أثار قرار الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سلا زمور زعير، القاضي بتجميد العمل بنظام التميز في مؤسسة مولاي يوسف بالرباط، إلى احتجاج العشرات من أباء وأولياء التلاميذ، يوم الإثنين 13 شتنبر 2010 ، بالمؤسسة، جراء ما أسموه، في تصريحاتهم لالتجديد، بصدمة كبيرة. وهدد المحتجون بتنظيم وقفة احتجاجية يوم الأربعاء 15 شتنبر 2010 أمام مقر وزارة التربية والتعليم، مؤكدين - في تصريحاتهم - استعدادهم لسلك كل السبل القانونية والطرق المشروعة لحل الأمر. وعبر المحتجونعن استغرابهم لتجميد العمل بهذا النظام في مؤسسة واحدة، دون باقي المؤسسات، التي اختيرت لنفس الهدف، في كل من كلميموالناظور، وأضافوا أنه لحد الساعة لا يوجد كلام رسمي في موضوع تجميد نظام التميز، زيادة على ما أكده لنا المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب من استحالة التراجع على هذا النظام مشيرين إلى أن المشكل يوجد داخل المؤسسة (ثانوية الأمير مولاي يوسف). وفي نفس السياق، حمل مصدر من وزارة التربية الوطنية، فضل عدم الكشف عن هويته، مسؤولية التراجع عن تطبيق نظام التميز في مؤسسة مولاي يوسف، للأكاديمية الجهوية للتربية الوطنية بجهة سلا زمور زعير. في حين، قال مصدر مسؤول من الأكاديمية، إن الدافع الأساسي وراء اتخاذ الأكاديمية لهذا القرار هو توسيع قاعدة التمدرس، حيث تبين لها أن التلاميذ الذين بقوا خارج دائرة الاختيار والانتقاء كبير ومهم، بالنظر للمعدلات المرتفعة التي يتوفرون عليها، والتي تفوق 17 و,18 مضيفا - في تصريح لالتجديد - أن الأكاديمية حرصت على تسجيل واستقبال أكثر من 200 تلميذ عوض ,90 مع الحرص على ضمان النظام الداخلي للتلاميذ الذين ينحذرون من مناطق بعيدة عن الرباط، كإقليم الخميسات مثلا، وضمان إمكانية الاستفادة وجبة الغداء مؤدى عنها للتلاميذ المنحدرين من مدينة الرباط إن أرادوا. من جانب آخر، يقول الآباء إنه لم يصبح في إمكان التلاميذ المسجلين في أقسام التميز الاستفادة من السكن الداخلي، إذا ما تم الاستمرار في تجميد المذكرة .102 وقال مدير ثانوية مولاي يوسف، في تصريح لالتجديد، إن القرار اتخذ بموافقة المنتخبين في جمعية الآباء إثر اجتماع عقد سابقا بالأكاديمية، مضيفا، أن عدم الاستفادة من السكن الداخلي طبيعية مادام أن القانون الذي كان ينص عليها قد تم إلغاؤه، وهو ما يرد عليه الآباء المحتجون بأن جمعية الآباء لا تمثلهم متسائلين هل تستطيع جمعية الآباء إلغاء مذكرة وزارية؟ مضيفين لم نعلم بقرار تجميد العمل بنظام التميز في البداية، إذ لم نعلم بذلك إلا مع بداية الموسم الدراسي الحالي. وكانت ثانوية الأمير مولاي يوسف اختيرت وثلاث ثانويات أخرى بالمملكة، لتكوين التلاميذ المتفوقين في دراستهم، في إطار برنامج ثانويات التميز التأهيلية، وهو البرنامج الذي أحدثت بموجبه ثانويات التميز التأهيلية تنفيذا للمذكرة الوزارية ,101 الصادرة بتاريخ 15 يوليوز ,2009 والتي تم بموجبها إحداث ثلاث ثانويات للمتفوقين، وهي ثانوية +عبد الكريم الخطابي؛ في مدينة الناظور -الجهة الشرقية و+الثانوية التقنية؛ في مدينة كلميم -جهة كلميمالسمارة، وثانوية +مولاي يوسف؛ في مدينة الرباط، -جهة الرباطسلا زمور زعير، والتي تم انتقاؤها من بين سبع ثانويات تم اختيارها في البداية. وتنص المذكرة ,102 الصادرة في 26 ماي من السنة الجارية، في شأن ولوج +ثانويات التميز؛، على أن التعليم داخل هذه الثانويات سيُفتح في وجه تلاميذ السنة الثالثة إعدادي؛ المتفوقين في دراستهم، خلال الموسم الجاري، حيث سيتلقون، حسب المذكرة، نفس البرامج والمناهج الخاصة بهذا السلك، إضافة إلى استفادتهم من مجزوءات إجبارية في مجال التربية على القيم وتنمية الكفايات المستعرضة في المجالات المنهجية والاستراتيجية والثقافية والتكنولوجية والتواصلية، ومن مجزوءات اختيارية في مجال تعميق التمكن من الكفايات المرتبطة بالمواد الدراسية المقررة. وتجدر الإشارة إلى أن الفكرة في حد ذاتها ظهرت، حسب مصادر إعلامية، في الولاياتالمتحدةالأمريكية بجامعة نورث كارولينا، في الثمانينات من القرن الماضي، وأتت بنتائج طيبة قبل أن تتبناها عدة دول؛ مثل الصين وماليزيا وبعض الدول الأوربية.