تجري القوات البحرية الاسبانية والمغربية خلال هذه الأيام مناورات عسكرية في مضيق جبل طارق تحت اسم "ميداتكس 2007"، في مؤشر على أن التعاون الأمني والعسكري لم يتأثر بالأزمة السياسية القائمة بين البلدين والتي لم تشهد طريقها بعد إلى الحل.وبدأت المناورات العسكرية البحرية بداية الأسبوع الجاري، ولم تعلن عنها وزارة الدفاع الإسبانية حتى مساء يوم الخميس، في حين التزمت الحكومة المغربية الصمت كعادتها في كل ما يتعلق بالجانب الأمني والعسكري. وتشارك إسبانيا بسفينة حربية متطورة وهي "بيسارو" وطائرات مروحية ووحدات كوماندو في حين يشارك المغرب بسفينة حربية وهي "أحمد صقلي" ومجموعة من وحدات الغواصين ومشاة البحرية. وذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية إن هذه المناورات تهدف إلى تأمين حرية الملاحة في مضيق جبل طارق، الذي يعتبر حيويا للتجارة العالمية والرفع من مستوى التنسيق في وقت الأزمات الأمنية. ويحظي تأمين الملاحة في هذا المضيق الذي يحمل اسم "فاتح الأندلس طارق بن زياد" بأولوية قصوى في أجندة الرباطومدريد والاتحاد الأوروبي وواشنطن، ولهذا فهو يشهد تدريجيا وطوال السنة مناورات بين الحين والآخر، إما ثنائية أو بين دول غرب البحر الأبيض المتوسط أو منظمة شمال الحلف الأطلسي.ولم تتأثر أجندة التعاون العسكري والأمني بين مدريدوالرباط رغم التوتر القائم بينهما نتيجة الأزمة المترتبة عن زيارة ملك إسبانيا خوان كارلوس إلى مدينتي سبتة ومليلية الواقعتين شمال المغرب وتطالب الرباط باستعادتهما. وكانت المناورات العسكرية في الماضي تتأثر بالأزمات السياسية، فالمناورات البحرية نفسها جمدت سنة 2001، عندما اندلعت أزمة في تشرين الأول /أكتوبر من السنة نفسها حول الصحراء الغربية وسحب المغرب سفيره.وفي ظل الأزمة الحالية، وبالتزامن مع زيارة ملك إسبانيا خوان كارلوس يوم الإثنين من الأسبوع الماضي إلى سبتةالمحتلة، كان مدير المخابرات العسكرية المغربي ياسين المنصوري يحل ضيفا علي اسبانيا في اجتماع سري في مدينة بامبلونا، وهذا يعني أن جميع الأنشطة السياسية والأمنية ستبقي مبرمجة وخاصة الأمنية منها لتضرر البلدين من الإرهاب.وأوضح مصدر دبلوماسي مغربي ل "القدس العربي" أن أغلبية الأنشطة التي كانت مبرمجة قبل اندلاع الأزمة ستبقي قائمة وسيتم احترام تنفيذ برنامجها، لكن من الصعب تسطير أجندة للمستقبل القريب بين حكومتي البلدين وعلى مستوى عال خاصة بعدما سحب المغرب سفيره عمر عزيمان من مدريد إلى أجل غير مسمى، وهناك قضايا عاجلة تتطلب التنسيق وهناك قضايا يمكن أن تنتظر.وكان المغرب قد سحب سفيره من مدريد منذ أسبوعين احتجاجا على الزيارة الملكية إلى سبتة ومليلية، ويعني هذا في قاموس الدبلوماسية شبه قطيعة، وتترجم عبر تجميد الأنشطة السياسية بين البلدين أو التقليل من كثافة العلاقات والأنشطة.(الخيمة)