العبرة الاتعاض والاعتبار بما مضى، والعبرة درس والدرس يعود به الناس إلى الصواب وفي العبرة البصيرة وحكمة وموعظة وعدم الاخذ بالعبرة طيش ونزق ورعونة ويقال أن العبر من الشعب كثرته . والعبرة لا تكون إلا بالمنظور لا بالمنتظر وتأخذ عادة عن أجود الناس وأحكمهم ولا يأخذ بالعبرة إلا ذوي النهى والألباب أذكاهم، وفي الأخذ بها تواضع لطف وحسن الاخلاق، والعكس بالعكس والعكس صحيح. وفي التاريخ أكان حديثا أم قديما عبر ودروس اعتبرها أناس وعبر بها إلى الخير أكرم الناس وكان لهم بها سند، وعبروا بها من سبل الخير المدد. ومواطن العبر في حياتنا ان اعتبرت وعبرت كفتنا الشر كله وكان لنا بها العز كله. ونبدأ بتلك التي كانت بالاستفثاء على الدستور يوم أراد لنا البعض خريفا قبل الربيع واستفتي الحكيم وما يستفتى إلا حكيم وخرج العبر من الشعب واجتمعوا في الرضا عليه وفي الحديث الشريف يقول رسول الأنام (ص) "ما اجتمعت أمتي على ضلالة " أو لسنا من أمة محمد ؟ أو لم نجتمع على الخير وله؟ أو ليس في ذلك الحسن من العبر؟ فاعتبروا يا أهل السياسة إن كنتم للسياسة تعبرون. ومن العبر كذلك ما كان لنا في تثبيت شريعة الله للاسرة بالتدوين ويوم كان لنا في كتاب الله اليقين ويوم ابتعدنا عن ما جاء به البعض من الغرب بالتلقين والتحيين والمال والتمكين فاعتبروا يا أولي الألباب تكونوا مفلحين. ومن أكبر العبر يوم خرج ملك الشعب متكئا بيد على محبة شعب حاملا بأخرى هموم الشعب باحثا على الاستقرار والازدهار رغم ما شاءت له الأقدار عافاه الله بجاه سيد الأنام الأخيار فاعتبروا يا أولي النهى والأبصار. أما أنا فسأعتبر إنشاء الله كالعادة كل عبرة معتبرة أعبر بها إلى الخير وإياكم في المعرفة وغير المعرفة.