السيد الباشا:حضرت إلى مكتبك يوم 03 / 03 / 2008 لأبلغك بخطر محدق ببناتنا التلميذات حيث أطلعتك على الاعتداءات التي يتعرضن لها بعد خروجهن من المؤسسة، وأطلعتك على شكاية تلميذة تشكو تحرش وتهديد بائع متجول مرابط قرب الثانوية، فقلبت علينا بظهر المجن، وأعلنت رفضك التدخل تحت ذريعة أنني رفضت ما أسميته بالتعاون من جهتي والقاضي بتقديم جميع المعلومات المتعلقة بإضراب الشغيلة التعليمية بالمؤسسة التي أتشرف بتحمل مسؤولية إدارتها. بل وتجاوزت حدود إدارتك لتعلن أنك لن تقدم للمؤسسة أية مساعدة حتى ما تعلق منها بشاحنة البلدية لنقل تجهيزاتها، واعتبرت أنني لم أعد مناضلا منذ كلفت بمهمة إدارية.يبدو أنك لا زلت لم تستوعب بعد طبيعة الحركة المجتمعية التي يعرفها المغرب والعالم، أو بالأحرى إنك ترفض الاعتراف بهذه الحركية والتمسك بطبيعة ممارسة بائدة وعقلية السلطة بمفهومها المخزني الذي يؤمن بأن الحل والعقد بيد وزارة كان وزرها على البلاد والعباد وبالا.السيد الباشا :إن أية مساعدة تقدم للمؤسسة هي في صالح أبناء المنطقة وليس لشخص المدير، وإن أي امتياز قد يقدم مقابل إفشاء لأسرار الإدارة مرفوض قانونا وأخلاقا ، فهل تقبل على نفسك إفشاء أسرار إدارتك حتى تفرضها على غيرك؟ وبأي حق تنزع مني صفة النضال لمجرد أنني أصبحت مكلفا بمهمة إدارية؟ فهل الإداري بالضرورة ليس مناضلا؟ وهل لمجرد دخول شخص إلى المؤسسة وتلفظه شفويا بأنه عون سلطة مبعوث من طرف الباشا يعطيه الحق في تسلم معلومات هي في صميم أسرار المؤسسة؟ ثم إن القانون يفرض احترام السلم الإداري فمن له الحق في تقديم هذه المعلومات هي النيابة الإقليمية والأكاديمية والوزارة.أما عن تحرش الغرباء ببناتنا فإن رفضكم التدخل أدى إلى تمادي البائع المتجول في سلوكه، وهو ما دفع الجميع إلى التساؤل عن الجهة التي تحميه وما هي طبيعة الخدمة التي يؤديها لهذه الجهات؟إن تهربكم من تحمل المسؤولية الأمنية للمؤسسة أدى إلى اختطاف تلميذة وهي في طريقها إلى بيتها بعد خروجها من المؤسسة وتعرضها لأنواع التعذيب والتنكيل بجسدها ولمدة ليلة كاملة ومحاولة الاغتصاب.فهل ترضى أن تتعرض ابنتك لمثل هذا الاعتداء؟ وهل ترضى أن تتعرض المدرسة العمومية لهجومات المتشردين والمكبوتين لمجرد خلاف مع رئيس إدارتها؟ وهل يستحق منك قطاع اعتبر هو القضية الوطنية الثانية في ترتيب أولويات الدولة وأنت ممثل هذه الدولة في هذه البلدة كل هذا العداء؟ السيد الباشا:نحن نعلم ومنذ زمان موقفكم من هذه المؤسسة وليست هذه أول مرة يصدر فيها سلوك منكم يؤكد أنكم على الضفة الأخرى من قضية التعليم وغيرها من القضايا. إنما نحب أن نعلمكم أن للمؤسسة ربا يحميها هم كل الغيورين عليها من تلاميذ وأطر وآباء. *- محمد الصديقي مدير ثانوية القدس التأهيلية بالشماعية.