تعبئة وطنية شاملة وتجاوب كبير بين القيادة والقواعد من أجل إنجاح المؤتمر تجندت كل الطاقات مهنية كانت أو نضالية في سباق مع الزمن لضبط آخر الترتيبات ووضع اللمسات الأخيرة على مختلف الجوانب التنظيمية والتقنية واللوجيستيكية ساعات قليلة قبل موعد افتتاح المؤتمر الوطني الثامن الذي ينعقد ابتداء من يوم غد الجمعة. ووصلت التحضيرات لعقد المؤتمر الوطني الثامن لحزب التقدم والاشتراكية مراحلها النهائية، حيث تنكب اللجن المكلفة بالتنظيم بوضع آخر اللمسات على هذا العرس النضالي الكبير الذي تنطلق أشغاله ابتداء من الساعة الرابعة من بعد زوال يوم الجمعة بمركب مولاي رشيد للشباب ببوزيقة. وتحول المقر المركزي للحزب، الذي يحتضن اجتماعات متتالية سواء للديوان السياسي أو لمختلف فرق العمل، ومقر انعقاد المؤتمر، حيث توضع التجهيزات لتهيئة مختلف الفضاءات، إلى خلايا دؤوبة تسهر على ضبط آخر الترتيبات قبل موعد الافتتاح الرسمي للمؤتمر. وتتوقع مصادر أن تصل التكلفة الإجمالية للمؤتمر إلى ما يناهز 4 ملايين درهم، اضطر الحزب إلى الاعتماد على مشاركات مناضلاته ومناضليه من أجل تغطية جزء كبير منها، بالإضافة إلى أريحية بعض أصدقائه والمتعاطفين معه للمساهمة المادية فيه. وتشتغل اللجن المكلفة بالتحضير كأنها خلايا نحل تعمل دون كلل ولا ملل لتكون في الموعد، تتتبع التفاصيل الدقيقة لتوفير كل المستلزمات الضرورية لإنجاح هذه المحطة الحاسمة في تاريخ الحزب الذي يمتد على مدى أزيد من ستة عقود من الكفاح والنضال من أجل القضايا العادلة للشعب والبلاد. محطة يراد لها أن يكون عنوانها الأبرز "جيل جديد من الإصلاحات لمغرب الديمقراطية" لاستكمال مسيرة تحقيق المكتسبات. هذه الخلايا التي لا تترك أي شيء للصدفة ولا تستهين بأي مسألة ولو كانت بسيطة، ولا يوجد في قاموسها شيء اسمه " القضايا الجانبية". وإلى حدود منتصف زوال يوم أمس الأربعاء، انكب الديوان السياسي للحزب على تدقيق البرنامج العام للمؤتمر والمصادقة عليه.. وبقدر انشغاله بالتحضير والاستعداد الجيد للمؤتمر الوطني الثامن، يضع الديوان السياسي نصب أعينه مسألة إنجاح المؤتمر فوق كل اعتبار، من خلال إصدار ميثاق أخلافي إلى المؤتمرات والمؤتمرين يدعوهم إلى الالتزام التام بالمساهمة الفعالة في أشغال المؤتمر، والإسهام في طرح الرهانات المستقبلية والقضايا المصيرية بالجدية المعهودة في المناضلين. وبالتالي المشاركة النضالية في إنجاح المؤتمر. وتوقعت مصادر من اللجنة التحضيرية أن يرتفع عدد المؤتمرين ومندوبي مختلف فروع الحزب، نتيجة الرغبة الكبيرة الأكيدة لدى المناضلات والمناضلين في حضور المؤتمر، باعتباره عرسا نضاليا يثير الرغبة لديهم. ورغم توقع ارتفاع عدد المؤتمرين إلا أن ذلك لن يكون له أي تأثير يذكر، حسب مصادر مقربة من المنظمين، سواء على مستوى الإعداد اللوجيستيكي أو المادي للمؤتمر. وأنهت كل الفروع الإقليمية والمحلية مؤتمراتها وانتخاب مندوبيها إلى المؤتمر، بالموازاة مع ذلك وضعت تقريبا كل القطاعات السوسيو مهنية والتنظيمات الموازية لوائح مؤتمريها. وتلقى الحزب إلى حدود يوم أمس الأربعاء تأكيد حضور ما يقرب من 30 وفدا من الأحزاب الصديقة والشقيقة والتنظيمات الأجنبية، وانتهت الترتيبات الضرورية لاستقبالهم وإيوائهم. هذا فضلا عن زعماء الأحزاب السياسية المغربية، وعدد من الشخصيات الوطنية وممثلي النقابات والجمعيات الوطنية والمجتمع المدني. مصدر آخر أكد أن الترتيبات النهائية جارية على قدم وساق ليكون الكل في الموعد، وتهييء كل الشروط التنظيمية واللوجيستيكية لاستقبال المؤتمرين، الذين يتأهبون للقدوم لحضور المؤتمر في أحسن الظروف. مضيفا بأن الجميع منهمك لإنجاز المهام المنوطة به، في إطار من المسؤولية والتفاني والانضباط المعروف على كل الرفاق والرفيقات لإنجاح عرسهم النضالي في أحسن الأجواء. وأكد نفس المصدر أن اجتماعا سيعقد يومه الخميس صباحا بين المكلفين بالتحضير والتنظيم وكتاب الفروع الإقليمية والمنسقين الجهويين، سينكب على تذليل الصعوبات التي قد تطفو على السطح بمناسبة استقبال وإيواء المندوبين للتغلب عليها وتيسير مأمورية مختلف اللجن المختصة. وعلى الخصوص التغلب على الاكتظاظ بأماكن الإيواء. على اعتبار أن مراكز الإيواء تتوزع، بالنسبة للمؤتمرين، مع استثناء المؤتمرات من هذا الإجراء اللواتي سيقمن بمركب مولاي رشيد للشباب، ما بين مركز انعقاد المؤتمر وخارجه. ورحب محدثنا بشأن توافق بين مسؤولي الفروع للتوصل إلى اتفاق بينهم. وأهاب بالمسؤولين الإقليميين للحزب والمنسقين الجهويين بالعمل على تسهيل ولوج مؤتمريهم لأماكن التغذية خلال أيام المؤتمر، للتغلب على الصعوبات التي تنشأ في تلك الأوقات. وكما عودنا حزب التقدم والاشتراكية على ذلك، تعاقد مع وكالة خاصة عهد لها بكل ما يتعلق بالتدبير اللوجيستيكي والتقني والتواصلي، الذي يكاد يوشك على الانتهاء بمهنية عالية وانضباط منقطع النظير في التنفيذ. وسيضع الحزب رهن ممثلي وسائل الإعلام المكلفين بتغطية المؤتمر وسائل نقل تربط ما بين الرباط والدار البيضاء ومقر انعقاد المؤتمر لتيسير القيام بمهامهم في ظروف حسنة. بلاغ إخباري للديوان السياسي تنطلق فعاليات المؤتمر الوطني الثامن لحزب التقدم والاشتراكية، يوم الجمعة 28 ماي 2010 ببوزنيقة على الساعة الرابعة مساءً بجلسة افتتاحية يحضرها ما يناهز 2000 مؤتمرة ومؤتمر، والعديد من الضيوف والشخصيات ممثلة لفعاليات سياسية ونقابية ومدنية وثقافية، وطنية وأجنبية، و ستتميز على الخصوص بالخطاب الافتتاحي للمؤتمر الذي سيتقدم به الأمين العام للحزب الأستاذ اسماعيل العلوي، باسم اللجنة المركزية. وستعكف لجان المؤتمر الوطني الثامن الذي سينعقد تحت شعار : "جيل جديد من الإصلاحات لمغرب الديمقراطية"، على دراسة مشاريع وثائق المؤتمر من وثيقة سياسية، والبرنامج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، والقانون الأساسي للحزب بالإضافة إلى لجنة الانتداب والترشيحات، إضافةً إلى جلسات عامة تخصص لمناقشة قضايا سياسية وتنظيمية وفكرية مختلفة.