نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بتنسيق مع النيابة الإقليمية لقطاع التربية الوطنية بأسفي مؤخرا بمدينة اسفي القافلة الجهوية المتنقلة من اجل محاربة الأمية والحد من ظاهرة الهدر المدرسي، شارك فيها رؤساء المؤسسات التعليمية، وهيئة التاطير التربوي ، وممثلي النقابات التعليمية، والسلطات المحلية، وهيئات المجتمع المدني، والهيئات المنتخبة، وجمعيات أمهات وآباء التلاميذ، ورجال الإعلام و الصحافة. وفي كلمته بالمناسبة ، أكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة عبدة على أن هذه القافلة الجهوية تأتي بالدرجة الأولى من اجل محاربة الهدر المدرسي الذي يعتبر مقدمة أساسية للاختلالات التي يعرفها الشأن التربوي ، مضيفا على انه لا يمكن التحدث عن المغرب الحداثي، ومجابهة التحديات التي تفرضها الحركية الدولية إلا إذا كان المغرب يتوفر على ناشئة متعلمة ، ولايمكن أيضا لرجال الغد أن يكونوا قادرين على التنافس في ظل الجهل والأمية ، معتبرا على أن القافلة هي المساهمة الأولية للسير قدما بالتصور العام، وتنفيذ ما يؤسس الحداثة ، لان التربية والتكوين أساس كل تقدم حقيقي ، وان قضية التعليم هي القضية الثانية بعد القضية الوطنية ، مؤكدا في مداخلته على أن القافلة لحظة للتآزر والسير نحو مغرب حداثي متقدم ومتعلم , وكل هذا لن يتأتى إلا بالعمل على التوافق الايجابي بين مكونات المجتمع المغربي وهيئاته. ومن جهته أشار النائب الإقليمي لقطاع التربية الوطنية بأسفي على أن القافلة جاءت من اجل التعبئة والتحسيس و توعية المستفيدين وضمان انخراطهم في برامج محو الأمية والتربية غير النظامية ، ومحاربة كل أشكال الهدر المدرسي ، مشيرا على أنها تندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وانه سيتم تجنيد كل الطاقات وتعبئة الموارد ،وجعل المدرسة في قلب المجتمع لتكوين منطقة جدب واستقطاب لكل الأطفال والمحتاجين إلى فرصة ثانية للتمدرس. وتأتي القافلة الجهوية من اجل التواصل المباشر مع الآباء وتحسيسهم بأهمية التمدرس ، ومناقشة بعض القضايا والمشاكل التربوية ، وهذا ما تم تأكيده أثناء لقائه بساكنة مركزي الشماعية وخميس نكة ، حيث استعرض مدير الأكاديمية أمام المدعوين الاعتبارات التي أدت إلى تنظيم هذه القافلة بنيابة اسفي، وتحديدا بالمناطق التي تعرف نسبا متقدمة للامية والهدر المدرسي ، مؤكدا على استعداد الأكاديمية ونيابة التعليم بأسفي لبذل قصارى الجهود لتشجيع وتنمية التمدرس ، ملحا على ضرورة انخراط كل الشركاء من مؤسسات منتخبة، وجمعيات المجتمع المدني من اجل تحسين مؤشرات التنمية البشرية بالمنطقة، ومنها مؤشرات التمدرس ، معربا لساكنة المنطقة استعداد الأكاديمية إحداث بريد خاص لاستقبال شكايات المواطنين ،والنظر في طلباتهم بالمسؤولية المطلوبة ، وتزويد التلاميذ المعوزين بالكتب واللوازم المدرسية.ولم تفت الفرصة الآباء للتعبير عن آرائهم من خلال استعراضهم أمام المسؤولين التربويين لمجموعة من المشاكل والقضايا التي يعرفها واقع التعليم بمنطقتهم. وفي ختام القافلة الجهوية تم توزيع 500 محفظة واقمصة وقبعات شمسية على التلاميذ المستفيدين من هذه التظاهرة التربوية.