خاض الطلبة الأساتذة بسلك التبريز وقفة احتجاجية وطنية أمام مقر وزارة التربية الوطنية بباب الرواح يوم الخميس المنصرم شارك فيها أزيد من 200 جاءوا من مختلف المدارس العليا للأساتذة، وأكد المحتجون، الذين لا زالوا في مقاطعة مفتوحة للدروس منذ 31 أكتوبر المنصرم على الرغم من عقدهم جلسة حوار يوم الخميس المنصرم بمديرية الموارد البشرية، رفضهم لمقترح الوزارة الداعي إلى اجتياز امتحان التخرج من المدارس العليا للأساتذة بعد نجاحهم في السنة الثانية من تكوينهم وجددوا مطالبتهم منحهم دبلوم التخرج مباشرة بعد اجتيازهم السنة الثانية بنجاح يخول لهم ولوج الوظيفة العمومية في حالة رسوبهم في السنة الثالثة.إلى ذلك وبعد انتظار ونضال واحتجاجات توجه الطلبة الأساتذة بسلك التبريز برسالة استغاثة لجلالة الملك محمد السادس من أجل التدخل لإنصافهم من حيف وزارة التربية الوطنية وفيما يلي نص الرسالة التي حصلت "اسيف" على نسخة منها: سلام تام بوجود مولانا الإمام المنصور بالله، جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده. أما بعد:مولانا صاحب الجلالة نتشرف أن نرفع أمام أنظار جلالتكم نحن الطلبة الأساتذة بسلك التبريز - هذه الرسالة التظلمية، نشكو فيها الحيف و الظلم و التهميش الني يطالنا داخل المدارس العليا للأساتذة سلك التبريز.وكما لا يخفى على جلالتكم، فإن سلك التبريز هو نظام تربوي رفيع المستوى لا يتمكن من ولوجه إلا خيرة ما أنجبه هذا الوطن الحبيب، من ذوي الكفاءات العالية، سواء منهم القادمون من الأقسام التحضيرية أو من الجامعات المغربية بعد اجتيازهم لمباراة وطنية،وخضوعهم لتكوين متين وصارم طيلة ثلاث سنوات بالمدارس العليا للأساتذة، مع العلم أنه لا يتم بلوغ السنة الثالثة إلا بعد اجتياز مجموعة من الامتحانات الكتابية و الشفوية بصفة مستمرة، و القيام بتداريب مهنية ميدانية في نهاية السنة الثانية، مرفقة ببحوث. مما يجعلنا مؤهلين للتدريس بالسلك الثانوي التأهيلي بمجرد استكمالنا التكوين بالسنة الثانية و ذلك بشهادة جميع الأطر الذين أشرفوا على تكويننا.وبعد هذه المسيرة الدراسية الشاقة، فإننا نجد أنفسنا مرة أخرى مطالبين باجتياز مباراة مصيرية في نهاية السنة الثالثة، يكون مصير الغالبية العظمى فيها الرسوب، إذ أن نسبة النجاح قد تصل في أحيان كثيرة إلى ٪0، و ذلك راجع للمعايير المعتمدة دوليا في انتقاء المبرزين. و عليه فإن مصير هؤلاء الطلبة غير الموفقين في اجتياز المباراة النهائية بنجاح، يكون هو الضياع و الحرمان حتى من وثيقة إدارية تثبت قضاءهم ثلاث سنوات من الكد و الاجتهاد بهذا السلك المتين.و نتيجة لهذه الوضعية المزرية، فإننا سنجد أنفسنا عرضة لنفس المصير الذي آلت إليه الأفواج السابقة، إن لم تتم تسوية الوضعية القانونية لهذا السلك في أقرب الآجال.و عليه يا صاحب الجلالة، فقد وجدنا أنفسنا منذ سنة 2005 مضطرين إلى الدخول في عدة أشكال نضالية ( انقطاعات عن الدراسة، إضرابات عن الطعام، اعتصامات أمام الوزارة الوصية ) من أجل تحقيق مطلب مشروع يضمن لنا متابعة مسيرتنا الدراسية بهذا السلك بشكل طبيعي و يوفر لنا أدنى شروط الاستقرار،و هو مطلب يتمثل أساسا في منحنا دبلوما مهنيا بعد نجاحنا في نهاية السنة الثانية و القيام بالتداريب المهنية في الثانويات التأهيلية يخول لنا حق التعيين لولوج عالم الوظيفة و خدمة وطننا العزيز.و نحن الآن يا صاحب الجلالة و المهابة نخوض إضرابا وطنيا مفتوحا عن الدراسة منذ 31 أكتوبر 2006 ،بمراكز تكويننا بكل من الرباط و فاس و مكناس و مراكش و تطوان و المحمدية و الدارالبيضاء، محاولين طرق جميع الأبواب، علنا نجد آذانا صاغية، لكن الوزارة الوصية ترفض إعطاءنا حتى ابسط حقوقنا و هي الدخول في حوار عادل و مشروع.مولانا جلالة الملك، لعلمنا و يقيننا بأنكم لا تدخرون أي جهد في نصرة المظلوم و إعطاء كل ذي حق حقه في هذا الوطن الحبيب، ولعلمنا يا صاحب الجلالة أن نهجكم السديد في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و استثمار الكفاءات، نهج يعارضه التوجه الذي يتبعه المسِؤولون في التعامل مع هذا السلك، فإننا نستنجد بجلالتكم من اجل إنصافنا، و إ نقاد مجموعة من الكفاءات المهددة بالضياع و الإحباط، بعد قضاء سنوات جادة في الكد و الدراسة و التحصيل و عقد آمال كبيرة لولوج عالم الشغل.حفظكم الله و رعاكم، و أبقاكم حماة للمستضعفين في هذا الوطن العزيز، وأدام عليكم نعمة الصحة و العافية و النصر و التمكين و حفظ الله ولي عهدكم و سائر أفراد الأسرة الملكية، و السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته.و تقبلوا منا جلالة الملك أسمى آيات التقدير و الاحترام.