يتحدث مهاجرون مغاربة بكثير من عدم الرضا عن المعاملات السيئة التي يعاملون بها من طرف موظفين بقنصليات مغربية، والموظفون موضوع الانتقاد هم للأسف مغاربة، من المفروض أن يكونوا خير ممثلين لبلدهم بالمهجر، ومن أوجه حسن التمثيلية أن يكون تصرفهم مع مواطنيهم بالبلاد الغربية من النوع الناضج الذي يفسر أنهم يدركون جيدا طبيعة مسؤوليتهم التي من أجلها تم انتدابهم ممثلين دبلوماسيين وإداريين من طرف القيادة العليا بالبلاد، ومن مصلحتها الخارجية الأولى.يكاد يجمع المهاجرون المغاربة على أنهم كلما احتاجوا وثيقة إدارية شخصية، يستعدون لمواجهة صعاب، مصدرها نوعية السلوك غير اللائق الذي يقابلون به من بعض الموظفين بالقنصليات، وتحديدا لمناسبة المقام القنصلية المغربية ببرشلونة، فعوض تهييء الأجواء المناسبة لتسهيل التواصل مع المهاجرين الذين يتوافدون على القنصلية، والتفكير العملي في تقريب الإدارة منهم بالشكل الممكن، يتشبث البعض من الموظفين بتفكير بال، ما زال من النوع الذي ليمت عليه وزارة الداخلية سابقا على عهد ديكتاتورها المبعد إدريس البصري، وهم بهذا السلوك المفروض يبدون وكأنهم غير مسايرين للتطور المؤمل الذي يعرفه المغرب بخصوص الديمقراطية بغض النظر عن النقد الموجه إليها، والذي يطلب المزيد من التطوير. أولائك الموظفون يعيشون في بلد خطا خطوات مهمة في مجال الديمقراطية، وأبسط ما يجب الأخذ به، أن يغاروا على مواطنيهم، ويقدروهم، ويتعاملوا معهم بأسلوب ديمقراطي، كما تتعامل الإدارة الإسبانية مع مواطنيها، وهذا أمر يدركونه جيدا.بعض المهاجرين الذين تحدثوا إلينا ، عبروا عن استعداد مستقبلي للقيام بوقفات احتجاجية حين عودتهم في السنة القادمة إلى المغرب، من شأنها أن تنبه المسؤولين إلى أن بالمهجر معينين لمسؤوليات لا يقدرونها، أو هم على الأقل من النوع الذي يجب أن يوجه إليه تنبيه جدي قصد الحفاظ على القيمة الوطنية التي تخص بها الدولة المغربية مهاجريها في بلد المهجر، وحين عودتهم إلى بلادهم لقضاء عطلتهم السنوية.لهذا الهم الإداري، على الدولة أيضا أن تضرب بقوة كل سلوك يتسبب في معاناة المهاجرين حين الاستعداد لدخول المغرب، وحين العودة إلى الديار الأوروبية، والأكيد ألا أحد يحتاج إلى توضيحات أكثر من هذه الإشارة؛ لأن كل شيء معروف بحكم قوة قبضة الانفلاتات التي يصر الكثيرون على الاستفادة المادية منها.تبقى الإشارة إلى أن بعض الأطراف الإسبانية، هي الأخرى تسيء معاملة المهاجرين المغاربة، ومن بين أهم الأسباب في ذلك، أنها أصيبت بعدوى المعاملة السيئة التي تلاحظها من مسؤولين مغاربة، بمعنى أن المغاربة هم من يوحي إليها بهذه المعاملة، فحين لا يحسن المسؤولون المغاربة بإسبانيا معاملة مواطنيهم، فطبيعي جدا ألا يعطيهم الإسبان قيمة. ينضاف لهذا المعطى واقع أن المسؤولين المغاربة بإسبانيا لا يدافعون عن كرامة مواطنيهم بمثل ما هو معروف لدى الدول التي تؤمن فعليا بأن رأسمالها هم مواطنوها الذين يستحقون التكريم... وبهذا تكون أيضا الجمعيات والوداديات التي تدعي تمثيلية المواطنين المغاربة بالخارج مجرد إطار يستفيد بشكل أو بآخر من مثل هذه التنظيمات الجمعية، ما دام المهاجرون غير مرتاحين لكثير من أمورهم الخاصة والعامة، وإلا عليها أن تظهر ميدانيا أنها تقدم قيمة مضافة لمن زكاها من المهاجرين...