب داخل وخارج الوطن العربي. أوضح النجار أن هذا التقرير ترعاه مؤسسة الفكر العربي بالتعاون مع المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ومركز دراسات الخليج، ونحن في المؤسسة العربية كمؤسسة دافعها العلم والتنمية العلمية والإبداع، تعمل على وزيادة معدل براءات الاختراع المقدمة لمنتجات تشمل سلع وخدمات بأسعار وجودة تنافسية، ويعمل على نشرها إعلام علمي متميز يرمي إلى مد جسور الثقة بين العلماء والقطاعات الاقتصادية والمجتمعية وصانعي القرار. موضحا أننا في حاجة إلى التعامل مع الاحصائيات بشكل أكثر انفتاحا في الدول العربية، وتغيير صورة التعامل معها على أنها بمثابة أسرار. لذا فنحن ندعو في المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا إلى تكوين مراصد علمية لتوفير البيانات والمعلومات الدقيقة التي تساهم في جعل الخطط التي نصيغها على مختلف المستويات صحيحة ودقيقة. أكد رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا أنه من المهم العمل على "تثبيت واقعنا" الثقافي والعلمي، بمعني الحفاظ على هويتنا العربية، حتي لا نبقي تائهين وضالين خلف الغرب. ولن يمكننا تغيير واقعنا العلمي والثقافي، ما لم نصل إلى المزايا النسبية الحقيقية التي نتمتع بها، ونعمل على تطوير واقعنا وفق هذه المزايا. مؤكدا أن مؤسسة الفكر العربي هي مؤسسة الأمة العربية، والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا هي مؤسسة كل العرب وتعمل على تحقيق التنمية المستدامة في مجتمعنا العربي عبر توظيف العلوم والتكنولوجيا لتلبية الاحتياجات الاقتصادية والمجتمعية، ومركز دراسات الخليج فمعروف عنه دوره المعرفي والعلمي البناء. من هنا تبرز أهمية تحقيق التكامل والتفاعل بين الوسائل والأدوات والرؤى، وبناء الجسور بين هذه المقومات، بما فيها الإنسان والمجتمع العربي، لإحداث التغيير الإيجابي، عبر التقارب بين هذه المؤسسات الرائدة للمفكرين والعلماء والتكنولوجيين العرب. ملامح التقريرهذا في سياق متصل بالنسبة لملامح تقرير التنمية الثقافية الأول، فقد رصد التقرير على المستوى الإعلامي تطور نمو بني المؤسسات الصحفية، حيث بلغ عددها الإجمالي للصحف اليومية في الدول العربية عام 2006 حوالي 267 صحيفة، ووصل عدد الصحف الأسبوعية إلى 507 صحف، وبلغ عدد القنوات الفضائية العربية 482 قناة، مضافا إليها قنوات التليفزيون المشفرة. بالإضافة إلى نمو معدلات أجهزة توفير خدمة الإنترنت، وارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي من 700 ألف عام 1998 ليصل إلى 1.5 مليون مستخدم عام 1999 بزيادة 104%، علاوة على الزيادة الكبيرة في عدد المواقع العربية المسجلة على الإنترنت، بنسبة بلغت 353% خلال الفترة من 2001 – 2007. هذا ورصد تقرير التنمية الثقافية للإبداع العربي عام 2007، انفتاح العواصم العربية على بعضها، بحيث أصبحت الثقافة العربية وقفا على العلاقة بين هذه العواصم، ولم تعد أية مدينة أو عاصمة عربية قادرة على التخلي عن المدن أو العواصم الأخرى. ووصف عام 2007 بأنه عام الإبداع بامتياز، الإبداع الشعري والروائي إضافة إلى الإبداع الدرامي والمسرحي والسينمائي والموسيقي والغنائي.مؤشرات موضوعيةأما عن المؤشرات السلبية التي رصدها التقرير في الملفات المختلفة التي تناولها، فقد أشار التقرير إلى أنه في ملف التعليم نجد أن متوسط معدل التحاق الصافي في التعليم ما قبل الإبتدائي في الدول العربية يبلغ 22%، وفي المرحلة الإبتدائية فيبلغ 84% وفي المرحلة الثانوية 68%، وهي معدلات تقل كثيرا عن مثيلاتها في الدول الغربية حيث تبلغ نسبة الالتحاق في مرحلة ما قبل الإبتدائي 85% في اليابان و74% في ماليزيا، ولمرحلة التعليم الإبتدائي 100% في اليابان و99% في كوريا الجنوبية و95% في ماليزيا وإيران، وللتعليم الثانوي 90% في اليابان وكوريا و75% في ماليزيا وإيران وتركيا. كما أشار التقرير إلى ضعف جودة التعليم في الدول العربية بسبب الكثافة الطلابية في الفصول، وضعف الموارد المتاحة (مباني، وتسهيلات علمية، ومكتبات ودوريات وكتب)، وتردي أوضاع الهيئات التدريسية، وافتقار البحث العلمي للتواصل مع احتياجات المجتمعات والاقتصاديات العربية بسبب غياب التخطيط الصحيح، وانفصال البرامج الدراسية عن احتياجات سوق العمل. أوضح التقرير سلبيات الملف الإعلامي في أن نصيب الفرد العربي يقل في الصحف داخل أغلب الدول العربية، فضلا عن قصور في الصحف المتخصصة. كما أن الكثير من القنوات الفضائية تجاهلت أهمية التركيز على إيجابيات الإعلام المتخصص، وركزت على الترفية والتواصل كدافع أول للمواطن العربي للتعامل مع هذه القنوات والإنترنت، ويأتي دافع الحصول على المعلومة في مرتبة متأخرة. أشار تقرير التنمية الثقافية الأول إلى أن الكتب المنشورة، بالنسبة لحركة التأليف والنشر، في الدول العربية لا تمثل سوى 15% من إجمالي الكتب التي نشرت في العالم العربي عام 2007، والتي بلغت 27 ألفا و809 كتب، بينما تصل نسبة الكتب المنشورة في الأدب والأديان والإنسانيات إلى 65% من هذه النسبة الإجمالية السابقة. ويصدر كتاب لكل 12 ألف مواطن عربي، بينما هناك كتاب لكل 500 إنجليزي، وكتاب لكل 900 ألماني، أى أن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4% من معدل القراءة في إنجلترا!! وعن موضوع الصناعات الثقافية في العالم العربي، فقد أشار التقرير إلى عدم توفر احصائيات دقيقة، وهي مشكلة قابلت الباحثين في الكثير من أجزاء التقرير. وفي هذه القضية، وجد أن ما بين 5% - 10% من قيمة المنتجات في العالم تشكلها الصناعات الثقافية. وذكر التقرير على سبيل المثال أن العالم العربي لا يصنع أكثر من 35% - 40% من حاجته لمادة الورق بأنواعه، ويستورد 65% تقريبا في واحدة من الصناعات الثقافية المهمة المرتبطة بالأمن القومي، في الوقت الذي يضيق فيه السودان بالمواد الخام التي يصنع منها الورق، بل ويدفع مبالغ للتخلص منها بوصفها نفايات أو مخلفات!! وحول قضية الحصاد الثقافي، فقد تطريق التقرير إلى رصد الإشكاليات المعيقة لمسيرة التنمية الثقافية، ومنها إشكالية الثقافة العربية الأم والثقافات الفرعية، والتراث والعصر، وأزمة الهوية الثقافية، وتحديات الإعلام، وأزمة القراءة والتواصل، والترجمة، ودور المال في دعم الإبداع العربي، الفكر القومي وأزمته، والثقافة العربية المتوسطية، وثقافة المنفى أو المهجر. ومن أبرز التوصيات التي توصل إليها التقرير في هذه القضية طرح تساؤلا حول كيف نذهب بالتنوع الثقافي في العالم العربي والمجتمعات العربية إلى مستوى القيمة
المضافة بدل من أن يكون قيمة سالبة؟ وكيف نحوله من مصدر محتمل للأزمات، ليصبح مصدرا أكيدا للإبداع الثقافي والتماسك الإجتماعي؟ الخلاصة تقرير التنمية الثقافية الأول الذي أصدرته مؤسسة الفكر العربي بالتعاون مع المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ومركز دراسات الخليج، محاولة وجهد عربي يدعو للفخر على طريق إنتاج المعرفة العربية، نتمني له في العام القادم مزيد من التطوير، على أن يشمل رصد حركة التنمية الثقافية الإبداع الأدبي بجانب الإبتكار العلمي والتكنولوجي، على اعتبار أن كل منهما يكمل الآخر، ويعبر عن التنمية الفكرية وثمار إنجازات العقل العربي. التقرير أول خطوة على طريق إنتاج المعرفة العربية ويرصد بموضوعية إيجابيات وسلبيات واقعنا الثقافي------------------------------------------------------------------- أطلق عصر أمس الأول الخميس الموافق 13 نوفمبر الجاري، بالعاصمة المصرية القاهرة، تقرير التنمية الثقافية الأول، الذي أصدرته مؤسسة الفكر العربي بالتعاون مع المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ومركز دراسات الخليج. وبهذه المناسبة عقد مؤتمر صحفي لإطلاق التقرير على هامش مؤتمر "فكر 7" حول "التنمية الثقافية" خلال الفترة من 13 – 17 نوفمبر 2008. في هذا السياق، قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، مؤسس ورئيس مؤسسة الفكر العربي أن هذا التقرير يعد أول تقرير يصدر في المنطقة العربية، وبشكل سنوي، عن مؤسسة أهلية عربية وبتمويل عربي، لرصد واقع التنمية الثقافية في 22 دولة عربية. مشيرا إلى أن التقرير يغطي 5 ملفات أساسية هي: التعليم (تنوع مؤسسات التعليم العالي، الفرص الدراسية، أزمة جودة التعليم والإنسانيات العلوم الإجتماعية في صلب التنمية، المرأة في التعليم العالي، وآفاق التطوير)، والإعلام (بتجلياته المقروءة والمرئية والرقمية)، وحركة التأليف والنشر، والإبداع (بتجلياته في الأدب، والسينما، والمسرح، والموسيقى، والغناء)، بالإضافة إلي جزء خاص عن الحصاد الثقافي السنوي في العالم العربي خلال عام 2007. وقدم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بين عبد العزيز كل الشكر والتقدير إلى فخامة الرئيس محمد حسني مبارك، رئيس جمهورية مصر العربية على رعاية هذا المؤتمر السابع للفكر العربي. موضحا أن القاهرة كذلك شهدت نشأة مؤسسة الفكر عام 2001. وأضاف سمو الأمير خالد الفيصل أن حركة التأليف والنشر تم فيها إعداد قائمة بيانات بإجمالي ما نشر من كتب في العالم العربي خلال عام 2007، وبلغ الرقم نحو 27 ألفا و809 كتب. وتضمن التقرير تحليلا لمضمون هذه الكتب، ونسبة ما نشر في مجالات المعرفة المختلفة. واشترك حوالي 40 باحثا ومتخصصا في إعداده من مختلف الدول العربية. هذا وقد اهتم التقرير بإفساح المجال للانتقال من مرحلة الوصف والتشخيص إلى مرحلة النقد والاستشراف بوصفها الركيزة الأساسية لأى نهوض عربي مستقبلي. أكد سمو الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أن التقدير اتسم بدرجة عالية من الموضوعية والحياد، ليرصد كل من المؤشرات السلبية والإيجابية الخاصة بكل المحاور، ومنها واقع التعليم العالي والبحث العلمي، حيث ارتفع عدد الطلبة من 895 ألف طالب عام 1975، ليصل إلى 7 ملايين و164 ألفا عام 2006، بزيادة نسبتها 800%. وارتفع عدد الجامعات العربية من 230 جامعة عام 2003، ليصل إلى 395 جامعة عام 2008، وارتفعت نسبة الإناث في التعليم العالي من 28.4% من مجموع الطلاب المسجلين لتصل إلى 47.8% عام 2006، وارتفعت نسبة مشاركة المرأة في التعليم الجامعي من 13%-18% من إجمالي هيئات التدريس عام 1975 لتصل إلى 28% عام 2006 بزيادة نسبتها 56%. من جانبه، قال الفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصري أن هذا التقرير يجعلنا جميعنا كعرب نشعر بالفخر والامتنان لهذا الجهد العظيم. مؤكدا ترحيب القاهرة ودعم الرئيس مبارك لجهود مؤسسة الفكر العربي البناءة، خاصة وأن تقرير التنمية الثقافية يعد خطوة على طريق إنتاج المعرفة. وساهم في انجاز هذا العمل الضخم علماء عرب من مختلف البلاد العرب. اهتموا بتركيز الضوء على المبدعين والمبتكرين العرب، في مختلف المخالات، خاصة وأن التنمية الثقافية تعني حركة الإنتاج الإبداعي والإبتكاري للمثقفين العرب في مختلف المجالات، وهي حركة كثيفة تعرب عن نهضة جديدة تعيشها الدول العربية، وتستحق الرصد والتسجيل. تكامل الإبداع الأدبي مع الإبتكار العلميفي سياق متصل، قال الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، والجهة المشاركة مع مركز دراسات الخليج لمؤسسة الفكر العربي في إصدار هذا التقرير الثري، أنه من الضروري تحقيق التكامل بين مختلف قطاعات المجتمع العربي فيما يتعلق بالإبداع الأدبي والإبتكار العلمي والتكنولوجي، دون أن نترك أفعال عقلنا الباطن تتحكم فينا، حتى ننجح في صياغة رؤى ونظريات تعبر عن واقعنا للحياة والمستقبل الذي نتمناه. ونحن كمجتمع عربي نحتاج إلى تغيير ثقافي يقودنا إلى المزيد من التطور والإيجابية، فالهدف على سبيل المثال من زيادة حركة النشر والتأليف العلمي التوثيق والتسجيل لتطورنا الإبداعي والإبتكاري، وبراءات الاختراع التي يمكن أن يصل إليها العلماء العرب. موضحا أنه من المهم تناول حركة التطور العلمي والتكنولوجي في الدول العربي بجانب التنمية الثقافية كتنمية فكرية، على اعتبار أن الإنتاج العلمي والتكنولوجي خاصة في صورة براءات الاختراع، إنما هو تعبير عن حركة الإبداع والإبتكار، التي تعد جزءا أصيلا ومكملا لحركة التنمية الثقافية، بمعني إنتاج الإبداع الأدبي. هذا وتعمل المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا على دعم العلماء والمبدعين العرب داخل وخارج الوطن العربي، وتمتلك قاعدة بيانات تضم 13 ألف عالما ومخترعا عربيا. في هذا السياق تدير المؤسسة عددا من الأنشطة والبرامج الخاصة بدعم المجتمع العلمي العراقي للمشاركة في إعادة إعمار بلاده. وتدير المؤسسة مشروع منحة عبد اللطيف جميل لدعم الباحثين والمبدعين العرب، علاوة على تنظيم التجمعات العلمية الخاصة بالبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في الدول العربي، والتي يشارك فيها 1500 عالم وباحث في المتوسط، كما تنظيم ملتقيات الاستثمار في التكنولوجيا التي تجمع كل من الباحثين والمخترعين وممثلي رأس المال من الشركات، وأطلقت المؤسسة منذ أيام أول وكالة أخبار علمية عربية على الإنترنت، كما أنها تنفذ مشروعا كبيرا لنقل التكنولوجيا من الأكاديميات العربية إلى القطاعات الصناعية والاستثمارية، وتنظم كذلك عدد من المسابقات الخاصة بأفضل خطة أعمال تكنولوجية وصنع في الوطن العربي. وتدير المؤسسة عدد من الشبكات العلمية يأتي في منها المهندسين العرب والنانوتكنولوجي والبيوتكنولوجي وبالطبع رابطة الإعلاميين العلميين العرب والالكترونيات العربية. وفي فاس بالمغرب أعلنت المؤسسة عن شبكة جديدة للطاقة الجديدة والمتجددة. هذا وتعمل المؤسسة مشروع المرصد العربي للعلوم والتكنولوجيا والإبداع، ومشروع إنشاء صندوق رأس المال المخاطر للإستثمار في التكنولوجيا. ويستفيد من برامج وأنشطة المؤسسة كل الباحثين والعلماء العرب داخل وخارج الوطن العربي. أوضح النجار أن هذا التقرير ترعاه مؤسسة الفكر العربي بالتعاون مع المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ومركز دراسات الخليج، ونحن في المؤسسة العربية كمؤسسة دافعها العلم والتنمية العلمية والإبداع، تعمل على وزيادة معدل براءات الاختراع المقدمة لمنتجات تشمل سلع وخدمات بأسعار وجودة تنافسية، ويعمل على نشرها إعلام علمي متميز يرمي إلى مد جسور الثقة بين العلماء والقطاعات الاقتصادية والمجتمعية وصانعي القرار. موضحا أننا في حاجة إلى التعامل مع الاحصائيات بشكل أكثر انفتاحا في الدول العربية، وتغيير صورة التعامل معها على أنها بمثابة أسرار. لذا فنحن ندعو في المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا إلى تكوين مراصد علمية لتوفير البيانات والمعلومات الدقيقة التي تساهم في جعل الخطط التي نصيغها على مختلف المستويات صحيحة ودقيقة. أكد رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا أنه من المهم العمل على "تثبيت واقعنا" الثقافي والعلمي، بمعني الحفاظ على هويتنا العربية، حتي لا نبقي تائهين وضالين خلف الغرب. ولن يمكننا تغيير واقعنا العلمي والثقافي، ما لم نصل إلى المزايا النسبية الحقيقية التي نتمتع بها، ونعمل على تطوير واقعنا وفق هذه المزايا. مؤكدا أن مؤسسة الفكر العربي هي مؤسسة الأمة العربية، والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا هي مؤسسة كل العرب وتعمل على تحقيق التنمية المستدامة في مجتمعنا العربي عبر توظيف العلوم والتكنولوجيا لتلبية الاحتياجات الاقتصادية والمجتمعية، ومركز دراسات الخليج فمعروف عنه دوره المعرفي والعلمي البناء. من هنا تبرز أهمية تحقيق التكامل والتفاعل بين الوسائل والأدوات والرؤى، وبناء الجسور بين هذه المقومات، بما فيها الإنسان والمجتمع العربي، لإحداث التغيير الإيجابي، عبر التقارب بين هذه المؤسسات الرائدة للمفكرين والعلماء والتكنولوجيين العرب. ملامح التقريرهذا في سياق متصل بالنسبة لملامح تقرير التنمية الثقافية الأول، فقد رصد التقرير على المستوى الإعلامي تطور نمو بني المؤسسات الصحفية، حيث بلغ عددها الإجمالي للصحف اليومية في الدول العربية عام 2006 حوالي 267 صحيفة، ووصل عدد الصحف الأسبوعية إلى 507 صحف، وبلغ عدد القنوات الفضائية العربية 482 قناة، مضافا إليها قنوات التليفزيون المشفرة. بالإضافة إلى نمو معدلات أجهزة توفير خدمة الإنترنت، وارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي من 700 ألف عام 1998 ليصل إلى 1.5 مليون مستخدم عام 1999 بزيادة 104%، علاوة على الزيادة الكبيرة في عدد المواقع العربية المسجلة على الإنترنت، بنسبة بلغت 353% خلال الفترة من 2001 – 2007. هذا ورصد تقرير التنمية الثقافية للإبداع العربي عام 2007، انفتاح العواصم العربية على بعضها، بحيث أصبحت الثقافة العربية وقفا على العلاقة بين هذه العواصم، ولم تعد أية مدينة أو عاصمة عربية قادرة على التخلي عن المدن أو العواصم الأخرى. ووصف عام 2007 بأنه عام الإبداع بامتياز، الإبداع الشعري والروائي إضافة إلى الإبداع الدرامي والمسرحي والسينمائي والموسيقي والغنائي.مؤشرات موضوعيةأما عن المؤشرات السلبية التي رصدها التقرير في الملفات المختلفة التي تناولها، فقد أشار التقرير إلى أنه في ملف التعليم نجد أن متوسط معدل التحاق الصافي في التعليم ما قبل الإبتدائي في الدول العربية يبلغ 22%، وفي المرحلة الإبتدائية فيبلغ 84% وفي المرحلة الثانوية 68%، وهي معدلات تقل كثيرا عن مثيلاتها في الدول الغربية حيث تبلغ نسبة الالتحاق في مرحلة ما قبل الإبتدائي 85% في اليابان و74% في ماليزيا، ولمرحلة التعليم الإبتدائي 100% في اليابان و99% في كوريا الجنوبية و95% في ماليزيا وإيران، وللتعليم الثانوي 90% في اليابان وكوريا و75% في ماليزيا وإيران وتركيا. كما أشار التقرير إلى ضعف جودة التعليم في الدول العربية بسبب الكثافة الطلابية في الفصول، وضعف الموارد المتاحة (مباني، وتسهيلات علمية، ومكتبات ودوريات وكتب)، وتردي أوضاع الهيئات التدريسية، وافتقار البحث العلمي للتواصل مع احتياجات المجتمعات والاقتصاديات العربية بسبب غياب التخطيط الصحيح، وانفصال البرامج الدراسية عن احتياجات سوق العمل. أوضح التقرير سلبيات الملف الإعلامي في أن نصيب الفرد العربي يقل في الصحف داخل أغلب الدول العربية، فضلا عن قصور في الصحف المتخصصة. كما أن الكثير من القنوات الفضائية تجاهلت أهمية التركيز على إيجابيات الإعلام المتخصص، وركزت على الترفية والتواصل كدافع أول للمواطن العربي للتعامل مع هذه القنوات والإنترنت، ويأتي دافع الحصول على المعلومة في مرتبة متأخرة. أشار تقرير التنمية الثقافية الأول إلى أن الكتب المنشورة، بالنسبة لحركة التأليف والنشر، في الدول العربية لا تمثل سوى 15% من إجمالي الكتب التي نشرت في العالم العربي عام 2007، والتي بلغت 27 ألفا و809 كتب، بينما تصل نسبة الكتب المنشورة في الأدب والأديان والإنسانيات إلى 65% من هذه النسبة الإجمالية السابقة. ويصدر كتاب لكل 12 ألف مواطن عربي، بينما هناك كتاب لكل 500 إنجليزي، وكتاب لكل
900 ألماني، أى أن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4% من معدل القراءة في إنجلترا!! وعن موضوع الصناعات الثقافية في العالم العربي، فقد أشار التقرير إلى عدم توفر احصائيات دقيقة، وهي مشكلة قابلت الباحثين في الكثير من أجزاء التقرير. وفي هذه القضية، وجد أن ما بين 5% - 10% من قيمة المنتجات في العالم تشكلها الصناعات الثقافية. وذكر التقرير على سبيل المثال أن العالم العربي لا يصنع أكثر من 35% - 40% من حاجته لمادة الورق بأنواعه، ويستورد 65% تقريبا في واحدة من الصناعات الثقافية المهمة المرتبطة بالأمن القومي، في الوقت الذي يضيق فيه السودان بالمواد الخام التي يصنع منها الورق، بل ويدفع مبالغ للتخلص منها بوصفها نفايات أو مخلفات!! وحول قضية الحصاد الثقافي، فقد تطريق التقرير إلى رصد الإشكاليات المعيقة لمسيرة التنمية الثقافية، ومنها إشكالية الثقافة العربية الأم والثقافات الفرعية، والتراث والعصر، وأزمة الهوية الثقافية، وتحديات الإعلام، وأزمة القراءة والتواصل، والترجمة، ودور المال في دعم الإبداع العربي، الفكر القومي وأزمته، والثقافة العربية المتوسطية، وثقافة المنفى أو المهجر. ومن أبرز التوصيات التي توصل إليها التقرير في هذه القضية طرح تساؤلا حول كيف نذهب بالتنوع الثقافي في العالم العربي والمجتمعات العربية إلى مستوى القيمة المضافة بدل من أن يكون قيمة سالبة؟ وكيف نحوله من مصدر محتمل للأزمات، ليصبح مصدرا أكيدا للإبداع الثقافي والتماسك الإجتماعي؟ الخلاصة تقرير التنمية الثقافية الأول الذي أصدرته مؤسسة الفكر العربي بالتعاون مع المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ومركز دراسات الخليج، محاولة وجهد عربي يدعو للفخر على طريق إنتاج المعرفة العربية، نتمني له في العام القادم مزيد من التطوير، على أن يشمل رصد حركة التنمية الثقافية الإبداع الأدبي بجانب الإبتكار العلمي والتكنولوجي، على اعتبار أن كل منهما يكمل الآخر، ويعبر عن التنمية الفكرية وثمار إنجازات العقل العربي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.