ذكر بن جلون أن »هدف هذه الرواية ومغزاها العميق هو أن الرحيل ليس هو الحل، الهجرة ليست هي الحل من أجل إيجاد حلول للمشاكل التي يعاني منها المغرب، خاصة وأن هذه الهجرة غير شرعية وسرية وتتسبب في القضاء على حياة المئات من الناس" ويروي بن جلون، أنه منذ 50 سنة خلت، خلال الحكم الدكتاتوري للجنرال فرانكو، كان هناك الكثير من الإسبان الذين هاجروا إلى المغرب، "وكانوا يصلون عبر القوارب، ولو أن الكلمة لم تكن معروفة" وتحكي الرواية كذلك عن تفاصيل رحلة المهاجرين المغاربة السريين كل يوم عن طريق مضيق جبل طارق وعن أهمية مقهى "الحافة" بمدينة طنجة، وهو المكان الذي يتخذ من قبل الجميع كنقطة انطلاق نحو أوروبافي "الحافة" يجتمع الشباب كذلك من أجل قضاء الوقت، والتدخين، وتأمل أضواء مدينة طريفة، على الضفة الأخرى هؤلاء الشباب يرون أن هذه الأنوار قريبة لدرجة اعتقادهم أنها في متناول أيديهم و يستطيعون ملامستها فهي فقط على بعد 14 كيلومترا من مدينة طنجة يخالون أن طريفة في انتظار وصولهم يرون أن الأبواب كلها قد سدت، والحل الوحيد الذي لديهم هو الهجرة إلى الضفة الأخرى، مهما كان الثمنعلى هذا الواقع المعاش يوميا في مختلف وسائل الإعلام، اعتمد الكاتب لإنجاز روايته "الرحيل"، والتي نشرت في بداية الأمر باللغة الكطلانية ، بعد ذلك ترجمت إلى اللغة الإسبانية وتتحدد الفترة التي تتحدث عنها الرواية »الرحيل« في سنوات التسعينات، حيث تحكي عن تجربة شاب اسمه أزيل، والظروف القاسية التي يعيشها، وكذا معاناته مع البطالة وقلة الموارد، الشيء الذي يدفعه إلى الهجرة و البحث عن عالم أفضل وتبدو الهجرة السرية في الرواية كشاهد على وحشية الظروف التي يعيشها الشباب الراغب في الوصول إلى الضفة الأخرى، من خوف، و موت، و غرق بفعل الأمواج العاتية أما في ما يخص أزيل، بطل الرواية، فهو شاب حاصل على الإجازة في العلوم القانونية، ولكنه لم يجد عملا، ومما زاد الأمر حدة هو تفشي ظاهرة البطالة في البلد ونظرا لظروف أزيل الصعبة سهل عليه التفكير في المغامرة والعزم على ركوب الأمواجورغم أنه قام بدفن أحد أبناء أعمامه ضحية قوارب الموت، يبقى أزيل مصرا على الهجرة إلى الضفة الأخرى ويبقى هذا هو هدفه الوحيد لهذا لم يفكر مرتين حينما اقترح عليه مواطن إسباني السفر إلى برشلونة بمساعدته وتسهيل عملية حصوله على الوثائق اللازمة، ولو أن العلاقة التي قد تجمعهما تبدو مشبوهة ويحوم حولها الريب ويقول الطاهر بن جلون عن بطل الرواية »هو شخصية جديدة بالنسبة لأدب الهجرة التي تحمل معها كل مظاهر العنف والألم الذي تسببه مفارقة الوطن" وهكذا يحمل الكاتب بطله على التخلي عن قيمه وكرامته يكتب بن جلون أن أشخاص الرواية الآخرين فيسيرون على نهج البطل ويتمنون أن تتلقاهم إسبانيا بأياد رحبة »للقرب الجغرافي، والتاريخي والثقافي، لكن إسبانيا ليست شخصا ولا تنتظر أحدا" مليكة، إحدى أختي البطل، فتشتغل بمصنع هولندي لتقشير السمك ويقول الكاتب إن "مليكة عبارة عن صورة مجازية للظلم، وشهادة مأساوية، وضحية نماء اقتصادي غير متوازن"، مضيفا أن »كل شخصيات الرواية هم ضحايا الفساد والعنف"أرضية مابين القارات للمغاربة القاطنين بالخارج