لقد جمع صوتها بين الاستقراطيه و الشعبيه و انعكست تلك الخصوصيه على جمهورها – صوت قوى وعلى رغم تحوله بل عاش فى صحه قويه فيروز هى سيمفونية الكون كله تهدر فيه شقشقة العصافير و هديل الحمام و زقزقة الكروان و زفيف الريح و حفيف اوراق الشجر و خرير المياه فى الجداول و هدير الشلالات و نعير السواقى و تلاطم السحاب و رعد الرعود و هطول المطر و زئير الاسد ومواء القطط – عنفوان الطبيعه متوازن فيه مع الرقه – صوت فيروز يتسلل اليك فى هدوء و نعومه فاذا به بعد برهه وجيزه جدا قد زلزل كيانك و صفى مشاعرك ونقاها هى نهاد وديع حداد والدها عامل بسيط فى مطبعه واسرته نزحت فى الاصل من قرية فلسطينيه و استقرت فى مدينة حلب على الحدود السوريه التركيه - هى فيروز المطربه والمريضه بحب بلدها - ولن تشفى من هذا الداء حيث لا كرامه لنبى فى وطنه – مصممه على البقاء سنديانه فى ارضها بالرغم من لسع البعوض وكانت لها عروض عالميه و اغرائات ماليه خارقه و انفتحت لها فرنسا ولم ترضى بالبقاء فى باريس – فيروز فنانه لا تجامل الاذن الكسول المخدره بالماضى – بل تريد دائما جر مستمعيها الى اصقاع جديده من الابداع تضئ جارة القمر اللبنانية فيروز، غداً، شمعة عيد ميلادها، لتسدل الستار عن 76 عاماً قضت منهم أكثر من 50 عاماً من العطاء خاليين تماماً من أى من أنواع أمراض الشهرة التى تصيب النجوم، حيث تبدأ فيروز غداً عامها ال77، وتفتح صفحة جديدة من العطاء المفعم بالحيوية والنشاط لسيدة فى مثل هذا العمر. منذ بدأت فيروز حياتها الفنية فى عالم الغناء مع زوجها عاصى الرحبانى فى 1952، وهى تحيط نفسها بجدار عازل جعل منها امرأة أشبه بالملائكة، كرست حياتها للغناء، إلى جانب أسرتها التى لم تهملها ولم يشغلها الغناء عن كونها أم وزوجة عليها واجبات والتزامات، وهى أبعد ما يكون عن عالم الشهرة الذى يخطف من النجوم حياتهم الأسرية واستقرارهم النفسى. ولدت فيروز فى 21 نوفمبر 1935م واسمها الحقيقى هو نهاد وديع حداد ، و الميلاد فى بلدة الدبية بمنطقة الشوف بجبل لبنان، وانتقلت لتعيش فى بيت بسيط فى منطقة زقاق البلاط ببيروت وهى صغيرة، مع والدها ووالدتها ليزا البستانى. واشتهرت منذ صغرها بغنائها بين أفراد العائلة وبدأت عملها الفنى فى 1940 كمغنية كورس فى الإذاعة اللبنانية عندما اكتشف صوتها الموسيقى محمد فليفل وضمها لفريقه الذى كان ينشد الأغانى الوطنية، وألف لها حليم الرومى، مدير الإذاعة اللبنانية، أول أغانيها. كانت انطلاقتها الحقيقة عام 1952 عندما بدأت الغناء لعاصى الرحبانى، وكانت الأغانى التى غنّتها فى ذلك الوقت تملأ كافة القنوات الإذاعية، وأصبحت مطربة كبيرة فى العالم العربى. وكانت أغلب أغانيها وقتها للأخوين عاصى ومنصور الرحبانى، والذى يشار لهما دائما بالأخوين رحبانى، وفى 1955 تزوجت فيروز من عاصى، وأنجبت منه زياد فى 1956 ثم هالى وهو مقعد وأنجبته عام 1958 ثم ليال فى 1960 التى توفيت عام 1988 وكانت صدمة كبيرة لفيروز وأخيرا ريما عام 1965. وغنت فيروز للعديد من الشعراء والملحنين ومنهم ميخائيل نعيمة قصيدة تناثرى، وأمام العديد من الملوك والرؤساء، وفى أغلب المهرجانات الكبرى فى العالم العربى، وأطلق عليها عدة ألقاب منها سفيرتنا إلى النجوم وجارة القمر وغيرها. وبعد وفاة زوجها عاصى 1986، خاضت فيروز تجارب عديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين من أبرزهم فلمون وهبة وزكى ناصيف، لكنها عملت بشكل رئيسى مع ابنها زياد الرحبانى الذى قدم لها مجموعة كبيرة من الأغانى أبرزت موهبته وقدرته على خلق نمط موسيقى خاص به يستقى من الموسيقى العربية والموسيقى العالمية، وما زالت مسيرتها الفنية مستمرة بنجاح، ولفيروز البومات كثيره منهم واخرهم "إيه فى أمل" واحتوى على 6 أغنيات فقط هى "قصة صغيرة كتير"، و"إيه فى أمل"، و"قال قايل"، و"الله كبير"، و"ما شاورت حالى"، و"كل ما الحكى"، إضافة إلى مقطوعتين موسيقيتين. وغنت فى حياتها من الحان محمد عبد الوهاب مر بى من نظم سعيد عقلولها الاعمال الشهيره حبيبى بدو القمر – اسهار – مرسال المراسيل – شط اسكندريه – اعطنى النى وغنى لجبران خليل جبران و الحان نجيب حنكش – وغنت من الحان رياض السنباطى امشى اليك و بينى وبينك من نظم جوزيف حرب – اه لو تدرى من نظم عبد الوهاب محمد و مئات الدرر الغنائيه اطال عمرها بيننا المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيه ندى 01006802177 [email protected]