اعتبر تلاميذ الأقسام التحضيرية للمدارس العليا أن الوسيلة الوحيدة للتعبير عن احتجاجهم اتجاه معاناتهم اليومية والمتمثلة في تنقلهم من مقر إقامتهم بثانوية الخوارزمي التأهيلية نحو مركز الأمير مولاي عبد الله للأقسام التحضيرية، هو المبيت في العراء أمام المركز ( مركز تكوين المعلمين والمعلمات سابقا)، في تحد سافر للطقس القارس والصقيع الذي تعرفه ليالي مدينة آسفي في هذا الفصل من كل سنة، حيث التأم العشرات من هؤلاء التلاميذ ليناموا مفترشين الإسفلت ملتحفين السماء أمام بوابة المركز. و أكدت بعض المصادر أن احتجاج هؤلاء التلاميذ يأتي بعدما استنفذوا الحوار مع الإدارة التي لم تحل المشكل الأساسي في إيجاد مخرج لتلاميذ السنة الأولى الذين يتنقلون يوميا أربع مرات من مقر السكن الداخلي بالثانوية التأهيلية الخوارزمي إلى مركز الأمير مولاي عبد الله للأقسام التحضيرية بمسافة تقدر بالعشرات من الكيلومترات، تزيد من صعوبتها قلة المواصلات، فالتلميذ حينما ينهي دروسه على الساعة 12 زوالا يجد نفسه مضطرا إلى الرجوع للتحصيل الدراسي فورا عند الساعة 2 بعد الزوال، فساعتان غير كافية للذهاب والإياب وتناول وجبة الغداء مما يضيع على التلميذ فرصة التحصيل الحقيقي التي يستنفذ طاقته كلها في همّ المواصلات تارة بين الحافلات وفي تارات أخرى باستعمال وسيلة "الأطوسطوب"، مشيرا أن استعمال الزمان بالأقسام التحضيرية يوميا يبدأ من الساعة 8 صباحا إلى 12 زوالا ومن 2 بعد الزوال إلى 6 مساء لينتهي التلميذ ب"فرض محروس" يوم السبت، مما يخلق إرهاقا كبيرا وثغرات تعيق التحصيل تنعكس سلبا على مستواه الدراسي في السنة الثانية. وأشار المصدر ذاته أن هذا التسويف في استكمال أشغال بناء الداخلية يزيد من تعميق الأزمة لدى هؤلاء التلاميذ، الذين طالما سمعوا بأن وجودهم بداخلية الخوارزمي " ما هو إلا خير من الإدارة " الشيء الذي يحسسهم ب " الحكرة". و اعتبر المصدر ذاته أن هذه الخطوة ما هي إلا استمرار لنضالات عديدة بدأت سواء بالاحتجاج داخل المركز منذ بداية الموسم الدراسي تمثلت في وقفات تخللتها شعارات داخل المؤسسة مرورا بالتوقف عن الدراسة ليومين ضدا على جودة الإطعام التي كانت تتكلف بها شركات لم تكن في المستوى المطلوب. أو بمسيرة نظمها التلاميذ نحو النيابة الإقليمية الثلاثاء 11 دجنبر 2012 التقوا فيها النائب دون جدوى يضيف المصدر، انتهاء باللجوء إلى المبيت في العراء تحت لسعات البرد القارس مما سينعكس سلبا على صحة التلاميذ، حتى يجد المسؤولون حلا للوضعية المزرية الراهنة خاصة الأقسام التحضيرية السنة الأولى بالخوارزمي التي يغيب عنها حارس عام للداخلية يسهر على جودة ما يقدم لهم، منبها في الوقت ذاته أنهم سيضربون عن الدراسة إذا لم تلب مطالبهم واصفا إياها ب " المشروعة". وأوضح المتحدث ذاته أن البنية التحتية للسكن في القسم الداخلي بالخوارزمي لا تستجيب لمتطلبات العيش الكريم، نظرا لغياب مرافق صحية والأمن والحراسة، حيث يضطر داخليو ثانوية الخوارزمي وداخليو الأقسام التحضيرية السنة الأولى إلى التناوب على مرافق صحية محدودة العدد مما يخلق تهافتا على حق يحط من كرامة تلاميذ يعتبرون من النخبة، موضحا في الوقت ذاته أن الإطعام لا يقل سوء" عما سبق سواء على مستوى الكمية و الجودة خاصة بالخوارزمي، حيث طالب بتسريع أشغال بناء الداخلية بمركز مولاي عبد الله التي وعدهم المسؤولون بها منذ مدة دون أن يتحقق من تلك الوعود أي شيء على الواقع. وذكر المصدر ذاته أن تلاميذ الأقسام التحضيرية في كل من داخلية الثانوية التأهيلية الخوارزمي و مركز الأمير مولاي عبد الله، يعتبرون من التلاميذ المتفوقين وطنيا سواء من آسفي أوالوافدين عليها من كلميم أوالجديدة أوورزازات أو سيدي بنور أو الكويرة أو أكادير، يجب أن توليهم الوزارة الوصية على قطاع التعليم العناية اللازمة باعتبارهم قاطرة نحو التنمية. أسيف