تفعيلا لسياسة القرب ، ومساهمة منها في محاربة آفة الأمية والحد من ظاهرة الهدر المدرسي، احتضنت الثانوية الإعدادية محمد السادس بأحد أولاد افرج القافلة الجهوية المتحركة الرابعة والتي حطت بها الرحال يوم الثلاثاء 13 أكتوبر 2009 انطلاقا من الساعة التاسعة صباحا ، اختير لها كشعار هذه السنة « تعميم التمدرس، رهان جهوي استراتيجي» حيث تهدف إلى الحد من الهدر المدرسي والتصدي لظاهرة الأمية بكل الإمكانيات والطاقات المتوفرة. معلوم أن هذه القافلة المتحركة المنظمة من طرف أكاديمية دكالة عبدة للتربية والتكوين تدخل تجربتها الرابعة حيث تم الإعلان عن بداية انطلاقتها خلال الموسم الدراسي 2006 - 2007 وكان من نتائجها إعادة العديد من التلاميذ والتلميذات على اختلاف المستويات الدراسية إلى المؤسسات التعليمية قصد متابعة دراستهم بشكل طبيعي كما كان لها الفضل في تقليص نسبة الأمية من جهة وتسجيل انخفاض بنسبة مهمة بخصوص الهدر المدرسي خلال السنة الفارطة من جهة ثانية ، وقد تميزت هذه البادرة التربوية بتوقيع اتفاقية شراكة بين جماعة أحد أولاد افرج و نيابة التعليم بالجديدة مع توزيع عدد مهم من الدراجات الهوائية و الأدوات المدرسية و الألبسة وكذا تجهيزات الكترونية ناهيك عن أنشطة ثقافية و فنية كانت في مستوى اللقاء حيث قام مدير الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين الدكتور محمد المعزوز رفقة الأستاذة خديجة القبابي النائبة الإقليمية لقطاع التعليم بالجديدة و البرلماني رئيس جماعة أحد أولاد افرج محمد الزهراوي بافتتاح ورشات المعرض و التي تضمنت عرض صور و نقود ووثائق ... تاريخية تشهد على تاريخ المنطقة وما عرفته من تحولات عبر الزمن بالإضافة إلى زيارة ورشة الزربية التقليدية و الخياطة و الطرز وفن الطبخ ، بعد ذلك تقدم مدير المؤسسة بكلمة ترحيبية تطرق من خلالها إلى ما تعرفه الساحة التعليمية بالمنطقة من تطور نتيجة عدة عوامل ساهمت فيها كل مكونات المجتمع المدني في حين كانت كلمة مدير الأكاديمية مركزة تعتمد على قياس النتائج بالفعل و العمل الجاد الملموس بعيدا عن الشعارات الفارغة من كل محتوى يعود بالنفع على العملية التعليمية التعلمية مشددا على تكريس الجهد لأجل تقليص نسبة الهدر المدرسي بمنطقة احد أولاد افرج ومحاربة الهشاشة والإقصاء عملا بمقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين وتفعيلا للبرنامج الاستعجالي الذي وضعته الوزارة في هذا الشأن . .. نفس التوجه تميزت به كلمة النائبة الاقليمية أمام الحضور المتكون من رجال المراقبة التربوية ورؤساء المصالح ورؤساء المؤسسات التعليمية بالمنطقة وممثلي بعض النقابات التعليمية و جمعيات المجتمع المدني وممثلي المنابر الإعلامية بالإقليم والتلاميذ والأمهات والآباء... حيث ذكرت فيها بالمجهودات التي تقوم بها نيابة التعليم بالإقليم رفقة الشركاء الاجتماعيين والنقابيين والجمعويين والتربويين بما يشجع عملية التمدرس واستمرار الدراسة داخل المؤسسات التعليمية بشكل جيد ، معربة عن استعدادها التام للتعاون مع الجميع قصد جعل العملية التعليمية التعلمية بالإقليم ترقى إلى ما هو أفضل و أحسن ... بدوره تناول محمد الزهراوي في كلمته عدة جوانب تهم قضايا التعليم بالمنطقة ، و بصفته رئيسا لجماعة أحد أولاد افرج يتحمل مسؤولية تسيير شؤون ساكنتها ، فبدوره لن يذخر جهدا في إسعاد أبناء و بنات احد أولاد افرج وتحقيق ما تنتظره ساكنة أولاد افرج التي وضعت ثقتها فيه من نماء و تقدم للجماعة ... وتكريسا لما جاء في كلمته وما يجسدها على أرض الواقع تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين جماعة احد أولاد افرج و نيابة التعليم بالجديدة، وذلك تفعيلا لمقتضيات الميثاق الوطني للتربية و التكوين ، وباعتبار التنمية المستدامة تنبني على تأهيل العنصر البشري ، و تبعا للإستراتيجية الحكومية في المجال التربوي التعليمي ، وتبعا للمخطط الجهوي للأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين جهة دكالة عبدة في إطار تعميم التمدرس و تأهيل المؤسسات التعليمية ، وسعيا من نيابة إقليمالجديدة إلى تكثيف العمل مع مختلف الشركاء و الفاعلين في الميدان ، واعتبارا لكون الارتقاء بالتربية و التكوين من الاهتمامات القوية لجماعة أولاد افرج ، و رغبة من الجماعة في الانخراط الايجابي لتعميم التمدرس و التشجيع عليه ، تأتي هذه الاتفاقية الأولى على الصعيد الوطني بين جماعة احد أولاد افرج بدائرة سيدي إسماعيل و نيابة وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر و البحث العلمي ذ قطاع التعليم المدرسي ذ بإقليمالجديدة لتنظيم العمل المشترك في هذا المجال محاربة الأمية من خلال بنود هذه الاتفاقية و التي تنص في فصلها الأول كونها تتوخى انجاز مجموعة من التدخلات لتأهيل و تطوير الأداء التربوي بالمؤسسات التعليمية بتراب جماعة أولاد افرج وفي هذا الصدد و من خلال الفصل الثاني للاتفاقية تلتزم الجماعة بصيانة البنية التحتية للمؤسسات التعليمية و بناء حجرات دراسية للتعليم الأولي بروافد المجموعات المدرسية مع توفير أطر لتدريس أطفال التعليم الأولي بالمجموعات المدرسية و النقل المدرسي الجماعاتي مع بناء سقيفات بالوحدات المدرسية و قاعات متعددة الوسائط بالمؤسسات التعليمية مع تعزيز و اغناء الخزانات التربوية بالمؤسسات التعليمية و ربطها بشبكات الماء الصالح للشرب و الكهرباء و الصرف الصحي و تعميم المرافق الصحية بالإضافة إلى المساهمة في برامج محو الأمية و التربية غير النظامية بالأطر الفائضة و الحملات التحسيسية و حفر آبار بها و تجهيزها للحفاظ على الماء و ترشيد استعماله بالنسبة للمجال الأخضر و المرافق الصحية . من جهتها و من خلال الفصل الثالث جاءت التزامات النيابة بوضع الحجرات التعليمية رهن إشارة الجماعة متى كانت الحاجة إلى ذلك لإدماج المؤسسة في محيطها لامع تجهيز الحجرات الدراسية بالتجهيزات الأساسية و كذا تأطير الموارد البشرية و تكوينها مع تجهيزها بالعتاد التعليمي بالإضافة إلى المساهمة في خلق المجالات الخضراء بالمؤسسات التعليمية و في توفير الدعم الاجتماعي للتلاميذ و في تنظيم الأنشطة الإشعاعية مع تجهيز الخزانات التربوية بها . هذا وقد تم بالمناسبة توزيع مجموعة من الدراجات الهوائية على بعض التلاميذ ممن يشكل بعد المسافة بين سكناهم والمؤسسة حاجزا في تتبعهم لدراستهم كما تم توزيع عدد مهم من المحفظات و معاطف واقية من الأمطار و النظارات على بعض ضعافي البصر بالإضافة إلى توزيع قنينات إطفاء الحريق وعتاد للأجهزة الالكترونية و الناسخات على بعض المؤسسات التعليمية . وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء عرف مشاركة مجموعة من جمعيات المجتمع المدني التي تنشط في مجال التربية و محاربة الأمية ، سعيد الشرع رئيس جمعية الوحدة للثقافة و التربية و التنمية في محاربة الأمية أكد للجريدة الدور الذي تلعبه هذه الجمعيات و منشطاتها و منشطوها في المساهمة الفعالة في محاربة الأمية حيث قامت بعدة مبادرات في هذا المجال و ساهمت إلى جانب كل الفاعلين التربويين قدر الإمكان بما يساعد التلاميذ على التعلم في ظروف جيدة و يجعلهم منفتحين على محيطهم ... ومن بين أهم فقرات البرنامج تقديم عدة عروض في مجال الصحة و الفن ( أناشيد عروض مسرحية نصوص شعرية ) حيث تقدمت الدكتورة سناء رؤوف بعرض معزز ببعض الصور و المعطيات عبر المسلاط بخصوص داء الأنفلونزا مذكرة بأسباب الإصابة و كيفية الحماية و تجنب هذا المرض وذلك باتباع عدة خطوات وقائية .. كما كانت لإبداعات التلاميذ دلالة قوية حول ما يجب القيام به في الحد من الهدر المدرسي و محاربة الأمية عن طريق تقديم أناشيد و مسرحيات نالت إعجاب الحضور..