اثأر عرض الفيلم الوثائقي "سلطة بلدي" للمخرجة المصرية نادية كامل في مهرجان الشرق الأوسط الدولي الأول في أبو ظبي جدلا بين الصحافيين وذهب بعضهم إلى حد اتهام المخرجة بالترويج للتطبيع مع إسرائيل وعدم إظهار معاناة الفلسطينيين. ويصور الفيلم وهو إنتاج مصري فرنسي سويسري تفاصيل حقيقية من يوميات عائلة نادية لا سيما والديها الكاتبين سعد وليلى كامل التي اعتنقت الإسلام بعد زواجها. وتقرر العائلة في خضم الاصطفاف الديني الحاد في مصر الحديثة ان تعرف الحفيد الصغير نبيل على تنوع أصول العائلة بعد قرن من الزيجات المختلطة وهو الذي تجري في عروقه دماء مصرية وفلسطينية وايطالية ولبنانية وقوقازية. وتبدأ رحلة العائلة مع نبيل بزيارة إلى ايطاليا حيث أقارب الجدة ليلى واسمها الأصلي ماري روزنتال الذين غادروا مصر في الحقبة الناصرية وما زالوا يعيشون حسرة مغادرة هذا البلد "الذي كان يعيش فيه المصريون والفرنسيون والايطاليون واليونانيون في انفتاح ورخاء" ورحلوا بعد أن بات ينظر إليهم "كمخلفات للاستعمار الفرنسي الانكليزي" على حد تعبيرهم. إلا أن العائلة اصطدمت بعد العودة من ايطاليا بجرح مخفي في قلب ماري (ليلى) يعود إلى المقاطعة المنهجية التي اتبعتها إزاء القسم الأكبر من عائلتها اليهودية التي هاجرت إلى إسرائيل وذلك بسبب التزام العائلة سياسيا بالقضية الفلسطينية. في تلك اللحظة يبدأ مخاض عائلي لاتخاذ قرار صعب بزيارة إسرائيل بحثا عن نصف قرن ضائع من العلاقات العائلية. وردت نادية كامل على الذين انتقدوها واتهموها بالترويج للتطبيع بالقول "أنا لا استطيع أن أتغاضى عن إنسانيتي لدى تناول المواضيع السياسية. أنا مسؤولة عن إنسانيتي". وأضافت "لقد تكلم الذين التقيتهم في إسرائيل عن واقعهم اليوم وعبر ذلك كانوا يتكلمون عن الماضي. كان هناك الكثير من الحسرة في كلامهم ولا يمكن إلا يكون هناك في ما قالوه شيء من الندم" مشددة على أن الفيلم يظهر "زيارات عائلية 100في المائة وليست سياسية".