أعلنت مصادر قضائية أن المغربي سعد حسيني، أحد المنظمين المفترضين لإعتداءات الدارالبيضاء في مايو 2003، والتي خلفت 45 قتيلاً، سيمثل اليوم الثلاثاء أمام محكمة سلا لمكافحة الإرهاب تمهيدا لتوجيه التهمة إليه. وكان سعد حسيني الملقب ب"الكيميائي" لمعلوماته في مجال المتفجرات، قد اعتقل في الثامن من آذار/مارس في الدارالبيضاء، بعد أن ظل هارباً لمدة خمس سنوات. وتعتبر السلطات المغربية سعد حسيني قائد "المفوضية العسكرية" للمجموعة الإسلامية المقاتلة في المغرب المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي يشتبه في أنها نظمت اعتداءات مدريد في مارس 2004. وكانت مذكرة توقيف قد صدرت في حق حسيني غداة الإعتداءات الانتحارية الخمس في 16 آيار/مايو 2003 بالدارالبيضاء، ولم يتم اعتقاله إلاَّ ثلاثة أيام قبل إعتداء 11 آذار/مارس على مقهى للانترنت في الدارالبيضاء، والذي قتل فيه انتحاري وأصيب أربعة بجروح.وقد حصل حسيني الذي ولد في مكناس في 1963، على الإجازة في الكيمياء من جامعة المدينة، ثم ذهب إلى أفغانستان في 2002. ولدى عودته إلى المغرب في نيسان /أبريل 2002، اعتقلته الشرطة واستجوبته ثم أطلقت سراحه من دون أن توجه إليه أي تهمة، كما ذكرت عائلته.حملة اعتقالات والبحث جار عن شقيق الانتحاري من جهة أخرى ذكرت مصادر مغربية مطلعة أن سلطات الرباط تقوم بحملة اعتقالات واسعة، وأنه تم اعتقال أحد المهندسين الكيميائيين بمدينة المحمدية نهاية الأسبوع الماضي، والذي يُشتبه بتورطه في التفجيرات الأخيرة التي عرفتها منطقة سيدي مومن بالدارالبيضاء. وحسب المصادر، فإن المهندس المذكور يعمل مديرا لأحد المصانع المتخصصة في المواد الفلاحية، كما أنه يتوفر على أكبر حصة أسهم في المصنع. وأوضحت أن المهندس على علاقة وطيدة بالانتحاريين اللذان نفذا عملية الدارالبيضاء الأخيرة. وتعتقد السلطات الأمنية أنه هو من كان يزودهما وغيرهم بتقنيات صناعة المتفجرات، وأنه العقل المدبر في صنع المتفجرات. كما كشفت المصادر بأن السلطات تقوم بالبحث عن الشقيق الأكبر لعبد الفتاح الرايدي، انتحاري نادي الأنترنيت بسيدي مومن، والذي غادر المنطقة منذ يوم حادث الانفجار، وكشفت المصادر أن السلطات قد ضربت حراسة مشددة على بعض القرى وأحياء ومناطق بمدينة المحمدية، والتي يشتبه بوجود عناصر تعتبر متطرفة. وفي موضوع ذي صلة بالمواد الكيميائية، تم اتخاذ احتياطات احترازية من طرف الأجهزة الأمنية المغربية، حتى لا تتسرب هذه المواد إلى بعض المتطرفين، منها إجراء حراسة على كل الشاحنات المحملة بها من ميناء الدارالبيضاء، والمتجهة صوب مختلف المصانع، حيث أصبحت هذه المواد تنقل تحت حراسة الدرك والشرطة، وقد تكثفت هذه العملية في اليومين الأخيرين.