تستمر قضية الطفلة «زبيدة»، ذات السبع السنوات، التي توفيت في مستشفى ابن زهر «المامونية» في مدينة مراكش في التفاعل، خصوصا بين عائلة الطفلة الضحية والطاقم الطبي الذي أشرف على عملية تتبُّع حالتها، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة في المستشفى، إذ ظهرت مستجدات يمكن أن تسلط الضوء أكثر على ملابسات وفاة بطلة السباحة. ويفيد المستجد الأول بأن أحد الأطباء المتدخلين في الوقفة التي نظمتها الأطر الطبية يوم الثلاثاء 14 شتنبر الجاري في مستشفى «ابن زهر»، تضامنا مع زميلهم، قال إن الممرضة الثانية التي كانت تناوب في المؤسسة الصحية وتتابع حالة «زبيدة» في قسم الأطفال، ابتداء من السادسة مساء، «مختلة عقليا»!.. وهو ما أكدته مصادر طبية أخرى ل«المساء»، الأمر الذي سيجعل مسؤولين آخرين، إن صح ذلك، محطَّ مساءلة وتحقيق. من جهتها، علقت «أسماء ق.»، والدة الطفلة الضحية، على الأمر بالقول ل«المساء»: «إذا كان الوضع الصحي لهذه الممرضة بهذا الشكل، فكيف تترك إدارة المستشفى أرواح حوالي 50 طفلا تحت رحمتها؟!»... وفي هذا السياق، دخل محمد امهيدية، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، على الخط في موضوع ما زالت والدة الطفلة الضحية تنتظر تحقيقا يُفتح بخصوصه من قِبَل وزيرة الصحة ياسمينة بادو، إذ اشتكت الأسرة في رسالة موجَّهة إلى محمد امهيدية، والي الجهة، حصلت «المساء» على نسخة منها، تطلب منه إنصافها من إدارة المستشفى، التي تُحَمِّلها وفاة فلذة كبدها، بسبب الإهمال. وكان «المهدي د.»، الطبيب المتابع لحالة الطفلة، قد قال في تصريح ل«المساء» إن الممرضة المناوبة لم تتصل به إلا في الساعة الثامنة ليلا، لتخبره بتدهور الوضع الصحي للضحية، وهو ما يسجله أيضا دفتر المكالمات الصادرة عن هاتف المستشفى في ذلك اليوم، وهو ما تؤكده مصادر موثوقة، في حديث ل«المساء». ويتعلق المستجَدّ الثاني بكون مسؤول في قسم المستعجلات، ويملك «شركة» لكراء السيارات، حسب ما تؤكده وثائق حصلت عليها «المساء»، ويعمل أستاذا في إحدى المدارس الخاصة لم يستدعِ أطباء الإنعاش لتقديم العلاج للضحية «زبيدة»، التي حلت بالقسم الذي يديره، كما تنص على ذلك قوانين المستشفى، وبالخصوص ما ينص منه على انتقال طبيب الإنعاش عند المريض في أقسام المستعجلات. هذا الأمر جعل أسرتها تغير وجهتها نحو المستشفى الجامعي محمد السادس، الذي رفض استقبالَها، بسبب امتلاء أسِرّته، مما أرغم الأسرة على أن تعود إلى مستشفى «المامونية»، حيت عاين الطبيب «المهدي د.» الطفلة الراحلة، ثم أحالها على قسم الأطفال، القِسم الذي أوضحت شكاية الأسرة أنه يعرف خللا في نظام المداومة وتقاعسا كبيرا في إصلاح المعدات الطبية وتجهيز الغرف بالحد الأدنى من التجهيزات، لسلامة المرضى، وخاصة الأطفال منهم. ونفت أسرة الطفلة الراحلة «زبيدة» أي «اقتحام عسكري» للمؤسسة الصحية، وقالت في شكايتها إن الحارس العامَّ كان غائبا ولم يحضر إلا بعد الوفاة وأنه، رغم إصرار والدها على حضور مدير المستشفى للاطلاع على واقعة الوفاة، فإن الأخير لم يستجب، وهو ما دفع الأسرة إلى الإصرار على إجراء تحقيق نزيه يحدِّد المسؤوليات في ملابسات وفاة صغيرتها.