أصبحت العديد من القاعات السينمائية بمدينة مراكش، تعيش وضعية مزرية، بعدما تحول البعض منها إلى مراحيض ومطرح لرمي الأزبال. وأصبح مصير البعض الآخر مجهولا، خصوصا تلك الموجودة بحي جيليز، المعروف بالحي الأوروبي، كسينما "اللوكس"، التي أغلقت أواسط الثمانينيات، وتحولت إلى فضاء يرتاده المنحرفون والمشردون، وسينما "بلاص"، المجاورة، التي أضحت بوابتها مرحاضا عموميا، يشوه المنظر الجمالي لأحد الأحياء الراقية في مراكش، وهو ما يكشف مدى اهتمام المسؤولين بالمدينة، ومسيري الشأن المحلي بالفن السابع. ويطرح هذا الواقع المزري، الذي أصبحت تعيشه بعض القاعات السينمائية، في وقت تشهد مدينة مراكش خلال هذه الأيام استعدادات مكثفة لاحتضان الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للفيلم، الذي ذاع صيته على المستوى العالمي، وأصبح محج العديد من الممثلين السينمائيين العالميين، إذ من المنتظر أن تنطلق فعالياته الجمعة المقبل. ولم يكن حال المدينة القديمة أفضل من حي جيليز، بعدما تحولت سينما "غزالة" إلى قسارية تضم متاجر ومنازل، في الوقت الذي عمد المسؤولون عن المدينة، إلى إغلاق سينما "الفتح" و"الزهرة"، وإقبار العديد من القاعات السينمائية، فباستثناء الاهتمام الذي تحظى به كل من سينما "الريف" و"السعادة" و"كوليزي"، لاستفادتها من تقديم العروض السينمائية المبرمجة على هامش المهرجان الدولي للفيلم في إطار تقريبه من الجمهور المراكشي، فإن الوضعية المزرية التي تعيشها قاعتا "إيدن" بحي القنارية، و"موريطانيا" بحي القصبة، القريبتان من الشاشة الكبرى، التي يجري نصبها بساحة جامع الفنا بمناسبة المهرجان، يطرح أكثر من علامة استفهام حول مستقبل السينما بمراكش.وحسب بعض المهتمين بالشأن السينمائي، شهدت القاعات السينمائية خلال السنوات الأخيرة عزوفا جماهيريا، وأرجعوا سبب هذا العزوف إلى القنوات الفضائية التي غزت المنازل، واقتصار مرتادي القاعات السينمائية على الأقراص المدمجة، ما أدى إلى تقلص القاعات السينمائية وانقراضها.ويمكن القول إن ارتفاع سعر العقار بمدينة مراكش، فتح شهية بعض أرباب تلك القاعات السينمائية لتحويلها إلى عمارات من أجل الحصول على أرباح مادية كبيرة، كما هو الشأن لسينما "ريجان" الواقعة بشارع محمد الخامس بحي جيليز، التي جرى هدمها لتتحول إلى فضاء فارغ يعج بالأتربة، في الوقت الذي يتحدث البعض عن رغبة صاحب البقعة في بناء عمارة، إلا أن المركز السينمائي يشترط إعادة بناء قاعة سينمائية. ارتفاع سعر العقار يغري أصحاب القاعات السينمائية (السفيني)