ثارت تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك بأن العراق يعيش حربا أهلية وأن ولاء أغلب الشيعة في المنطقة هو "لإيران وليس لدولهم"، انتقادات واسعة من القادة العراقيين ومن عدد من الدول المجاوة.واعتبر رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته إبراهيم الجعفري في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس مجلس النواب عدنان الباجه جي أن تصريحات الرئيس المصري بشأن ولاء شيعة العراق والمنطقة لإيران "طعن في وطنيتهم وحضارتهم". وقال الجعفري إن هذا التصريح "سبب إزعاج شعبنا العراقي من مختلف الخلفيات الدينية والمذهبية والقومية والسياسية وأثار أيضا استغراب واستياء الحكومة العراقية".وأضاف الجعفري أن الحكومة العراقية وجهت بهذا الخصوص وزير خارجيتها هوشيار زيباري لطلب الإيضاح عبر القنوات الدبلوماسية". كما عبر الجعفري عن استغرابه بشأن توصيف المشاكل الأمنية في العراق بأنها حرب أهلية.من جهته، أكد الطالباني أن "التهمة الموجهة ضد إخوتنا الشيعة هي تهمة ظالمة وليس لها أي أساس".أما لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية فقد طالبت الرئيس المصري بالاعتذار والتراجع عن تصريحاته حول ولاء أغلب الشيعة في المنطقة "لإيران وليس لدولهم".وقال الائتلاف في بيان إن "الائتلاف العراقي الموحد وعموم الشيعة في العراق يطالبون الرئيس المصري بالاعتذار والتراجع عن تصريحاته، كما يطالب الحكومة العراقية بأن تسجل رفضها واستنكارها الرسمي لهذه التصريحات اللامسؤولة.ولم تخف إيران بدورها استياءها من تصريحات الرئيس مبارك، وقالت الخارجية الإيرانية إن طهران تستخدم نفوذها في العراق لتامين "استقرار" وأمن المنطقة، ولا تستخدم ذلك التأثير مطلقا للتدخل في الشؤون الداخلية العراقية.وفي لبنان ندد رجلا دين من شيعة لبنان بتصريحات الرئيس مبارك. واعتبر الشيخ محمد يزبك أحد قادة حزب الله الشيعي اللبناني أن "هذا كلام خطير، كلام زور، وهذه فتنة وعصبية ومذهبية تريدها أميركا".كما استغرب الشيخ عفيف النابلسي رئيس هيئة علماء جبل عامل (جنوب لبنان) تصريحات مبارك، مؤكدا أن "الشيعة في المنطقة لهم الفخر أن يوالوا كل بلد يدافع عن الحق وعن شرف الأمتين العربية والإسلامية".من جانبه رفض الشيخ حسن الصفار وهو أحد كبار العلماء الشيعة في السعودية تصريحات الرئيس المصري، معربا عن أمله بأن تكون "هفوة وزلة لسان غير مقصودة". كذلك ندد نواب وقيادات شيعية في الكويت بالتصريحات وطالبوا بالاعتذار عنها.وأمام سيل الانتقادات التي أثارتها تصريحات الرئيس مبارك حاولت الرئاسة المصرية التخفيف من وطأة تلك التصريحات.وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية سليمان عواد إن تلك التصريحات تعكس قلق الرئيس البالغ من استمرار تدهور الوضع الراهن وحرصه على وحدة العراق وشعبه.وأوضح عواد أن ما قصده الرئيس مبارك من تلك التصريحات هو "التعاطف الشيعي مع إيران بالنظر لاستضافتها للعتبات المقدسة".