نتج عن حفل زفاف للمثليين بالمغرب اعتقال السلطات للفرقة الغنائية التي حضرت الحفل وخروج سكان مدينة القصر الكبير الغاضبين إلى الشارع للتظاهر، ولجأ "العريس" إلى مكتب الشرطة لطلب الحماية. وقد يكون هذا الزواج الأول من نوعه في العالم العربي، حيث يعاقب القانون المثلية الجنسية. وأعلن وكيل الملك (النيابة) بالمحكمة الابتدائية بمدينة القصر الكبير أمس الاثنين، عن قراره بتقديم "العريس" ومجموعة من الأشخاص للعدالة بعد حضورهم لحفل الزفاف يومي 18 و19 نوفمبر 2007 بمدينة القصر الكبير المغربية.كان العريس واسمه فؤاد كذلك. حضر حفل الزفاف مجموعة من الأصدقاء والمدعوين من مدن مغربية مختلفة. وانطلق بعد ذلك الحفل الغنائي في إحدى بيوت مدينة القصر الكبير، غير بعيد عن وزانجنوب مدينة طنجة. وقد قام أحد المصورين بتخليد صور الحفل الذي أقيم حسب تقاليد العرس المغربي، وعلى أنغام موسيقى "غناوة" المعروفة في الجنوب المغربي.الاحراق وبعد مرور أيام عن الحفل، خرج سكان الحي الغاضبين وعدد من مناصري التيارات والمنظمات الإسلامية إلى الشارع بعد صلاة الجمعة، رافعين شعارات تطالب بإحراق العريسين. ومن بين الشعارات التي رفعها المتظاهرون "الشواذ ها هو، والمخزن فين هو؟". ولجأ أحد الفؤادين إلى مكتب الشرطة لطلب الحماية بعد تعرضه للضرب من قبل مجموعة من ساكنة القصر الكبير الغاضبين والذين رشقوا مقر سكناه بالحجارة. واعتقلت السلطة بعد ذلك المصور وأعضاء الفرقة الموسيقية التي شاركت في الحفل ولا يعرف حتى الآن مصير فؤاد الثاني. ظاهرة مرضيةفؤاد وفؤاد كما هو شان عدد كبير من المثليين المغاربة متزوجان، ولكن تعدد الزوجات ليس السبب في ردود الفعل الغاضبة. وتعتبر المثلية الجنسية من طرف البعض في المغرب بمثابة ظاهرة مرضية ويعاقب عليها القانون، والمثلي الذي يعلن ذلك جهرا، يمكن أن يعاقب حسب القانون المغربي بعقوبة تتراوح بين 6 أشهر وثلاثة أعوام. طيشولكن رغم ذلك فالمغرب في الآونة الأخيرة يشهد نقاشا مفتوحا حول المثلية الجنسية، فالكاتب عبد الله الطايع، كان من بين الأوائل الذين تحدثوا علنا عن مثليتهم الجنسية. وخصصت مجلة تيل كيل الناطقة بالفرنسية مساحة مهمة للموضوع. ويعرف المغرب في السنوات الأخيرة ظهور مجموعة من جمعيات المثليين والمثليات، وسبق أن انتشر في الشهور الأولى لهذه السنة خبر زواج المثليين بطريقة رمزية خلال موسم سيدي حمدوش قرب مدينة مكناس، ولكن لم يصحب ذلك مظاهرات واعتقالات. واعتبرت العملية مجرد طيش. وقد اشتهرت زاوية سيدي حمدوش بمكناس بأنها مكان يحج إليها المثليون من جميع أنحاء المغرب. ويشعر المثليون خلال الموسم الذي يعرف ازدحاما بأمن نسبي، ولا يخشون اعتقالهم من طرف السلطات.وقد نفى وزير الداخلية المغربي شكيب بنموسى وقتها، خبر زواج المثليين بمدينة مكناس، واعتبرها مجرد إشاعة.يوتيوبيبدو أن زواج الفؤادين كان جديا، ولكن قد يعتبر الأمر أيضا بمثابة استفزاز. ونشر موقع يوتوب الشهير نسختين من فيلم مصور لحفل الزفاف، ولم يعرف من وضع الفيلمين على الموقع. وقد شاهد الشريطين لحد الآن اكثر من 12 ألفا زائر.وتجدر الإشارة إلى اكتشاف الصحف الواسعة الانتشار بالمغرب لموضوع المثلية الجنسية الذي يزيد من عدد مبيعاتها. فقد خصصت جريدة الصباح في عددها ليوم السبت والأحد ملفا في أربع صفحات للمثليات المغربيات مرفقة بالصور، كما حققت صحيفة المساء التي كان لها السبق في الإعلان عن الخبر مبيعات مهمة، فقد بيعت بضعف ثمنها في مدينة القصر الكبير التي شهدت حفل زفاف الفؤادين.