على الرغم من أن موعد انعقاد المؤتمرين القوميين للحزبين الجمهوري والديمقراطي ما زال بعيدا عدة أشهر، إلا أن الاستعدادات جارية منذ الآن لجعلهما وديين من الناحية البيئية.وعندما يتوافد عشرات الآلاف من الأشخاص إلى مدينة دنفر لحضور المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي من 25 إلى 29 غشت القادم،وفي سانت بول بولاية منيسوتا لحضور المؤتمر القومي للحزب الجمهوري من 1 – 4 شتنبر،سيشتركون في أكثر المؤتمرات المواتية للبيئة في تاريخ الولاياتالمتحدة.تقول لجنة المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي إنها تأمل نتيجة بناء مكاتب ذات فعالية من حيث الطاقة،وتسيير وسائل نقل ذات فعالية من حيث الوقود والتشجيع على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون،أن تخفض إلى الحد الأدنى أية تأثيرات بيئية سلبية للمؤتمر بينما تظهر المنافع الاقتصادية والمجتمعية لما يسمى "بالطابع الأخضر."وتعمل لجنة المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي مع مقدمي الخدمات للتقليل من النفايات. وسيستعمل مركز بيبسي،وهو الملعب الذي سيعقد فيه المؤتمر،أكبر كمية ممكنة من الإضاءة المولدة بالطاقة الشمسية.وستعمل مولدات الطاقة ب 20 بالمائة على الأقل من البيوديزل.وسيساعد الفريق الأخضر التابع للجنة المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي،والتي تتألف من مئات المتطوعين،على إعادة تدوير وتخمير مواد مستعملة أثناء انعقاد المؤتمر.وستكون الحافلات"الأوتوبيسات" المستعملة لنقل آلاف السياسيين،والمتطوعين،والوفود والصحفيين من وإلى القاعة إما سيارات محسنة تستخدم عنصرين جديدين أو أكثر أو سيارات تعمل بالبيوديزل أو وقود بديل.ولتشجيع آلاف المندوبين الذين يحضرون المؤتمر على تبني ممارسات ودية بيئيا،أطلقت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي،ما يسمى "تحدي الوفود الأخضر".ويدعو التحدي المندوبين إلى التعويض عن طبعات أقدامهم من الكربون الناجم عن السفر إلى المؤتمر.ويمكّن التعويض عن الكربون أولئك الذين يساهمون في انبعاثات غاز الدفيئة باستعمالهم الطائرات كوسائل نقل مثلا،من المساهمة في قضية تساعد على تخفيض انبعاثات غاز الدفيئة.وسيحصل الوفد الذي تكون لدية أكبر نسبة من المندوبين ويعوض عن طبعات أقدامه الكربونية على اعتراف وجائزة ستجري تسميتها في المؤتمر.وقالت بيلوسي في بيان صحفي وزع في 7 أبريل الجاري "إن المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي سنة 2008،هو عن المستقبل – مستقبل بلدنا ومستقبل كوكبنا.وهذا هو السبب في أننا نضمن بأن هذا المؤتمر سيكون أعظم،وأنجح مؤتمر سياسي في التاريخ".ويجري العمل الآن في سانت بول،حيث أنشأ أعضاء لجنة المؤتمر القومي للحزب الجمهوري مكتبا ذا طابع ودي للبيئة.فالمكاتب المصممة بحيث تولد أقل قدر ممكن من النفايات مليئة بالأثاث وأدوات المكاتب المعاد تدويرها.ونظام ضبط الحرارة في المكاتب يقفل كل يوم عند الساعة الخامسة مساء لكي لا تذهب الطاقة هباء خارج ساعات الدوام.ويحاول الموظفون إكمال أكبر قدر من العمل بواسطة الأنترنت لكي لا يهدروا الورق.إضافة إلى ذلك، ينتظر من الموظفين أن يطبعوا على وجهي الورقة وأن يعيدوا تدوير الورق،والعلب المعدنية والزجاجات.وباستئجار الموظفين أماكن قرب مكاتبهم،يستطيعون أن يسيروا مشيا على أقدامهم إلى العمل.وتعمل لجنة المؤتمر القومي للحزب الجمهوري أيضا مع مقدمي الخدمات في مركز أكسيل للطاقة حيث سيعقد المؤتمر،لضمان أن يكون المؤتمر فعالا من حيث الطاقة.ووفقا للجنة المؤتمر القومي للحزب الجمهوري،فإن "مؤتمرا أكثر مواتاة للبيئة سيستعمل موارد أقل ويترك قدرا أقل من طبعات الأقدام، ويبين مينيابوليس وسانت بول كزعيمتين في المحافظة على البيئة والتنمية المتواصلة؛ويبرز التزام الحزب الجمهوري برعاية مسؤولة للبيئة".والمرشحون للرئاسة شأنهم شأن حزبيهما،يدعمون الممارسات الخضراء.ولكل مرشح خططه من حيث كيف سينمي أو تنمي صناعات ذات فعالية من ناحية الطاقة لتحسين البيئة ومساعدة الإقتصاد الأميركي.تقول الساعية لكسب ترشيح الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون،إن لديها"خطة جريئة وشاملة " تخفض من استهلاك الكهرباء بنسبة 20 بالمائة في سنة 2020، وترفع المعيار الفدرالي لفعالية استهلاك الوقود بالنسبة إلى السيارات،إلى 23 كيلومترا للتر الواحد (55 ميلا للغالون) بحلول سنة 2030.أما الساعي الآخر لكسب ترشيح الحزب الديمقراطي باراك أوباما فيقول إن خطته سوف تستثمر مبلغ 150 بليون دولار خلال 10 سنوات للدفع قدما بالوقود الإحيائي والترويج للطاقة المتجددة.وهو يؤيد أيضا زيادة المعيار الفدرالي لفعالية الوقود.ويقول مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين،وهو مدافع رئيسي عن اقتراح في مجلس الشيوخ يقضي بتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المحتملة بنسبة 65 بالمائة في سنة 2050،إنه سيخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون باستخدام قوى السوق لنقل تكنولوجيات متقدمة كالطاقة النووية إلى السوق بصورة أسرع.