احتج المئات من المواطنين في وقفة، يوم السبت 26 دجنبر 2009، ضد السوق الممتاز كارفور بسلا لبيعه الخمور، وسط حي شعبي وبين مؤسسات تعليمية، استنكر المتظاهرون خلالها إصرار مسؤولي السوق على العودة إلى بيع الخمور بعدما توقف عن بيعه على إثر احتجاج السكان السنة الماضية، مما أدى إلى تزايد ارتكاب الجرائم، وتهديد أمن واستقرار الأحياء المجاورة. سكينة اللواني، تلميذة، إحدى الفتيات اللائي تعرضن لاعتداء من قبل مخمور بالسلاح الأبيض، أصيبت خلالها بصدمة نفسية عميقة، أدت بها إلى الانقطاع عن الدراسة منذ أربعة أشهر، وقالت والدتها لالتجديد خلال الوقفة، التي دعت إليها عشرات من الجمعيات المدنية والحقوقية وأحزاب سياسية، إن سكينة مريضة وتعالج عند طبيب نفسي من آثار الصدمة التي تعرضت لها، وأوضحت أن أسرتها رحلت من الحي المجاور لسوق كارفور إلى حي آخر بمدينة سلا، جرّاء الاعتداء الذي تعرضت له سكينة. وقال متظاهرون إن ارتفاع تعاطي الخمور تزايد منذ أن بدأ السوق في تسويقها، بل أصبحت تباع بالتقسيط في محيطه. ورفع المحتجون الذين فاق عددهم 1500 من الرجال والنساء على السواء، شعارات منددة بتفشي بيع الخمور وانتشار المخدرات ضدا على القانون، وقال عزيز بن براهيم، فاعل سياسي بسلا، لالتجديد إن مدينة سلا ليست في حاجة إلى الخمور، بل إلى مزيد من المؤسسات التعليمية، وإلى جامعة، وإلى تحسين النقل والبنيات التحتية، واعتبر بنبراهيم أن ترخيص السلطات المحلية لكارفور ببيع الخمور غير قانوني، لأنه يباع وسط حي شعبي ووسط مؤسسات تعليمية ويباع للمسلمين، ويلحق الأذى والضرر بالأسرة وبالقاصرين. علاش حنا ضد الخمور ونحاربو المخدرات// هي أم الخبائث وسباب كل رزية، كانت من بين الشعارات التي تعالت بها أصوات المحتجين المستنكرة لتوطؤ السلطات المحلية مع السوق المذكور في بيع الخمور، وأكدت الشعارت نفسها على انتشار الجريمة وتهديد أمن واستقرار الأسر في الأحياء الشعبية المجاورة، تقول الشعارات الجريمة في انتشار// فين الأمن والاستقرار، والكريساج ليل ونهار // المجتمع ضحية، بل إن الشعارات نفسها أشارت إلى سيطرة هاجس الربح والمال والمصالح لدى لوبيات الفساد؛ حتى وإن كان ذلك على حساب القيم والدين والأخلاق، يقول الشعار لوبيات الفساد دارو القيم في المزاد// ونشروا البيرة والخمر في كل بلاد، هاته البلاد التي تعتبر الدولة فيها إسلامية، لكن الخمور فيها محمية، ولتخلص في ذلك إلى الاستنكار والتنديد بالقول: هذا عيب هذا عار// بلادنا في خطر. تلك هي بعض الشعارت التي هتف رجال ونساء وأطفال سلا مساء السبت لعل السوق يتراجع عن قراره الجديد ببيع الخمور. وقال متظاهر لالتجديد إن السوق كان قد توقف عن بيع الخمور لمدة خمسة أشهر، بعد احتجاج السكان وفعاليات المجتمع المدني والسياسي، في ماي الماضي، غير أنه استأنف البيع من جديد، ولذلك نحن اليوم نتظاهر من أجل أن تبقى مدينة سلا نظيفة من الخمور. لكن يبدو أن مسؤولي السوق غير آبهين باحتجاج السكان، مما جعل القضية تلج إلى جلسات مجلس النواب. حيث كان الموضوع محور سؤال شفوي تقدم به النائب البرلماني محمد الزويتن بمجلس النواب، كما كان الموضوع محور تعقيب للأمين العام للحزب عبد الإله بن كيران قبل أسبوعين بمجلس النواب أيضا، استنكر فيه بيع الخمور وسط أحياء شعبية في سلا. وكان الزويتن أيضا قد أثار الموضوع في دورة للمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للرباط سلا زمور زعير، في بداية دجنبر، لكون السوق كارفور يوجد بين ثانوية الشاطبي والمدرسة العليا للتكنولوجيا.