انتهى الاثنين24 أكتوبر، إضراب وطني خاضه منذ 18 من الشهر الجاري العشرات من طلبة التبريز بالمدراس العليا للأساتدة في مختلف مراكز التكوين بكل من تطوان وفاس والرباط ومكناس والمحمدية ومراكش، وأعلن الطلبة أن هذا الإضراب سيتجدد ما لم يتم الاستجابة لمطالبهم الاستعجالية، وفق ما جاء في بيان لهم. ونظم الطلبة الأساتذة في سلك التبريز يوم الخميس المنصرم وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية بالرباط رددوا خلالها شعارات تطالب الوزارة الوصية بإنصافهم وفتح حوار جدي معهم، كما حملوا لافتات تطالبها بمنحهم دبلوماً مهنياً يضمن لهم حق التعيين بعد اجتيازهم السنة الثانية بنجاح. وقال محمد الهلالي، وهو طالب في السنة الثالثة فيزياء بالرباط، لالتجديد أثناء الوقفة، إن الغرض منها هو مطالبة الوزارة بضرورة تغيير المادة 40 من المرسوم رقم 581 02 ,2 والتي بموجبها مددت فترة التكوين من سنتين إلى ثلاث سنوات وتم تغيير نوعية الخاضعين للتكوين، حيث استبدل الطلبة المجازون بالطلبة المتخرجين من الأقسام التحضيرية والطلبة الحاصلين على شهادة الدراسات الجامعية العامة، مما أفضى إلى تنظيم مباراة التبريز للمرة الأولى بشكلها الجديد خلال دورة يونيو ,2005 وأدى بالتالي إلى انخفاض نسبة النجاح لمحدودية المناصب، ومن ثم حرمان من لم يوفقوا من حقهم في التعيين كأساتذة السلك الثاني كما كان معمولاً به في النظام السابق، مع أنهم تلقوا تكويناً معرفياً وبيداغوجياً عالياً مع التداريب الميدانية، بالإضافة إلى أنهم حاصلون على ميزات عالية في الباكالوريا وعلى شهادة النجاح في السنة الثانية للأقسام التحضيرية أو الشهادة الجامعية للدراسات العامة. «والأخطر من ذلك يضيف المصدر حرمان الطلبة الوافدين من الجامعة من حقهم في متابعة دراستهم، والأمر أكثر صعوبة بالنسبة للطلبة الوافدين من الأقسام التحضيرية الذين وجدوا أنفسهم بعد قضاء خمس سنوات من التكوين لا يملكون إلا بكالوريا متقادمة لا قيمة لها»، وطالب الهلالي بتعديل المادة سالفة الذكر، والتي تقضي بتعيين الطلبة الراسبين عند الحاجة إلى تعيينهم تلقائياً مع حذف عبارة عند الحاجة. وقالت طالبة أخرى إنها تشعر بمرارة لأنها هي وزملاؤها ولجوا المركز بعد مجهودات جبارة (باكالوريا بميزة ثم سنتين في الأقسام التحضيرية، و»عليه فنحن ندرس في ظل عامل نفسي لا يمكن تصوره بسبب إحساسنا بالحكرة بالرغم من مثابرتنا»، أما زميلتها فوصفت ما يقع في السنة الثالثة بالعار الذي أصاب من وصفتهم بالطلبة النخبة في المغرب. وعلى المستوى الرسمي، قال رئيس قسم التعليم الثانوي الإعدادي وتكوين الأطر بوزارة التربية، السعيد بلوط «إن النظام الأساسي الحالي لا يسمح بالتوظيف المباشر فقد نسخ جميع المقتضيات السابقة»، بيد أنه استدرك بالقول إن وزارته في نقاش مع وزارتي المالية وتحديث القطاعات العامة من أجل إيجاد حل لهذه الفئة، فيما أقر مسؤول آخر بمديرية الموارد البشرية لالتجديد أن المرسوم المذكور آنفاً «قد ظلم فعلا الطلبة المبرزين عكس النظام السابق، وألا مخرج إلا بتدخل من اللجنة الوزارية الثلاثية (التربية الوطنية، المالية، تحديث القطاعات العامة) من أجل رد الاعتبار لهم وإنصافهم». وكانت الكتابة الوطنية للجامعة الوطنية لموظفي التعليم قد أثارت موضوع الطلبة الأساتذة بسلك التبريز خلال اللقاء الذي عقدته مع الوزارة يوم 19 أكتوبر الجاري، وطالبت بإنصافهم من الحيف الذي لحقهم، كما وجه المتضررون رسائل عدة لأطراف حكومية ونقابية من أجل إثارة الانتباه إلى مشاكلهم وألحوا على ضرورة تغيير المادة .40