على اثر الانتخابات التشريعية ليوم 7شتنبر 2007 التي دعت إلى مقاطعتها كل تيارات اليسار الجذري ( النهج، التضامن ،خيدق، النهج القاعدي، المناضل) برزت من جديد الدعوات إلى التنسيق بين قوى اليسار الجذري لإعطاء المقاطعة الشعبية الواسعة، تعبيرا سياسيا منظما. وفي هذا السياق وبعد تحليلها لتداعيات نتائج الانتخابات( فشل المسلسل الديمقراطي ،مأزق إستراتيجية النضال الديمقراطي ،تفكك المعارضة التقليدية،أزمة اليسار الديمقراطي...) بادرت مجموعة التضامن إلى التحرك لتفعيل مبادرات تنسيقية بين تيارات اليسار الجذري، فشاركت في الندوة الوطنية للنهج الديمقراطي حول تقييم نتائج الانتخابات ومهام الديمقراطيين،وراسلت تيار خيدق،ضمن مبادرات أخرى اتجاه باقي التيارات، لبحث سبل التنسيق والتعاون بين قوى اليسار الجذري.وقد تعاطت مجموعة خيدق بشكل ايجابي مع دعوة التضامن للتنسيق، فتم الاتفاق على عقد أول لقاء بين المجموعتين يوم 29 دجنبر 2007 بالدار البيضاء.طبيعة اللقاءرغم الاتفاق على مشروع جدول الأعمال المتضمن في المراسلات بين التضامن وخيدق( الوضع الراهن،المهام، سبل التعاون والتنسيق ) فقد فضل أعضاء لجنة التنسيق الوطني لكل من المجموعتين تركيز جدول أعمال اللقاء الأول حول التعريف بالحركتين، على أساس أن يتم الإعداد والتحضير لنقاش القضايا السياسية بشكل منظم وبمشاركة كل أعضاء لجان تنسيق المجموعتين.وقد قدم أعضاء المجموعتين تقريرا مركزا حول ظروف نشأة وتجربة المجموعتين وبعض العناصر الكبرى لهويتهما السياسية والفكرية. 1- تيار خيدقتنحذر مجموعة خيدق من التجربة القاعدية(فصيل الطلبة القاعديين التقدميين) ومن تجربة تيار الديمقراطيين المستقلين. وعلى اثر الاندماج بين تيار الديمقراطيين المستقلين ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي في حزب اليسار الاشتراكي الموحد، تشكل عشية المؤتمر الاندماجي تيار معارض لشكل ومضمون الاندماج، سيعقد فيما بعد أول لقاء وطني له للاعلان عن تأسيس تيار من اجل "خيار يساري ديمقراطي قاعدي". وقد طرح المؤسسون على عاثقهم مهمة تجميع وتنظيم تيار القاعديين التقدميين على قاعدة مشروع سياسي جذري مختلف عن المشروع السياسي الذي كانت تدعو إليه قيادة تيار الديمقراطيين المستقلين.وهو مشروع لازال في وضع مخاض، بحيث يعتبر التيار نفسه في مرحلة تأسيسية.على مستوى الهوية السياسية والفكرية، يعتبرخيدق نفسه تيارا ماركسيا ومكونا من مكونات اليسار المغربي الجذري. وعلى خلاف "التيار الماركسي اللينيني" يرفض هذا التيار فكرة " النموذج " ويدعو إلى التفاعل المرن مع الاحذاث السياسية الجارية، لتفادي السقوط في الدغمائية وعدم تلاءم الأهداف المعلنة مع قدرة وحجم التيار على الفعل . وهو يعتبر نفسه تيارا لازال قيد التشكل،إذ لم تتضح بعد الاصطفافات والوضوح السياسي داخله.تتوزع مجالات نشاط مناضلي خيدق بين العمل النقابي ( دون تمييز بين المنظمات النقابية) وحقوق الإنسان ( الجمعية المغربية لحقوق الإنسان) و النضال ضد البطالة ( الجمعية الوطنية للمعطلين حاملي الشهادات) والطلبة ( فصيل الطلبة القاعديين التقدميين) و الجمعيات التنموية...ويتواجد مناضلو تيار خيدق في كل الحركات الاحتجاجية والاجتماعية ( تنسيقيات النضال ضد الغلاء، مناهضة العولمة...) 2- تيار التضامنتشكلت مجموعة التضامن من اجل بديل اشتراكي من خلال عملية انصهار بين تجربتين، تجربة نقابية لنقابيين يساريين ( الملتقى النقابي الديمقراطي) وتجربة سياسية لمجموعة ماركسية ثورية منحدرة من تجربة الأممية الرابعة. ويضم هذا التيار في صفوفه مناضلين منحدرين من تجربة الطلبة القاعديين و بالخصوص تجربة فصيل الطلبة القاعديين التقدميين. تلتقي هذه الروافد حول مشروع " بديل اشتراكي تضامني". لا يعتبر المتضامنون باختلاف روافدهم " تيار التضامن " هدفا في حد ذاته، بقدر ما يشكل أداة لتوحيد نشاطهم السياسي والفكري للمساهمة في مشروع أوسع يتمثل في إعادة تشكيل تيار اشتراكي ثوري جديد وأداة لتوحيد فعلهم الجماهيري للمساهمة مع باقي القوى المناضلة في مهمة إعادة بناء الحركة العمالية والاجتماعية. هذا ما جعل تيار التضامن يقف على طرف نقيض من النزعة العقائدية والعصبوية التنظيمية ،متبنيا لنهج وحدوي، ديمقراطي و تعددي لإعادة توحيد قوى اليسار الجذري. وهو لا يعتبر الانتماء لنفس المرجعية التاريخية شرطا كافيا للتعايش والتوحد داخل نفس المنظمة السياسية، وفي نفس الوقت يحترم اختلاف وتعدد المرجعيات التاريخية داخله(تروتسكية ، ماركسية لينينية، نقابية ثورية...). و ما يوحد تيار التضامن هو الاستيعاب الجماعي للتناقضات والفهم الجماعي للمهام والنقاش الديمقراطي للبديل السياسي المنشود.وإذا كان تيار التضامن يعتبر نفسه تيارا امميا، فان مفهومه للأممية ومنظوره للتضامن الاممي لا يختزل في تشكيل وكالة أو ملحقة وطنية لتيار سياسي عالمي.أما مسالة العلاقات التنظيمية بين التضامن وهذا التيار العالمي أو ذاك فهي قبل كل شيء مسالة برنامجية وبالتالي فهي خاضعة للنقاش والحسم الداخلي بين أعضاء التضامن من داخل بنياتهم وهيئاتهم التنظيمية، وليست مسالة تبعية محددة سلفا. وما يسري على مستور عالمي يسري أكثر على مستوى وطني،فتيار التضامن لا يهدف إلى تشكيل منظمة سياسية خاصة به ،كهدف في حد ذاته، فهو لا يستبعد إمكانية الاندماج أو التوحد، متى توفرت شروط ذلك، مع تيارات أخرى لتشكيل قوة سياسية قادرة على التأثير في مجريات الصراع، بل يستبعد فقط أن يكون الاندماج والتوحد مع تيارات أخرى مشروطا بالتنازل عن هويته السياسية وعن حقه في تنظيم صفوف أعضائه بما يتناسب ووضعهم في كل مرحلة. تركز مجموعة التضامن حاليا، نشاطها حول العمل النقابي وراء هدف تشكيل يسار نقابي ديمقراطي. وحول النضال ضد البطالة من اجل توحيد نضال العاطلين في جبهة اجتماعية موحدة ضد العطالة. و حول الدفاع عن حقوق الإنسان من اجل دولة حق وقانون فعلية. وحول النضال ضد العولمة الرأسمالية من اجل التحرر من الهيمنة الامبريالية وقيام استقلال وطني وسيادة شعبية حقيقيين. ويسعى مناضلو التضامن، حسب إمكاناتهم وقدراتهم، إلى التواجد في كل الحركات الاجتماعية والاحتجاجية، مع التركيز على العمل المباشر مع الكادحين لتطوير نشاطهم وبناء تنظيماتهم الذاتية.سبل التنسيق والتعاون بين المجموعتينمن خلال رصد واجهات نشاط مناضلي الحركتين تم تحديد ثلاث واجهات لبحث سبل التعاون والتنسيق1- واجهة النضال النقابي2- واجهة النضال الحقوقي3- واجهة النضال الطلابي والعمل الشبيبيوقد تم الاتفاق على تنظيم نقاش واو راش عمل بين مناضلي نفس القطاع في أفق تنظيم ندوات وطنية مفتوحة حول العمل على هذه الواجهات. وأول محطة لتقريب مناضلي المجموعتين ستكون هي محطة الجامعة الربيعية لمركز الديمقراطية والخدمات العمالية. في شهر ابريل القادم. وهي مناسبة لمناضلي المجموعتين خاصة النقابيين منهم للتداول في إشكالات النضال النقابي وواقع المنظمات النقابية وإمكانيات تنسيق نشاط المناضلين النقابيين.ومن اجل متابعة وتفعيل التنسيق بين المجموعتين تم تشكيل لجنة للمتابعة خاصة بذلك. [email protected]