بدأت هذا الأسبوع محاكمة صيد ثمين يدعى سعد الحسيني الملقب ب«مصطفى» أمام محكمة الإرهاب في سلا، الذي يعتبر في نظر أجهزة الأمن أحد أهم كوادر قيادة الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية، والذي ظل لمدة 5 سنوات فارا من ملاحقة أجهزة المخابرات المغربية التي اتهمته بالضلوع في تفجيرات 16 ماي، ظل كل هذه المدة يتنقل من مخبأ إلى آخر إلى أن أسقطته مكالمة هاتفية رصدتها أجهزة التنصت الأمنية التي ألقت عليه القبض وهو في مقهى للأنترنيت حيث استسلم لرجال الفرقة الوطنية للشرطة القضائية دون مقاومة. سعد الحسيني في محاضر الشرطة شخص له خبرة كبيرة في تصنيع المتفجرات، اكتسبها من المرور بمجموعة من التداريب العسكرية التي خضع لها بمعسكرات في أفغانستان قبل تعرضها للغزو الأمريكي. وتفيد تحقيقات الأمن بأن الحسيني، المنحدر من مدينة مكناس، رحل إلى إسبانيا ليتابع دراسته في تخصص الكيمياء في مدينة «بلنسيا» الإسبانية، قبل أن يتعرف على تونسي يدعى صحبي بن محمد صالح بلطي الملقب ب«أيمن» المنتمي إلى جماعة «النهضة» التونسية، والذي كان أول من زرع في نفس الحسيني فكر الجهاد. كما تعرف أيضا خلال تلك الفترة على شخص يدعى إدريس العاطي الله الملقب ب«عبد السلام» (يقضي عقوبة حبسية مدتها خمس سنوات ببلجيكا لانتمائه إلى خلية مايسيك التابعة للجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية والجزائرية). في شهر ماي لسنة 1997، بدأت رحلة الجهاد بالنسبة إلى الحسيني، حين سيتمكن من مغادرة إسبانيا في اتجاه أفغانستان بمساعدة من التونسي صحبي بن محمد صلاح الذي زوده بجواز سفر إيطالي مزور، وكان حينها الحسيني قد فقد جوازه بعدما تم اعتقاله سنة 1996 من طرف السلطات الإسبانية رفقة صديقه التونسي وتقديمهما إلى المحاكمة في حالة سراح بتهمة تزوير بطاقة الإقامة بإسبانيا وتزوير جوازات السفر أيضا. وبمجرد التحاقه بأفغانستان، انضم سعد الحسيني إلى معسكري التدريب شبه العسكري «خلدن» و«دروينتا»، حيث خضع لتداريب شبه عسكرية تركزت في المجمل حول كيفية استعمال الأسلحة النارية الخفيفة كالكلاشنيكوف وصناعة المتفجرات: الصواعق MECHES وTNT والقنابل اليدوية وتصنيع السموم. وخلال الفترة الممتدة ما بين يونيو 1997 وشتنبر 1998، تعرف الحسيني على عدد من المغاربة الذين سيشكلون «الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية»، وهم: عبد القادر حكيمي، كريم أوطاح، ويونس الشقوري. التفاصيل في صفحة تقارير.