لقي فتاة مصرعها عن سن يناهز 16 عشر، بالمستشفى الجهوي محمد الخامس بالحسيمة، وذاك بعد ان تم إهمالها من طرف طبيبة الانعاش بالمستشفى الجهوي محمد الخامس بالحسيمة، على إثر حادثة سير بطريق بوعلمة مساء أمس الجمعة 24 غشت الجاري. مباشرة بعد نقل المصابين الأربعة على وجه السرعة للمستشفى الجهوي محمد الخامس بالحسيمة، قدمت لهم إسعافات بقسم المستعجلات، ليتم نقل الفتاة في وضعية حرجة لقسم الانعاش حيث تدخل بعض الأطر الطبية والشبه الطبية في محاولة لإسعافها لكن دون جدوى، كما لم يثمر طول انتظار طبيبة المداومة أية نتيجة حيث لم تصل لقسم الانعاش إلا بعد مرور ساعتين وخمسة دقائق من حلول الفتاة بالقسم ذاته، ورغم إصرار الفتاة على البقاء ومقاومة الموت فإنها لفظت أنفاسها بسبب غياب طبيبة المداومة التي حلت بعد أن مر زمن كبير من احتضار الفتاة في صمت. إدارة المستشفى حسب مصادر " الموقع "، ربطت العديد من الاتصالات عبر الهاتف بالطبيبة للحضور لأداء مهمتها بقسم الانعاش، وإنقاذ الفتاة من براثن الموت، ولم تثني كثرة الاتصالات الطبيبة من الحضور، إلا بعد تدخل مندوب ومدير المستشفى اللذين قاما بتحميل المسؤولية للطبيبة بشأن ما سيقع، مما دفعها للحضور ولكن بعد فوات الأوان وهلاك الفتاة الضحية بعد أن لم تجد من ينقذها. وفي اتصال مباشر للموقع بإدارة المستشفى أكد أحد مسؤوليها على أن الطبيبة المداومة كانت محور العديد من الاستفسارات، بسبب تغيباتها، وعدم التحاقها بالعمل، حيث أكدت على عزم إدارة المستشفى القيام بسلسلة من الاجراءات بما في ذلك إحالة الطبيبة على المجلس التأديبي، وكذلك مراسلة الوزارة بشأن استهتار الطبيبة بمهامها وتركها للمرضى لوحدهم يواجهون الموت رغم مسؤوليتها المهنية والقانونية عن قسم الانعاش أثناء حدوث الوفاة. وفاة الفتاة كان بعد مرور ساعتين من حلولها بالمستشفى، وقد عاين الموقع بعد اتصال عائلة الضحية أن الفتاة حلت بقسم المستعجلات على متن سيارة الاسعاف حوالي الساعة السادسة والربع، وذلك في الوقت الذي لم تحضر فيه الطبيبة إلا بحلول الساعة الثامنة و عشرون دقيقة من مساء الجمعة 24 غشت الجاري، حيث كانت الطبيبة في رحلة استجمام معية زوجها تاركة وراءها المرضى يواجهون مصيرهم لوحدهم، وغير مبالية لا بالقوانين ولا بالضمير المهني، وحسب مصادر مطلعة فإن الطبيبة تتحصن بعلاقاتها العائلية بوزير الصحة الذي ينحدر من إقليمها الدارالبيضاء، وذلك لعدم امتثالها للقوانين، ورفضها العمل بالمستشفى، ولا حتى الاجابة عن المراسلات التي توجهها لها الادارة. قمة الاستهتار بأرواح الريفيين والريفيات بلغ ذروته في الآونة الأخيرة بالمستشفى الجهوي محمد الخامس، فلا الاحتجاجات أفلحت ولا حتى المراسلات كذلك أفلحت في إنقاذ مستشفيات الحسيمة من سكة الاختلالات التي تعانيها منذ مدة ليست بالقصيرة، وذلك في الوقت الذي يعتبر فيه الإقليم منطقة عبور للموظفين والأطر الطبية، فلمجرد حصولهم على رقم التأجير من الريف يتم نقلهم للداخل المغربي. وفور علم عائلة الفتاة بخبر وفاة الضحية ملأ المستشفى الصراخ والعويل، العديد من المتتبعين ممن عاينوا المشهد التراجيدي لوفاة الفتاة اعتبروا أن البكاء لا يعيد الميت، وأن على الجمعيات التحرك العاجل للدفاع عن المرافق العمومية وحمايتها من عبث العابثين، وذلك في الوقت الذي يعتزم فيه العديد من المواطنين والجمعيات المدنية الدخول على الخط ومقاضاة الطبيبة على استهتارها بأرواح البشر.