أكد الحضور الوازن لأعضاء حزب المؤتمر الوطني الاتحادي بآسفي الأحد 08 يوليوز 2012، تشبثهم بالانتماء لهذا التنظيم، حيث فاق عددهم ستين عضوا ناهيك عن الحضور المتميز للإخوة من فرع اليوسفية. وفي كلمته أشار الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، عبد السلام العزيز أن الحركة الاتحادية وضعت بصمتها داخل المدينة المناضلة والمجاهدة آسفي، بعد التحاق مجموعة من الشباب الحركي الديناميكي، الذي سيعطي دفعة جديدة للمسار الحزبي على المستوى المحلي، موضحا أن هذا اللقاء يأتي في إطار استمرار لما تم الاشتغال عليه في اللقاء الأخير للجنة المركزية استعدادا للمؤتمر القادم شهر أكتوبر المقبل. وأوضح الأمين العام أن النضال لا زال مستمرا من أجل عدالة اجتماعية وإصلاح حقيقي للقضاء وغيرها من القضايا الأساسية، متحدثا عن الأزمات التي يعيشها العالم نتيجة الرأسمالية والليبرالية المتوحشة، التي أصبحت تتفكك يوما عن يوم. وأضاف الأمين العام أن اللقاء الجهوي هذا، ينعقد و العالم العربي يعرف تطورات خاصة تجلت فيما يسمى بالربيع العربي، الذي أفرز حضورا قويا للإسلام السياسي، مقابل تراجع قوى اليسار مما يتطلب من هذه الأخيرة أن تعيد النظر في تصوراتها وأن تضع أسئلة دون تخوف للوصول إلى أجوبة صريحة، قصد الخروج من هذا الوضع وإعادة الاعتبار للحركة التقدمية، التي قدمت تضحيات جسيمة من أجل الوصول إلى ديمقراطية حقيقية وعدالة اجتماعية متميزة ، مبرزا في الوقت ذاته الحراك الاجتماعي والسياسي الذي ساهمت فيه حركة 20 فبراير من خلال رفعها شعارات تطالب بالديمقراطية ومحاربة الفساد والمفسدين والاستبداد، والتي تحتاج حاليا إلى تقييم حقيقي لتجربتها بالمغرب، مذكرا في حديثه بموضوع مقاطعة الدستور الذي عرف غياب إشراك حقيقي لمختلف المكونات السياسية والمجتمعية مشددا على ضرورة العمل من داخل المؤسسات، وتنزيل حقيقي للدستور الذي يعتبر متقدما عن سابقه بالرغم من بعض المؤاخذات عليه. وأوضح أمين حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، أن الحكومة الحالية تغيب عنها المرجعية الديمقراطية لأنها تنطلق من موقف تحكمي، جعلها تعيش تخبطا سياسيا خطيرا، تجلت في تصريحات رئيس الحكومة، التي لا تنم عن حس ديمقراطي حقيقي، معتبرا أن الإسلام السياسي يحاول أن يختزل الديمقراطية في صناديق الاقتراع وهذا غير صحيح، بل إن الحكومة لا تحاور أحدا و لا تشارك أحدا، مما جعلها تعيش التباسا يظهر من خلال غياب مشروع إصلاحي واضح أو إرادة مسؤولة لتحقيقه أو تحقيق جزء منه، ظهر هذا جليا يضيف العزيز، في استمرار لوبي الفساد و غياب تصور واضح لمواجهته، واصفا الوضع الاجتماعي بالكارثة لم تستطع معه الحكومات السابقة المتعاقبة أن تحل إشكالاته العميقة، وأن تقلص من نسب الفقر والبطالة المرتفعة بالمغرب، بل إن الحكومة الحالية لا تملك إستراتيجية قادرة على التعامل مع هذا الوضع، بل تسعى إلى الإجهاز على المكاسب ضدا على مصالح الطبقة المعدمة والفقيرة بتلويحها غير ما مرة بالعمل على إلغاء صندوق المقاصة وتحرير السوق، مقابل عدم قدرتها على فرض الضريبة على الثروة. محذرا من مغبة ضرب القدرة الشرائية بالزيادة في أسعار المحروقات. وأضاف الأمين العام بأن حزب المؤتمر الوطني الاتحادي يسعى في نضاله دوما إلى المطالبة بعدالة اجتماعية و ديمقراطية حقيقية تحفظ كرامة المواطن المغربي، باعتبارها عناصر ضامنة للاستقرار و الأمن بهذا الوطن. ولم تخل كلمة الأمين العام من حديثه عن مسيرة "الكرامة أولا" ، والتي اعتبرها محطة أعادت توهج اليسار في أبهى حلله، مذكرا بكرونولوجيا أهم المحطات التي كان فيها تحالف اليسار حاضرا في أفق تأسيس فيدرالية تشكل تنظيما جديدا يجتمع ويقرر في القضايا الكبرى باسم التحالف. و في ختام كلمته أوضح عبد السلام العزيز أن المؤتمر الوطني الاتحادي هو رمز للنضال الحقيقي، داعيا الشباب الملتحق بالحزب إلى المزيد من العطاء والتضحية من أجل بناء مجتمع ديمقراطي حقيقي حداثي، ليتدخل بعد ذلك أغلب أعضاء حزب المؤتمر الوطني الاتحادي وفتح نقاش حول مجموعة من قضايا الحزب التنظيمية وقضايا السياسة الراهنة.