هل يستحق اللاعب المصري أبو تريكة العزل ومعاقبته بعدم إتمام بطولة الكأس الإفريقية لكرة القدم لأنه أقدم على خلع لباسه الرياضي لتظهر عبارة مكتوبة باللغة العربية الفصحى تقول بأنه يساند ويدعم سكان غزة المحاصرين من طرف الهمجية الصهيونية ؟ وهل يستحق هذا اللاعب الذي أبان على وطنية وقومية واضحة في رقعة الملعب دون أن يكون من وراء ما أقدم عليه أي دعم سياسي لأي طرف في الساحة الفلسطينية ؟ وهل مساندة شعب محاصر في محنته والإعلان عليها وعنها في مباراة لكرة القدم يعتبر جريمة في قانون الكرة المستديرة ؟ قد يكون الجواب نعم ، ولكن من باب الإنسانية لا نرى فيه أي عمل يقترب أو يحاكي السياسة وما يأتي منها ، ولذلك فمعاقبة اللاعب المصري الكبير أبو تريكة تعتبر معاقبة فارغة من قيمتها الإنسانية التي يمكن استحضارها في مثل هذه الأمور . إن أبو تريكة لم يكن يريد من خلال مساندته ومطالبته برفع الحصار عن غزة أي منفعة سياسية تذكر فهو كما يعرف الجميع أن لاعب كرة ورياضي لا يهدف إلى تحقيق أي هدف سياسي اللهم إذا كان الهدف من هذه اللفتة الطيبة منه تكمن في إحساسه الوطني والقومي والإنساني أنه يريد تقديم أي شيء من خلاله يكون قد قدم خدمة لأهله وإخوانه في غزة المحاصرةى والصامدة . ولماذا يا ترى لا نرى أو نسمع أي تنديد من الجامعة الإفريقية والدولية لكرة القدم ولباقي الرياضات الأخرى لمثل هذه الانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان بحكم أن الرياضة تهدف إلى تربية الإنسان على احترام حقوق الإنسان وأنها – أي الرياضة عموما – لا تدعو إلا إلى توعية الناس وتربيتهم على الذوق الرياضي الذي يحقق الكثير من التواصل بين شعوب العالم من خلال مثل هذه البطولات ؟ أم أن هذه الجامعات والاتحادات الرياضية العالمية لا ترى في نقدها لمثل هذه السياسات والجرائم في حق الشعوب المستضعفة أنه يدخل ضمن اهتماماتها ؟ ولماذا لم يقْدم أي اتحاد أو جامعة رياضية على التنديد بما أقدمت عليه إسرائيل عندما منعت فريقا فلسطينيا من مغادرة البلاد لمقابلة فريق مغربي منذ شهور فقط ؟ . لقد حاول الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وهويهدد بمعاقبة اللاعب المصري أن يجر عليه العديد من الانتقادات والاتهامات التي هو في غنى عنها ، بل إنه ليس في صالحه أن يجر البعض من العرب وخاصة مثقفيهم الذين يعرفون جيدا أنه يمارس بعض السلوكات التي لا تدخل في صميم عمله . وبالتالي فهذه الدعوة وهذا التهديد لا يمكن أن يقود إلى أي شيء يحمد عقباه . نتمنى أن يراجع الاتحاد والمسؤولون عليه قرارهم هذا خدمة لتقدم الكرة والرياضة الجميلة ، كرة القدم التي لها الشعبية الكبيرة في عالم اليوم .... لقد أبان أبو تريكة على موقفه الذي استحسناه كثيرا وأعجبنا به كثيرا لأنه موقف حضاري جدا وموقف كبير منه جعله في مكانة كبيرة ومتقدمة عند أغلب الشعوب العربية وعند الشعب الفلسطيني المحاصر ... بعمله هذا قد جعلنا نفتخر بوجود لاعبين عرب لهم حس الوطنية والقومية والإنسانية خلافا لما هو رائج عنهم بحيث أننا نعرف عنهم بأنهم لا يفكرون إلا في تحقيق الشهرة والمال والوجود في عالم الكرة والمال الكثير ....